موقع للأزياء يجذب المعجبين بها ويسمح لهم بتصميمها

«بوليفور» أسسه 3 مهندسين سابقين في شركة «ياهو».. وبلغ عدد زواره 835 ألفا في يونيو

يقدم الموقع أبناطا مختلفة من أجل كتابة النصوص، ويوجد فيه 928 ألف مستخدم مسجل ينشئون 28 ألف مجموعة جديدة يوميا («نيويورك تايمز»)
TT

قد تسيطر مجلات الأزياء، «فوغ» و«إنستايل» و«لاكي»، على أرفف أكشاك بيع الصحف، ولكن على الإنترنت يغفل عنها متابعو الموضة لصالح «بوليفور»، وهو موقع جديد بعيد عن شارع فيفث أفينيو.

وموقع «بوليفور» مجلة أزياء يصنعها المستخدم، تمتلئ بإعلانات من إعداد المستخدم أيضا، فيستطيع زوار الموقع لعب دور محرر الأزياء وإنشاء ملصقات من الصور تعرض ملابس وإكسسوارات وتصميمات من جميع أنحاء الشبكة. ويشاهد القراء الملصقات، التي يطلق عليها الموقع «مجموعات»، وإذا ضغط المستخدم على فستان أو عقد ينتقل إلى الموقع الذي يبيعهم.

ويركز «بوليفور»، الذي أسسه ثلاثة مهندسين سابقين في شركة «ياهو»، على تشجيع المستخدمين على زيارة الموقع. ويبدو أنهم نجحوا في ذلك، فقد بلغ عدد زوار موقع «بوليفور» ما يزيد على 835000 شخص في يونيو (حزيران)، وذلك بزيادة قدرها 25 في المائة عن عدد زوار موقع «إنستايل»، الذي تديره مجلة «فوغ»، وموقع «إنستايل»، وفقا لشركة «كومبيت» لدراسات الشبكة. ويزيد ذلك العدد أيضا كثيرا عن موقعي «لاكي» و«هابربرز بازار». وبينما تكافح مجلات الأزياء الأخرى من أجل جذب جمهور لها عبر الإنترنت، ضاعف موقع «بوليفور» من عدد زواره ثلاثة أضعاف في العام الماضي.

وفي الوقت الحالي يتحول انتباه الموقع إلى تحقيق الأرباح، وهو يعرض إعلانات مثلما تفعل مواقع المجلات، ولكنه أيضا يحصل على عمولة عندما يضغط المستخدمون على ملابس أو يشترونها من مواقع تجارية معينة، على الرغم من أن ربع عمليات الانتقال إلى مواقع خارجية يحقق الربح لـ«بوليفور». وتحاول الشركة حاليا إقامة علاقات مع مواقع لبيع الملابس والإكسسوارات في مقابل رفع كتالوغات تعرض منتجاتها على الموقع.

يقول بيتر فينتون، الشريك في «بينش مارك كابيتال»، التي تستثمر 2.5 مليون دولار في «بوليفور»: «من أجل التنافس مع (فوغ) و(إنستايل) لا يجب أن نقتصر على التعاملات وجني الدولارات من خلال مرات مشاهدة الصفحة الواحدة. يوجد جانب طموح وجانب تسلية، وهو ما لم يتطرق إليه أي من المواقع حتى الآن».

وفي الوقت ذاته يمنح موقع «بوليفور» المواقع الإعلانية القديمة دفعة قوية كانت في حاجة إليها. يقول باشا سادري، أحد مؤسسي الموقع والرئيس التنفيذي لـ«بوليفور»: «لقد بدأ البيع بالتجزئة على الإنترنت بالكاميرات الرقمية، وحاليا تستخدم المواقع المحركات ذاتها لبيع القمصان، ولكن ليست تلك هي الوسيلة المناسبة لبيعها، فالملابس يجب أن تكون مرئية». وعلى خلاف الكاميرات أو الكتب يتم شراء الملابس والإكسسوارات كجزء كامل من الزي، على الرغم من أن بعض المواقع ما زالت تعرض قطع الملابس منفردة.

ولا يتبنى سادري، الذي يفضل ارتداء الملابس القطنية، نظرة تقدمية في الأزياء شخصيا، وقد توصل إلى فكرة «بوليفور» في عام 2007، عندما كان يعمل في شركة «ياهو». وكان مهندس البرامج الذي صمم «ياهو بايبس»، وهي أداة تسمح للمستخدمين بجمع المحتويات من جميع مواقع الشبكة، فيما يشبه ما يفعله «بوليفور».

