شريحة إلكترونية بشكل عدسة تعيد النظر للمكفوفين

جربت بنجاح على 6 مكفوفين وتنزل للأسواق خلال 3 سنوات

TT

حقق العلماء الألمان سبقا علميا في مجال معالجة المكفوفين، حينما جربوا بنجاح أول تقنية للرؤية لا تستخدم الكابلات والبطاريات في عملها. وذكر الدكتور بيتر فالتر رئيس عيادة طب العيون في جامعة آخن (غرب)، إن التقنية تعتمد على إرسال الإيعازات البصرية مباشرة من العدسة الصناعية إلى الدماغ عبر العصب البصري.

وتضمن التقنية الجديدة رؤية الأشياء بالأبيض والأسود للمكفوفين، الذين فقدوا أبصارهم بسبب التهاب الشبكية الصبغاني أو بسبب تنكس الشبكية. ويحدث المرض الأخير بداية بشكل عمى ألوان ثم يتطور بالتدريج إلى «نفق» مظلم حسب تعبير الدكتور فالتر. وتعوض الشريحة الإلكترونية التي تأخذ لون العين، وتزرع تحت الشبكية العدسة، عن الأجسام الحساسة للضوء في الشبكية والمسماة بالمخاريط والعصي. ويمكن لهذه التقنية أن تعيد الضوء إلى عيون 25% من مجموع المكفوفين الألمان، الذين يتراوح عددهم بيت 100 ـ 150 ألفا. وأكد فالتر أن العدسة الجديدة هي أول تقنية للرؤية من نوعها في العالم تزرع في العين بالكامل، ولا تستخدم أية كابلات أو بطاريات.

وعمل على تطوير التقنية فريق من العلماء الألمان من جامعات آخن وماربورغ وأيسن (كلها في الغرب) ونالت دعما حكوميا من وزارة البحث العلمي 17,5 مليون يورو. وتعيد النظر إلى المكفوفين حسب كل حالة، لأنها تعتمد على تنشيط الخلايا القليلة الحساسة للضوء والمتبقية في الشبكية. كما تشترط الطريقة أن يكون العصب البصري سليما، لأنه الإشارات إلى الدماغ ترسل عن طريقه.

وتحتوي الشريحة الإلكترونية في الجيل الأول منها، على 47 قطبا كهربائيا منمنما يحول الضوء الساقط على الشريحة إلى تيار كهربائي صغير، يذهب إلى منطقة الدماغ الخاصة بالرؤية. ويعمل العلماء على إنتاج الجيل الثاني منه، وجعله مناسبا للسوق، خلال ثلاث سنوات، ويحمل كل منها نحو 400 قطب صغير. وطبيعي فإن زيادة عدد الأقطاب المنمنمة، والدوائر الكهربائية المنمنمة المرافقة لها، سيزيد من إمكانية الرؤية. وتعمل الشريحة مثل عدسة الكاميرا، لأنها تلتقط الضوء الداخل للعين، تحوله إلى إيعازات كهربائية، وتحفز هذه الإيعازات الخلايا الحساسة للضوء في الشبكية بدورها.

وقال توماس فاختلر، العالم الفيزياوي من ماربورغ، إن الطريقة جربت بنجاح على 6 مكفوفين قبل أسابيع، واستعاد المتطوعون شيئا من نظرهم بدرجات، وبالاعتماد على ما تبقى حيا من الخلايا الحاسة للضوء في الشبكية. وتم اعتماد النماذج الأولى من الشريحة الإلكترونية فقط، لمعرفة ما إذا كانت الطريقة ستنجح. وسيعملون لاحقا على تزويد المكفوف بنظارة مزودة بعدسة و«انكودر» Encoder تقوي الضوء الساقط على عدسة العين. ومهمة الانكودر هو تحويل الضوء الساقط على الشريحة الإلكترونية إلى ايعازات يفهمها العصب البصري. ولا يمكن للشريحة الجديدة، في نموذجها الحالي، أن تعين المكفوف على التمييز بين الحروف أو الأوجه، لكنها ستعينه على رؤية البشر والأشياء بالأبيض والأسود، وتدرجاتهما، كما أنها تعد بتطورات أخرى.