في الايام الخوالي كان مروجو المعجزات العلاجية يتنقلون من قرية الى اخرى على العربات التي تجرها الحمير.
اما الان فهم يستخدمون الاعلانات التلفزيونية على شبكات الكابل في ساعات متأخرة من الليل.
قال المذيع لحشوة احذية من طراز كينوكي «تحتاج الى اكتشاف السر الياباني للصحة المتكاملة. وهذا المنتج يعالج السكر والروماتيزم وآلام الظهر وضغط الدم والقلق والصداع والارهاق وتغير المزاج».
وكل ما عليك القيام به هو وضع الحشو على بطن قدميك قبل الذهاب للنوم وسيؤدي المنتج كما اعلن المذيع «الى امتصاص السموم من جسدك وانت نائم».
ويعترف الطبيب بيتر برسمان بأن كينوكي يمكن ان يؤدي الى تغيير المزاج. فقد كان مرهقا في الساعة الثالثة صباحا بعدما استدعته الممرضة في المستشفى التي يعمل بها اكثر من مرة.
وقال «كنت جالسا على الاريكة اتناول الآيس كريم، اشاهد التلفزيون. وفجأة هر اعلان كينوكي».
«واعترف انني بدأت في الضحك بطريقة هيستيرية».
كما اصبح كينوكي مجالا للبهجة على الانترنت، حيث تشير الملصقات الى تضارب في المعلومات. فعلى سبيل المثال، بالرغم من حديث الاعلان عن اصل المنتج الياباني ـ في الوقت الذي تظهر فيه امرأة ترتدي الكيمونو ـ فإن الموقع الرسمي لكينوكي على الانترنت يقول ان المنتج من اصل صيني. على أي حال اصل المنتج آسيوي.
وبغض النظر عن بهجة وتسلية الاعلانات ذات الادعاءات المبالغ فيها، فإن المساحيق والمنتجات التي تعالج كل الامراض ليست قضية مسلية للدكتور برسمان، الذي تحدث كثيرا ضد تلك الادعاءات او مع هيئة التجارة الفيدرالية.
ويوضح ريتشارد كليلاند مساعد مدير قسم الممارسات الاعلانية في الهيئة «عادة ما يؤكدون نجاح المنتج في علاج دستة من الامراض. غير انه لا يوجد ما يربط بين تلك الامراض. ومن الصعب استيعاب كيف يمكن لهذا المنتج علاج كل تلك الامراض.
ويلاحظ انه لم يوجه لشركة اكساكتا 3000 في ليكوود بولاية نيوجيرسي وهي شركة بيع عبر البريد تتولى تسويق وتوزيع كينوكي، تهمة انتهاك اللوائح. وقد رفض كليلاند الذي يعرف اعلانات كينوكي، مناقشة ادعاءات المنتج المحددة. وقال ان الوكالة لا تكشف ابدا ما اذا كان الاعلان عرضة للتحقيق اما لا.
كما لم يرد محامي شركة اكساكتا 3000 على طلب اجراء مقابلة مع مديري الشركة.
وطبقا لعريضة دعوى في قضية متعلقة بحقوق الملكية رفعتها الشركة تبين ان شركة اكساكتا 3000 تبيع تلك الحشوات تحت اسم كينوكي منذ عامين على الاقل.
وتجدر الاشارة الى ان المنتجات التي تدعي علاج جميع الامراض تدر دخلا كبيرا. فهذا العام كشف حكم محكمة في الينوي ان الشركات التي تقف وراء اساور «كيوراي» المعدنية التي تشير اعلاناتها الى انها تشفي من الام الظهر، ومشاكل الجيوب الانفية وعرق النسا اضطرت الى رد 87 مليون دولار الى الزبائن.
وكان اعلان الاسورة يؤكد انه تبث «اشعة كيو» وتدعم تدفق «الطاقة البيولوجية».
ووصف قرار المحكمة تلك الادعاءات بأنها «هراء».
واوضح كليلاند انه من المعتاد في المنتجات التي تدعي علاج جميع الامراض ادعاء بعض الدعم العلمي.
واضاف «انهم يعرفون انه اذا ما كان لديك بعض الشكوك، فستقول: لا يمكن ان يكون ذلك صحيحا». واضاف «يجب عليهم اقناع الشخص بوجود وسيلة، ويطبقون ذلك بجعله يبدو علميا».
فإعلان كينوكي التلفزيوني يحتوي على نتائج مختبرية قبل وبعد انتهاء الاعلان تظهر ان المنتج يقضي على المواد الضارة من الجسم.
لكن لا توجد معلومات تحدد مكان المختبر. وفي ركن من اركان الشاشة وخلال الاعلان تظهر عبارة مسجل في FDA. الا ان ريتا تشابيل المتحدثة باسم ادارة الاغذية والعقاقير، اكدت عدم وجود سجل لكينوكي بين منتجاتها الطبية التي تباع بلا وصفات.
وتظهر الرسوم الكرتونية في الاعلان السموم تنساب من شجرة. ويوضح المذيع «مثلما تمتص الشجرة الطاقة وتطرد السموم، تعمل حشوات كينوكي بنفس الطريقة».
واوضح برسمان ان «القفزة البيولوجية من القوارض الى الانسان كبيرة جدا. ولا يجب حتى طرح نقاش حول تشبيه نبات بالبشر».
وقال برسمان انه ليس منغلقا عندما يتعلق الامر بالطب البديل الاساسي. فقد كان يتولى تدريس الموضوع في جامعة ولاية كاليفورنيا.
فبعض وسائل العلاج غير الغربية هي «ذات طبيعة علمية صادقة مثل الوخز بالابر، الذي له قيمة هائلة».
ولكنه حذر من انه «يجب النظر، الى المنتجات التي تدعى علاج جميع الامراض، بشيء كبير من الشكوك. بالرغم من انه يعتبرها مغرية».
وأضاف: اود ان اتمتع بمثل تلك السلطات المطلقة. وستجعلني اعمل بطريقة اسهل بكثير.
* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»