عندما يتصفح مستخدمو «بوليفور» الإنترنت يستخدمون أداة تسمى «كليبر»، ويتم تحميلها وحفظها على شريط الأدوات، من أجل اختيار الصور وحفظها على «بوليفور»، حيث يمكن لأي شخص أن يستخدمها في إنشاء مجموعات ملصقة.

ويمكن أيضا أن ترفع العلامات التجارية والمواقع التجارية الإلكترونية أيضا منتجاتها على «بوليفور»، على الرغم من أن 95 في المائة من الصور في الوقت الحالي مصدرها المستخدمون. ويوصل موقع «بوليفور» الصور بوصلة إلى الموقع الأصلي، (ويتلقى نحو خمسة طلبات في الأسبوع، من مصورين أو رسامين، لإزالة الصور).

ومن أجل إنشاء مجموعة من الصور، يأخذ المستخدم صورا ويضعها معها. ويقدم موقع «بوليفور» أبناطا مختلفة من أجل كتابة النصوص، ومقاطع سمعية من موقع «أمازون». ويوجد في الموقع 928000 مستخدم مسجل ينشئون 28000 مجموعة جديدة يوميا. واحتوت مجموعة مستوحاة من بلاك لايفلي، ممثلة فيلم «غوسيب غيرل»، صورة لها وهي ترتدي سترة من الجلد تشبه تلك التي كانت ترتديها، وهي متاحة للبيع على موقع «زاديغ أند فولتير» بمبلغ 840 دولارا. وتعرض المجموعة أيضا إكسسوارات تناسب الملابس، مثل أحذية طويلة ونظارة شمسية ماركة «راي بان» وجهاز «تي موبايل سايد كيك».

وعلى مدونة تسمى «بوتونيرز أند بو تايز» تدخل المقبلات على الزواج صور فساتين أفراحهن. وتستخدم سامانثا شيه، مالكة شركة الملابس الرجالية «تايلور»، «بوليفور» لتصميم ملابس العريس، مع ربطة العنق وأزرار القميص، ثم ترفعها على مدونتها.

ومن أجل زيادة الأرباح، يشارك موقع «بوليفور» شركات الأزياء في رعاية محتوى الموقع، وتروج توري بورش لمجموعتها الصيفية المستوحاة من البندقية، بإقامة مسابقة على «بوليفور» تطلب فيها من المستخدمين تصميم مجموعات ذات أفكار مستوحاة من البندقية باستخدام قطع توري بورش الجديدة.

وقد لاحظ محل «لوريز شوز» في شيكاغو وعلى الإنترنت أخيرا زيادة في الزيارات القادمة من موقع «بوليفور»، الذي لم يكن المدير الإبداعي في الشركة جون كويل ستينبرنر قد سمع عنه. وتريد شركة «لوريز شوز» وضع إعلاناتها على «بوليفور». وقال ستينبرنر: «إنه يجلب لنا عملاء أفضل من لوحات الإعلانات وإعلانات التكلفة مقابل النقر. وعلى النقيض من أن يكون المرء مجرد عميل، فهو يساعد على تحديد مظهر الحذاء وخصائصه الجمالية».

وتجيز بعض محلات بيع التجزئة على الإنترنت، منها «تشارلوت روس» و«توريد»، استخدام تكنولوجيا «بوليفور» على مواقعها الخاصة. وتقول سوشاريتا مولبورو، محللة التجارة على الإنترنت في «فوريستر» للأبحاث، إنها تعتقد أن ذلك الترخيص يحقق أفضل استخدام لـ«بوليفور» ومواقع منافسة مثل «كابودل». وتقول: «في مواقع البيع ذاتها، يتطلع الناس إلى الإلهام وهم في نهاية عمليات الشراء». ولكن مع استخدام موقع «بوليفور»، «يمتلك الناس عقلية مختلفة، فهم يتصفحون، وقد لا يتطلعون إلى الشراء».

ويخطط موقع «بوليفور» أيضا لبيع معلومات عن تفضيلات المستهلكين التي تجمعها على الموقع. وقد يخبر مواقع المحلات أي نوع من الأحذية أكثر شعبية في مانهاتن عن لوس أنجليس، فتعرف أين تعرض تلك الأحذية، أو يمكن أيضا للمصممين رفع صور لمنتجاتهم الجديدة قبل أن يقرروا إنتاجها للحصول على رأي متابعي الأزياء.

وقد يساعد الموقع أيضا مشتري المعلومات على معرفة الاتجاهات السائدة في وقتها الفعلي، أسرع من المجلات الشهرية، كما يقول ج. يس لي، مدير الإنتاج في «بوليفور». وعلى سبيل المثال في الخريف الحالي، شاهد الاتجاهات الجديدة التي تظهر على الموقع: القفازات دون أصابع، وصور مطبوعة على شكل فراشات.

* خدمة «نيويورك تايمز»