برامج دولية لتعليم إدارة الأعمال

تستهدف النساء في أفريقيا والشرق الأوسط

TT

عندما كانت فاطمة كازيمي تحلم بافتتاح محل للملابس في وسط أفغانستان، كان هناك مجموعة محدودة من رجال الاعمال الذين يمكنها اتباع خطواتهم، ومجموعة اقل من النساء. ولذا ذهبت حول العالم، الى اريزونا لحضور برنامج في ادارة الاعمال لمدة اسبوعين ونصف الاسبوع، للحصول على المعلومات التي تحتاجها لتأسيس عملها.

وقالت فاطمة عن افغانستان «هو مجتمع لا يعطي الفرص للنساء للمشاركة في الحياة العامة. لقد منحني البرنامج الشجاعة المطلوبة».

واليوم فإن فاطمة ،34 سنة، هي صاحبة المحل الوحيدة في سوق باميان، مسقط رأسها. بل انها اصبحت رئيسة زوجها.

وستعد للحصول على دعم كبير من مصرف غولدمان الاستثماري الذي اعلن يوم الاربعاء انه سينفق مائة مليون دولار في السنوات الخمس على تقديم فرص تعليم في مجال الاعمال لأكثر من 10 آلاف امرأة في الدول النامية.

وستدعم المبادرة البرامج القائمة مثل البرنامج الذي ترعاه مدرسة ثاندربيرد للادارة العالمية في اريزونا، الذي سيشارك مع الجامعة الاميركية في افغانستان على تقديم دورات لمدة 6 اشهر في كابل، بالاضافة الى اعداد برامج جديد.

ويهدف برنامج غولدمان الى تحسين الاقتصاد المحلي، عن طريق منح النساء في افريقيا والشرق الاوسط فرصة الحصول على تعليم لم يكن من الممكن حصولهم عليه. ويدخل البرنامج في شراكة مع جامعات في الولايات المتحدة وأوروبا ومع الكليات المتخصصة في مجال الاعمال في الدول النامية. وسيعملون على تقديم دورات تستمر ما بين عدة اسابيع الى عدة اشهر. وستحصل النساء على شهادات بعد حصولهن على دورات في موضوعات مثل كتابة خطط العمل وأبحاث السوق والمحاسبة والتجارة الإلكترونية والحصول على رأس مال. وستحصل بعض النساء على منح تعليمية للحصول على الماجستير.

وقال ليود بلانكفين الرئيس والمدير التنفيذي لغولدمان خلال اعلانه البرنامج في جامعة كولومبيا، التي تشارك في المبادرة. «لا يمكن لأي دولة تحقيق امكانياتها الكاملة اذا كان نصف مواهبها غير ممثلة». واضاف ان مصرفه مستثمر ملتزم يحاول متابعة وخلق مزيد من الدخل الوطني حول العالم. وبذلك «لا يوجد افضل ولا استثمارات افضل من الاستثمار في مجال النساء».

واوضح بلانكفين في مقابلة، ان المبادرة هي نمو طبيعي لنشاط وعمليات غولدمان، بما في ذلك نشاطات الاستثمار في الاقتصاديات النامية والبحث عن العاملين في وسط مدارس الاعمال في الخارج. وقد اجرى المصرف بحثا اكد امكانيات النساء في زيادة النمو الاقتصادي.

وقال بلانكفين ان البرنامج سيضم بعض العناصر المحلية التي تهدف الى تدريب نساء اميركيات يعشن في بيئة «ذات نفس الصفات» مثل النساء في الخارج. وقال ان لديه منطقة معينة في الولايات المتحدة ولكنه لم يقدم أية تفاصيل.

وقالت الوزيرة «مع هذا البرنامج سنتوصل الى اشخاص يخلقون الوظائف وليس هؤلاء الذي يبحثون عنها. لدينا مهندسات. اذا ما حصلن على الدورات في مجال الاعمال، يمكنهن تأسيس شركات هندسية».

وواحدة من اولى المستفيدات من البرنامج هي إيمان يسري التي افتتحت محلا للاثاث بعدما انتهت من دراستها للفنون الجميلة في القاهر. وقالت انها فكرت عدة مرات في التخلي عن حلمها بعد تعرضها لمشاكل في الحصول على مواد خام في الوقت المناسب، وتقديم الاثاث بأسعار مناسبة. وقالت ايمان التي ستحضر دورة دراسية لمدة 5 اسابيع في الجامعة الاميركية في القاهرة. «اتمنى ان اتعلم كيف يمكنني ادارة العمل».

وقالت جين سبرلينغ المستشارة السابقة للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون التي تعمل مستشارة لبرنامج نعرف ان التعليم الاساسي والتمويل الصغير امر ضروري لخفض معدلات الفقر. ولكن هذه المبادرة تهدف الى المستوى التالي. ما هو المطلوب لزيادة عدد المستثمرين والمواهب الادارية التي يمكنها مساعدة عملية زيادة النمو الاقتصادي وضمان اتساع نطاق المشاركة».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»