تلسكوبات مطورة على الجانب البعيد من القمر

تلتقط أضعف إشارات الكون البعيدة من دون تشويش الغلاف الجوي للأرض

صورة لتصميم مستقبلي لعربة جوالة على القمر تعمل بأرجل متعددة طورها فريق «تيم ايطاليا» (خدمة صور نيويورك)
TT

منذ بداية عهد استكشاف الفضاء ورواده يطمحون الى نصب تلسكوبات ومعدات فلكية اخرى على الجانب البعيد للقمر. وهذه العملية لن تزيل كل التشويش الذي يحدثه الغلاف الجوي المضطرب للارض، بل انها وبنفس الدرجة من الاهمية، ستتيح الاستفادة من كتلة القمر لحجب الاشارات الراديوية المنطلقة من الارض. وعلى الجانب «الظليل» من القمر سيمكن التلسكوبات الراديوية التقاط الاشارات الضعيفة الآتية من أزمان ولادة الكون، أي تلك الاشارات التي كانت ستغرق في خضم الموجات التي تبث من قبل الارض.

وقد ظل نصب معدات فلكية على الجانب البعيد من القمر مستعصيا على التحقيق ضمن برنامج «أبوللو»، كما انه لا يمكن لبعثة قمرية روبوتية تنفيذه، ولذلك لم يتم تطوير أي تلسكوب لهذا الغرض.

الا انه ومع توجه وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» الى ارسال رواد فضاء الى القمر بعد عام 2019، انتعشت احلام بناء مثل هذا التلسكوب. وقد قدمت الوكالة اخيرا منحتين للابحاث في التقنيات اللازمة للتطوير.

ومنح فريقان، الاول من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا والثاني من مختبر ابحاث البحرية، مبلغ 500 الف دولار لكل منهما، لوضع افكار لتصاميم لمعدات بهوائيات منثنية يمكن فتحها بعد انزالها على سطح القمر، وذلك لإرسال البيانات التي تلتقطها، والاستفادة من مزايا وجود رواد في مهمات على القمر.

ولا يستطيع احد ان يؤكد ان هذه الفكرة ستنجح، الا ان باحثي الفريقين يشيرون الى ان تطوير الفكرة وتنفيذها سيساعدان في تفسير مسائل لا تزال غير محلولة مثل كيفية تكون المجرات من الغيوم الغازية في بدايات نشوء الكون، وما الذي قاد الى توسع الكون بعد حدوث الانفجار العظيم.

وقال جاك بيرنز البروفسور في مركز الفيزياء الفلكية في جامعة كولارادو في بولدر، ان «هناك فترة طويلة جدا في حياة الكون تسمى العصور المظلمة، التي لا نعرف عنها سوى القليل». وقد عمل بيرنز نحو 20 عاما لتحقيق افكار لنصب تلسكوب راديوي على الجانب البعيد من القمر، وهو يعمل مع مختبر ابحاث البحرية.

واضاف ان «التقنيات ممكنة التحقيق، كما ان «ناسا» ترغب في ارسال الرواد الى القمر في بعثات علمية. ولذلك فان نصب نوع ما من التلسكوبات الراديوية يبدو مسألة معقولة».

* خدمة واشنطن بوست: خاص بـ«الشرق الاوسط»