قيادة السيارات تحت تأثير الخمور تسبب الكوارث في أميركا

إدارة تعاطي المخدرات قالت إن سكان الجنوب الأكثر تدينا.. أقل تأثرا

TT

قالت نتائج بحث علمي في الولايات المتحدة ان سكان ولايات الغرب الأوسط، هم اكثر الاميركيين الذين يقودون سياراتهم تحت تأثير الخمور والمخدرات. وان نسبة 15 في المائة من كل الاميركيين قالوا انهم فعلوا ذلك خلال السنة الماضية.

وحسب البحث الذي أصدرته ادارة تعاطي المخدرات والصحة العقلية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الاجتماعية، فان ولاية وسكونسين جاءت على رأس الولايات، بنسبة 25%. وبعدها، جاءت ولايات: منيسوتا، ونبراسكا، ونورث داكوتا، وساوث داكوتا. وتراوحت النسب فيها بين 22 و15 في المائة. ولاحظ مراقبون في واشنطن، تعليقا على التقرير، ان الولايات الجنوبية، مثل مسيسبي، وألاباما، ولويزيانا، وجورجيا، وأركنسا، وكنتاكي، وساوث كارولينا، والتي تعيش فيها نسبة كبيرة من الفقراء والسود، ليست في اعلى القائمة. وان نسبة الذين قالوا انهم قادوا سياراتهم وهم مخمورون في هذه الولايات تقل عن نسبة عشرة في المائة، وهي النسبة الادنى التي تدعو للقلق، حسب تعريفات التقرير.

وقال د. ويستلي كلارك، مسؤول في ادارة الصحة العقلية في وزارة الصحة: «لا تثير هذه الارقام دهشتي. لكنها توضح لي ان المسؤولين في الولايات التي جاءت في اعلى القائمة يجب ان يدرسوا هذه الارقام. ويجب ان يبحثوا عن وسائل لتوعية الناس، ووسائل لتطبيق القانون». وقال د. اريك غوبلرود، استاذ في المركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، ان الاختلاف بين ولايات الشمال وولايات الجنوب في هذا الموضوع، يعود الى عوامل ثقافية سكانية. واشار الى ان نسبة اعلى من سكان ولايات الجنوب تعتبر نفسها اكثر تدينا من غيرها. وان هذا يؤثر على سلوكها، بما في ذلك عدم تعاطي الخمور، وتحاشي قيادة السيارات عند تعاطيها.

وقال غوبلرود ان هذا العامل يؤثر اكثر من العوامل الاقتصادية والعرقية. وقدم احصائيات عن نسبة الكنائس، وحضور الصلوات فيها، في ولايات الجنوب وولايات الشمال التي ذكرها التقرير. وقال، وهو، ايضا، مدير قسم لحل مشاكل تعاطي الخمور تابع لجامعته، انه، رغم اعتقاد كثير من الناس بالعكس، يستهلك السود نسبة اقل من الخمور بالمقارنة مع البيض. وانهم، بالتالي، اقل قيادة للسيارات وهم مخمورون. وقال: «مناسبات شراب الخمور مناسبات اجتماعية مفضلة وسط  البيض». وقال جفري راتليف كرين، استاذ علم نفس في جامعة منيسوتا (في ولاية منيسوتا، ومن الولايات التي جاءت في اعلى قائمة التقرير): «تسهل عاداتنا وتقاليدنا هنا شراب الخمور بعد غروب الشمس. لكننا لا نتحدث عن قيادة السيارات تحت تأثير الخمور». واضاف: «يبدو ان هناك قبول عام لهذه العادة. ويعتقد كثير من الناس ان هذه هي طريقة الحياة التي تعودنا عليها. وان الناس، وكأنه شيء طبيعي، يشربون الخمور، ثم يقودون سياراتهم ليعودوا الى منازلهم».

ولاحظ ان الكونغرس في ولاية منيسوتا يناقش مشروع قانون يسمح لمحلات بيع وشراب الخمور ان تظل مفتوحة حتى الساعة الرابعة صباحا في شهر يوليو القادم، عندما ينعقد في منيابولس (ولاية منيسوتا) مؤتمر الحزب الجمهوري لاختيار مرشح الحزب لانتخابات رئاسة الجمهورية. ولاحظ ان اعضاء كونغرس الولاية الذين يؤيدون مشروع القانون يتعللون بأن ذلك سينعش الحركة الاقتصادية، وسيفيد اصحاب هذه الاماكن، وسيزيد نسبة الضريبة التي ستتحصل عليها حكومة الولاية منهم. غير ان ويستلي كلارك، المسؤول في قسم وزارة الصحة الذي اصدر التقرير، حذر حتى الولايات التي لم تأت في اعلى القائمة. مثل ولاية يوتا، حيث قالت نسبة 11 في المائة انها تقود سياراتها تحت تأثير الخمور. ولاحظ ان اغلبية سكان هذه الولاية من طائفة المورمون المسيحية التي تمنع شراب الخمور. وقال: «حتى في ولاية يوتا، قال عشرة في المائة من سائقي السيارات انهم يفعلون ذلك. لا نريد نحن ان تحس مثل هذه الولايات بأنها احسن من غيرها. ونريد منها ان تبذل جهودا فعالة لحماية مواطنيها». وقال تقرير اصدرته مؤخرا ادارة الحركة ان عشرين الف شخص قتلوا في حوادث سيارات لها صلة بشراب الخمور وتعاطي المخدرات. وقالت د. تيري كلاين، خبيرة في ادارة الحركة الفدرالية: «يعكس تقرير ادارة الصحة العقلية الفدرالية المشكلة الصحية الكبيرة التي تسببها قيادة المخمورين للسيارات. تهدد هذه المشكلة كل انسان، كل يوم». واضافت: «لابد من توزيع نتائج هذا التقرير في كل الولايات، مهما كان موقعها في القائمة».