ياهو تخوض معركة شرسة في مجال الإعلانات

«فيس بوك» و«غوغل» في المقدمة

TT

وضعت صاحبة المشاريع سرامانا ميترا إعلانا عبر مدونتها الأسبوع الماضي يحمل عنوانا كسب تعاطفا: «ياهو، رجاء خوضوا المعركة».

فمع تباطؤ نموها بدأت شركة ياهو باتخاذ خطوات لإعادة هيكلة كيانها وتضييق تركيزها وإلغاء بعض المشاريع غير الفاعلة بشكل مقنع. لكنها ما زالت متخلفة عن غيرها في مجال البحث عن اعلانات مربحة مثلما هو الحال مع شركة غوغل أو في التطور في حال الشبكات الاجتماعية مثلما هو الحال مع «فيس بوك» التي كسبت أعضاء كثيرين بسرعة مع أعداد متزايدة من المعلنين.

ويتوقع المراقبون أن يروا دليلا على توسع الفجوة ما بين غوغل وياهو هذا الأسبوع حينما تقدم الشركتان تقريرين عن النتائج المالية للربع الأخير. ويبدو لجميع المعنيين أن على ياهو أن تقلص عدد العاملين فيها بنسبة 20% والخروج من البحث عن إعلانات تجارية بل حتى وضع نفسها في المزاد. وتنتظر ميترا والكثيرون في وادي السليكون أن تسترد ياهو حيويتها المالية مرة أخرى باعتبارها أكثر المواقع شعبية على الويب إذا كان ذلك لغير سبب سوى تحجيم غوغل لكنها قالت إنها ليست متفائلة.

وأضافت: «لياهو فرصة عظيمة لوجود عدد كبير من المستخدمين لعنوانها ولما تملكه ماركتها من شهرة هائلة. لكنها لا تستطيع أن تحدد ما تريده حينما تنمو».

وما يريده المستثمرون من جيري يانغ مؤسس ياهو الذي حل محل تيري سيميل كرئيس تنفيذي للشركة، هو امتلاك رؤية واضحة تستند إلى قوتها الأساسية. لكن بدلا من تعريف خارطة الطريق الحازمة عرض يانغ خطوطا عريضة فقط للحل: ستسعى ياهو إلى أن تصبح نقطة بدء لمستخدمي الانترنت وعليها كسب المعلنين التجاريين. كذلك ستقوم ياهو بفتح تكنولوجيتها أمام المطورين الخارجيين والناشرين بحيث يمكنها أن تدهش المستهلكين مع خصائص رائعة. كانت تلك البداية لكنها لم تكن كافية لإرضاء وول ستريت. إذ اعتبر موقع الاستثمارات الانترنتي موتلي فول أن ياهو هو «اسوأ بورصة لعام 2008» متوقعا تقدم غوغل عليها كموقع شعبي لمستخدمي العناوين الالكترونية. وحسب المحللون جميع أجزاء ياهو وخصوصا استثماراتها في شركات الانترنت الآسيوية فوجدوا أنها تساوي أقل بكثير من قيمتها في السوق حاليا. وقال روب ساندرسون المحلل في شركة تكنولوجي رسيرتش: «جاء جيري يانغ هذا الصيف مع مناورة قوية للتغيير ونحن لحد الآن لم نشاهدها». غير انه قد يكون من السابق لأوانه الحكم على الجهود. وأوصى كلايتون موران المحلل في ستانفورد غروب بالصبر. وقال انه «خلال السنوات القليلة الماضية دفع الظهور السريع لغوغل وتشظي الانترنت الى اداء ياهو المتدني. أعطوا جيري سنة في الأقل. فستة اشهر ليست وقتا كافيا للحكم على قابليته وما فعله». ويقول بريان بولان المحلل في جاكسون سكيوريتيز انه حتى على الرغم من أن اعادة تنظيم الشركة لم تثمر عن شيء جديد فانه يرى دلالات ايجابية على أن «النسور» افترسوا «بقايا الجثة التي كانت العام الماضي». ويتوقع المحللون اداء قويا في الربع الأخير عندما تقدم ياهو تقريرها يوم الثلاثاء، لتعلن حصة 11 في المائة من الأرباح على ايرادات بلغت 1.4 مليار دولار، تغذيها مكاسب متواضعة في البحث وحجم اكبر في الاعلانات. ويقول بعض المحللين ان ادارة ياهو تحقق تقدما هادئا يمكن أن يتعزز في مكاسبها عام 2008، بما في ذلك ازالة وحدات العمل الضعيفة ومئات الوظائف. غير ان كثيرين يشعرون بالقلق من أن النظرة التي تعرضها في الوول ستريت ستعكس تباطؤا متوقعا في الاقتصاد الأميركي والاتفاق الاستهلاكي. ورفضت ياهو التعليق مشيرة الى فترة هادئة اعتيادية قبل الاعلان عن مكاسبها. وقال انتوني فالنسيا، محلل الميديا والتسلية في تي سي دبليو غروب في لوس انجليس، ان «هذا الربع سيكون هاما جدا. يمكن أن يكون لديك الكثير من الأرباع ذات النتائج المحبطة ويمكنك أن تطلب مرات كثيرة من المستثمرين أن يكونوا صبورين». والمسألة الجوهرية هي انه منذ أن تولى يانغ منصبه خسرت أسهم ياهو 22 في المائة، لتقفل على 21.94 دولار يوم الجمعة. واذا ما يتعين ان تواصل ياهو الهبوط فانه يمكن أن تصبح هدفا للاستيلاء عليها من جانب شركات الأسهم الخاصة أو مشترين استراتيجيين مثل مايكروسوفت كورب أو نيوز كورب وفقا لما يقوله محللون. وتعرف ياهو أن هذا ليس وقتا مناسبا لكي يكون اداؤها مترنحا. ويقول اشخاص مقربون من الشركة ان يانغ وفريق عمله يعملون بدأب من أجل التعجيل باتخاذ قرارات وتحسين العمليات للعودة الى ما كانت عليه ياهو من وضع جيد. ويشيرون الى أن ياهو ما تزال تتمتع بكثير من الامكانيات، ذلك انها ماركة جذابة وتتمتع بأكبر عدد من الناس على الانترنت يصل عددهم الى نصف مليار اضافة الى شراكات قوية مع شركات كبرى وموازنة قوية على الرغم من التقارير التي تشير الى الأرباح المحبطة. وفي «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية» في لاس فيجاس الذي اقيم الشهر الحالي قدم يانغ للجمهور لمحة عن بعض السمات التي تطورها ياهو لتجعل تكنولوجيتها مؤثرة وملبية للمتطلبات. وتحدث عن فكرة ان ياهو تعود الى جذورها في مجال التكنولوجيا.

وقال «أقدر أن كثيرا منكم موجودون هنا لرؤية الوجه الجديد لياهو. حسنا، يؤسفني أن أخيب آمالكم. انه ما يزال الوجه القديم نفسه». ولكن هل سيقود يانغ ياهو جديدة أو ياهو القديمة نفسها؟ يقول محللون ان ذلك هو السؤال الكبير. وقال سكوت كيسلر محلل ستاندارد أند بورز «انه لأمر جيد أن تكون لدى المرء افكار ولكن الناس يبحثون عما هو أكثر من الأفكار في المرحلة الحالية. فالناس لا يهتمون بالرؤية، وانما يريدون معرفة النتائج. والنتائج حتى الآن متناقضة في أحسن الأحوال».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»