فوائد مكتشفة لبرامج تلفزيون الواقع

رئيس صندوق جائزة إكس: «البشر يؤدون أفضل أعمالهم تحت ضغط المنافسة»

علاقة مستمرة بين تلفزيون الواقع وبرامج المسابقات («نيويورك تايمز»)
TT

ما العلاقة بين برامج الواقع التلفزيونية والوسيلة الجديدة التي ظهرت مؤخرا لتنشيط الاختراعات المفيدة حول العالم؟

ربما يكون من الصعب الاعتقاد بأن مشاهدة برنامج واقع تلفزيون يمكن ان يقدم لنا فكرة حول كيفية التسريع بالتغيير التكنولوجي.

الا ان برامج الواقع التلفزيونية الشهيرة تقدم وسيلة لفهم المنطق وراء موجة جديدة من المتسابقين في مجال الاختراعات التكنولوجية. فطبيعة تلك البرامج تعتمد على المسابقة الشخصية بين مجهولين. ويحصل الفائز على كل شيء ـ بالإضافة الى الشهرة.

وتستخدم وكالة ابحاث تعمل لحساب الحكومة ـ فكرة المسابقات للتوصل الى جيل جديد من السيارات بلا سائق. وترعى غوغل مسابقة للوصول للقمر والعودة باستخدام سفينة فضاء تجارية، بما قيمته 20 مليون دولار. وفي الأسبوع الحالي يبدأ أحدث المسابقات ـ من اجل سيارة رخيصة تستهلك غالون واحد كل مائة ميل ـ في معرض نيويورك للسيارات. وترعى السباق صندوق جائزة اكس، الذي يدير ايضا مسابقة للوصول للقمر. ففي عام 2010، سيجري تحديد الفائز في مجال سيارات المدينة، المخصص للسيارات ذات الثلاث عجلات، وسيارة اخرى ذات أربع عجلات ولربعة مقاعد.

ويقول بيتر ديامانديس رئيس صندوق جائزة اكس ان «البشر يؤدون افضل اعمالهم تحت ضغط المنافسة. الشركات شيء رائع، إلا ان طبيعتها لا تسمح بالانجازات او الاختراعات الحقيقية.

والوسيلة التقليدية التي تتمكن بها الشركات والوكالات الحكومية من تحقيق الانجازات هو توظيف لتنفيذ ذلك. ويقيم السوق المنتج الفائز. والمشكلة هي ان السوق في بعض الأحيان لا يؤدي الا الى تحسينات طفيفة، ولا سيما في مجال الطاقة والنقل والصحة. اما المسابقات فتهدف الى خلق الإحساس بالعجالة وهو ما يعيدك الى فترة الحرب الباردة. فبعد الحرب العالمية الثانية تصاعدت حدة المنافسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وأدت الى سباق الفضاء وفي مجال الاسلحة.

لماذا انتشرت المسابقات في السنوات الاخيرة؟ يرى ستيوارت براند، رئيس مؤسسة «لونغ ناو» التي تهدف الى زيادة الوعي بحل المشاكل التكنولوجية الطويلة الامد، أن السبب يرجع الى دخول رجال الاعمال في هذا المجال. فجوائز «اكس»، على سبيل المثال ممولة من اشخاص مثل ألون ماسك، مؤسس بايبال، وستيورت لوسون الذي حقق ثروة في مجال الماس.

ويكافئ الممول الفائز فقط. ويستمر المشاركون اموالهم، وبالتالي يوسعون قاعدة رؤوس الاموال المخصصة لهذا المجال. ويوضح تابيو الفسالو، الأمين العام لمؤسسة جوائز «ملينيوم تكنولوجي» في فنلندا، ان منح جائزة أمر مهم. لانه يطلق خيال الناس. ولأن الدعاية تجذب المزيد من المتسابقين، فإن زيادة الجوائز يبدو طبيعيا. وتعلن مؤسسة اكس برايز، على موقعها على الانترنت، ان تؤيد «اكثر المنطلقات الراديكالية لمجال الاختراعات.» الا ان البعض يرى ان منح الجوائز يؤكد فقط ما تم في المختبرات ـ وهو ان يمنح الدعاية لصاحب المسابقة. انظر الي كل هذه الدعاية التي تحصل على غوغل لدورها في جائزة سباق القمر.

وبالرغم من بعض نواقص المسابقات، فإنها تقدم المخترعين للمجتمع ككل. وهو ما يمكن ان يلهم الشباب ـ ويكشف للمستثمرين في مجال المشروعات الجديدة الاختراعات الجديد. ويقول يوغان دالال مدير صندوق مايفيلد وهو صندوق متخصص في الاستثمار في الافكار الجديدة في كاليفورنيا «ان هذه المسابقات تتحول الي آلية للتحكم في النوعية. وعادة ما لا توجد لدى الأشخاص خطة استثمار، ولكنهم يلفتون نظر شركات الاستثمار في المشاريع الجديد.

ففي ما يتعلق بمسابقة السيارات، يجب على المتسابقين تقديم سيارة قيادتها آمنة ويسهل تشييدها عبر وسائل محددة طبقا لمجموعة من اللوائح.

ومع ازدياد عدد المسابقات، فربما تحققت الأهداف الأكثر وضوحا. فعلى سبيل المثال، توجد سيارة كهربائية من تصميم تسلا موتورز في سان كارلوس بولاية كاليفورنيا ـ سيبدأ انتاجها اليوم. وتؤكد الشركة الصانعة انه يمكن قيادتها لمسافة 100 ميل بغالون واحد. ولكنها بمقعدين.

*خدمة «نيويورك تايمز»