إرسال البشر بواسطة البريد الإلكتروني.. ومكافحة التلوث بجراثيم اصطناعية

العالم كريغ فنتر يستعرض تصوراته المستقبلية

TT

أثار العالم الأميركي كريغ فنتر، أحد رواد البحث الجيني، عاصفة من النقاشات في ألمانيا، بعد «تصوراته» العلمية عن عالم المستقبل. وذكر فنتر، في مؤتمر «بوردا ميديا» في ميونخ انه يستطيع تصور إرسال البشر عبر البريد الإلكتروني، كما ترسل الرسائل، وإمكانية مكافحة تلوث البيئة بواسطة جراثيم مهندسة وراثيا. وكان فنتر قد أعلن قبل بضعة أشهر عن بدء محاولاته إنتاج الكروموسومات الاصطناعية في المختبر.

وكان مؤتمر «الرقمي، الحي والتصميم» قد افتتح أمس في موينخ بحضور حشد من ممثلي عمالقة الانترنت مثل ريتشارد دوكنز وماريسا ماير من شبكة غوغول ومؤسس الصفحة الانسكلوبيدية في الانترنت جيمي ويلش. كما ينتظر أن «يطعم» المؤتمر الإلكتروني بحضور جمالي واقعي، وغير افتراضي، تمثله عارضة الأزياء نعومي كامبل وزميلتها الألمانية السابقة كلاوديا فيشر.

واحتدمت القاعة بالإثارة حينما تحدث ريتشارد دوكنز، المعروف بنزعاته الدينية إلى جانب فنتر، المعروف بطروحاته العلمية الغريبة، عن تصوراتهما لعالم شبكة المستقبل. وشد النقاش مئات الخبراء الحاضرين رغم اقتصار مشاركة فنتر، الذي يدير شركات كبيرة للهندسة الوراثية، على النقل الحي بواسطة الكاميرا.

ودافع فنتر، الذي عرض خريطة جسمه الوراثية على الانترنت، عن الهندسة الوراثية وقال إن خطرها على البشرية أقل من خطر تلوث البيئة والتحولات المناخية العاصفة. بل أنه تنبأ بإمكانية التهام غاز ثاني أوكسيد الكربون وذرات السخام، التي تطلقها السيارات بواسطة جراثيم معدلة وراثيا يعود الفضل في تحضيرها إلى الهندسة الوراثية. وقال فنتر أنه يستطيع تصور إمكانية «تعديل العالم» كله وراثيا في المستقبل إنقاذا للأحياء من الكوارث، ودون أن يعترض عليه أحد في القاعة.

وحينما حاول دوكنز إحراج فنتر بسؤال ما إذا كان يتصور العالم بأكمله كنتيجة «للتقنية»، رد فنتر بالقول إن «الحياة ميكانيكية» وستتحول إلى تقنية في مجرى محاولات البشر لسبر غورها. ورد عليه دوكنز بالقول إن التلاعب بالجينات مجهول العواقب ويمكن أن يؤدي إلى طفرات وراثية غير محسوبة على الأحياء النباتية و الحيوانية والبشرية.

ولأن دوكنز أصدر في السبعينات كتابا أسمه «الجين الأناني»، وقال فيه إن الجينات هي عبارة عن معلومات لا غير، فاجأ فنتر الحضور بالحديث عن إمكانية نقل البشر بواسطة البريد الإلكتروني «كالمعلومات». وقال فنتر إنه يتصور إمكانية إرسال، الجينات بمثابة معلومات، من طرف في الشبكة الإلكترونية، ثم إعادة «هندستها» كبشر في الطرف الآخر من الشبكة. وأكد العالم، الذي يتعامل معه البعض كتاجر جينات، أن من الممكن الآن إنتاج الكروموسومات صناعيا في المختبر، وهي إشارة إلى تصريح أدلى به في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي لصحيفة «الغارديان» البريطانية وتحدث فيها عن محاولاته تصنيع الكروموسومات صناعيا. بل تجاوز فنتر المحظورات الألمانية وقال إن التوصل إلى إنتاج الكروموسومات سيؤهل البشر لإنتاج مادة حية باستخدام «الجين الأناني» الذي يتحدث عنه دوكنز.

وكان فنتر قد أطلق مثل هذه التصريحات إلى صحيفة «الغارديان» أثناء المؤتمر السنوي لمعهد الأبحاث الجينية الذي يديره في سان ديغو. وأشار فنتر إلى نجاح علمائه في إنتاج 381 جينا منصوبة على كروموسومات وينتظر أن تستخدم في صناعة بلازما مبتكر أطلق عليه أسم «مايكو بلازما».

ويفترض أن يتم «دس» هذه الجينات في نوع معين من البكتيريا بما يتيح لها التحول إلى بكتيريا مفيدة يمكن أن تستخدم في مكافحة التلوث البيئي. كما عبر عن اعتقاده بإمكانية استخدام الطريقة بهدف إنتاج وقود بيولوجي غير ضار بالبيئة.