«البيت السلبي» عنوان البيت البيئي المستقبلي

يختصر الكثير من طاقة التدفئة والكهرباء

TT

تشير كافة الدلائل إلى أن ما بدأ قبل عشر سنوات كحلم، أي «البيت البيئي السلبي»، سيكون عنوان بيت البيت البيئي المستقبلي في ألمانيا. وكان المهندس ديتر هيرتس قد بنى أول «منزل سلبي» في بافاريا قبل عشر سنوات وأسس منذ ذلك الحين شركة لبناء ونشر المساكن البيئية «السلبية».

والبيت السلبي إيجابي بكل ما في الكلمة من معنى من ناحية الاقتصاد بالطاقة، إلا أن تقنية التدفئة فيه تقلد التدخين السلبي لغير المدخنين مع المدخنين. إذ يستخدم البيت «السلبي» هواءه الداخلي الدافئ والرطب، لتدفئة تيار الهواء النقي الداخل إلى البيت، ويختصر بالتالي الكثير من طاقة التدفئة والكهرباء. وأحصى المعهد البيئي الألماني بناء 9500 « بيت سلبي» في ألمانيا خلال السنوات العشر الماضية. وذكر هيرتس أن «البيت السلبي» سيكون في مقدمة المواضيع التي سيناقشها مؤتمر» البيت البيئي» نهاية الشهر الجاري, في مدينة كورهاوز الألمانية. وأضاف أن تجربته في بناء المنازل السلبية طوال السنوات العشر الماضية تكشف بأن البيت السلبي لا يستهلك من الطاقة سوى 1.5 لتر من الزيت للمتر المربع في العام، في حين أن أفضل البيوت البيئية الأخرى، حسب مواصفات الاتحاد الأوروبي، تستهلك 10 لترات من الزيت للمتر المربع في العام. واقترح هيرتس، مدير شركة «هيرتس ولانغ» لبناء المساكن «السلبية» أن يوصي الاتحاد الأوربي مواطنيه ببناء المساكن «السلبية» فقط بدءا من عام 2011 رغبة في تنفيذ برنامج الاتحاد الأوربي الخاص بتقليص إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون واستهلاك الطاقة.

وأضاف المهندس أن من يود حماية البيئة، وحماية حسابه المصرفي من الانقراض عند بناء البيت، أن يلجأ إلى بناء البيوت «السلبية». فهذه البيوت تقتصد في الطاقة والجهد وتعد، من خلال تقليص استهلاك الطاقة، باستعادة سعر البناء خلال سنوات قليلة. كما يمكن من خلال اختيار مواد البناء العازلة والعالية التقنية أن يقلل «البناء السلبي» استهلاك الوقود أكثر وصولا إلى بيت اللتر الواحد. وأضاف المهندسان هيرتس ولانغ البيت إلى السلبي البافاري وحدة تدفئة تخلط هواء المسكن الداخلي وهواء الخرج بهدف تدفئة البيت بأقل كلفة. إذ تمتص الوحدة بالتدريج هواء الغرفة الدافئ والرطب، تخلطه مع هواء الخارج البارد، وتستخدم حرارة الهواء الداخلي لتدفئة الهواء النقي. واستخدم المهندسان في البناء الحجر الكلسي واسمنت خاص لتعزيز عزل البيت عن الخارج من ناحية فقدان وكسب الطاقة. ولأن جدران الحجر الكلسي تتمتع بالصلابة والقوة فمن الممكن تقليص سمكها وكسب المزيد من المساحة لداخل المنزل. والنتيجة هي أن البيت «السلبي» يقتصد طاقة التدفئة بنسبة 75% مقارنة بالبيوت البيئية الأخرى، و90% من الطاقة مقارنة بالبيوت القديمة غير البيئية.

والمهم هي أن تقنية» التهوية السلبية «في البيت «السلبي» لا تترك حاجة لفتح النوافذ مستقبلا. فالهواء يتجدد وتجري تدفئته في ذات الوقت داخل وحدة خلط الهواء. ولا حاجة هنا لفتح النوافذ وتجديد الهواء، خصوصا في الشتاء، لأن هذه العملية تستهلك الكثير من الطاقة. وتبنى هذه المساكن بحيث توضع شبابيكها تجاه الجنوب حيث تظهر الشمس في ألمانيا عادة.

وتقدر دائرة البيئة الاتحادية أن بناء «البيت السلبي» يكلف 5ـ8% أكثر من البيت العادي، إلا أن بعض البنوك المهتمة بالبيئة صارت تقدم قروضها بأرباح أقل كي تعادل الكلفة. كما أن خفض استهلاك الطاقة يجعل مشروع بناء «البيت السلبي» جذابا من الناحية المالية على المدى البعيد. ويمكن تعويض الفرق في كلفة البناء خلال 20 سنة فقط حسب معطيات «هيرتس ولانغ».

وذكرت زابينة شتيلفريد، من معهد أبحاث «البيت السلبي» في دارمشتادت (جنوب) أن كل البيوت السلبية التي بنيت أثبتت أنها لا تستهلك أكثر من 15 كيلو واط ساعة من الطاقة لكل متر مربع في السنة. ويمكن الاقتصاد أكثر في حالة بناء العمارات المتعددة الطوابق من خلال تقليص كلفة البناء وكلفة التدفئة وتسخين الماء، إلا أن بناء «البيوت السلبية» لم تدخل مرحلة البناء الكبير بعد.