عبد العزيز بن سلمان: توسيع استخدام الحلول التقنية طويلة الأجل للتعامل مع الظاهرة

السعودية تطالب بالتعامل معها كشريك عالمي في مواجهة ظاهرة التغير المناخي

الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال إلقائه كلمة في المنتدى الريادي العالمي بالخبر امس («الشرق الاوسط»)
TT

أعلنت السعودية أمس أنها تشجع توسيع استخدام حلولا تقنية على المدى الطويل للتعامل مع التغير المناخي، مثل تقنية فصل وتخزين ثاني أكسيد الكربون. وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول إن السعودية تشجع توسيع استخدام الحلول المبنية على التقنية، خاصة بعد أن أثبت الوقود الأحفوري أنه الخيار الأفضل الذي سوف يهيمن على السوق العالمية طوال القرن الحادي والعشرين.

وقال الامير عبد العزيز بن سلمان إنه «بالرغم من أن المملكة لن تحتاج إلى تقنية فصل وتخزين ثاني أكسيد الكربون لغرض الاستخلاص المعزز للنفط في الأعوام القادمة، إلا أنها سوف تقوم بإجراء الكثير من البحوث والتطوير في هذه التقنية لتحمل نصيبها العادل في التصدي لتغير المناخ كجزء من إسهاماتها في منظومة التعاون الدولي في هذا المجال».

وكان الامير عبد العزيز بن سلمان يتحدث أمس خلال افتتاحه أعمال الورشة الثالثة لبناء القدرات للمنتدى الريادي العالمي لفصل وتخزين ثاني أكسيد الكربون، التي أقيمت في مدينة الخبر، شرق السعودية، وتختتم اليوم، وتستضيفها السعودية ضمن مشاركتها في الجهود العالمية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومواجهة التغير المناخي.

وأبلغ الأمير عبد العزيز بن سلمان «الشرق الأوسط» أن وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية تسعى لتطوير آلية تنسيقية بين الدول الأعضاء في المنتدى، ينجم عنها تشكيل هيئة مشتركة تدرس فيما بينها وضع حلول تقنية للتعامل مع التغير المناخي، وآلية المساهمة المشتركة لتدعيم الإنفاق على هذه التقنية. ووفقا لوكالة الطاقة الدولية فإنه يعتقد أن تؤدي هذه التقنية إلى خفض نسبة كبيرة من الانبعاثات العالمية من غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 كما يؤمل منها أن تساعد في تخفيف العبء على الاقتصاد العالمي وعلى الدول التي تعتمد اعتمادا كبيرا في تنميتها على تصدير الوقود الأحفوري، وتعمل هذه التقنية على تقليل كمية ثاني اكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ويمكن أيضا الحصول بواسطتها على قيمة مضافة من ثاني اكسيد الكربون المستخلص.

ودعا الامير عبد العزيز بن سلمان المجتمع الدولي للتعامل مع السعودية كشريك عالمي يعتمد عليه في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، إزاء التزامها في مواجهة هذه الظاهرة، وقال إن السعودية قررت من خلال هذه المبادرة أن تلعب دوراً قيادياً بارزاً في تطوير الحلول التقنية ذات الجدوى الاقتصادية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تخفيض انبعاثات الكربون، إضافة إلى تعزيز الاقتصاد العالمي. وقال الامير عبد العزيز بن سلمان «نتطلع إلى المجتمع الدولي والدول الأعضاء في المنتدى لتوسيع التعاون مع المملكة في مجال البحوث في استخدامات البترول النظيف، بدءاً من تقنية فصل ثاني اكسيد الكربون وتخزينه».

وقال الامير عبد العزيز بن سلمان، إن الصناعة النفطية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحاجة الى بناء شراكات مع مؤسسات البحوث من أجل وضع حلول في مجالات التخزين الجيولوجي، وتعزيز إنتاج الزيت، وخفض تكلفة فصل ثاني أكسيد الكربون من المصادر الثابتة، وإيجاد تقنيات جديدة لفصله من المصادر المتحركة. وأضاف أن «مواجهة تغير المناخ من خلال الاستثمارات الاستراتيجية في الأبحاث والتطوير ستوفر فرصاً لمصدري الطاقة، مثل السعودية للاستمرار في تطوير هذه الطاقة، وتعزيز مستقبل أسواق النفط. كما ستمكن النفط من المنافسة المتكافئة باعتباره المصدر المفضل لاحتياجات الطاقة في المستقبل».