علماء يحذرون من اختفاء المياه في الصيف

بعد ذوبان أنهار الجليد وجبال الثلج مبكرا

TT

حذر علماء من آثار ذوبان أنهار الجليد وجبال الثلج مبكرا عن موعدها المعتاد هذا العام، قائلين ان ذلك قد يكون إيذانا بأن المياه اختفت بالفعل في حين يحتاج اليها ملايين البشر خلال الصيف وقت تراجع سقوط الأمطار.

وقالت خبيرة المياه كارمن دو يونج في اجتماع لعلماء جيولوجيا في فيينا أول من أمس «انها قنبلة موقوتة»، في تقرير لرويترز.

ومن ابرز المناطق الاشد خطرا من نقص المياه اللازمة للشرب والزراعة بعض بقاع الشرق الاوسط وجنوب قارة افريقيا والولايات المتحدة والمنطقة المتوسطية.

ويعني ارتفاع درجات الحرارة العالمية أن الجليد يذوب مبكرا عن أوانه وبمعدل أسرع خلال العام وقد لا تقوم الجبال فيما بعد بدورها كوسيلة مؤقتة حيوية لسد النقص.

وأوضحت الخبيرة قائلة «في بعض المناطق حيث تكون أنهار الجليد قصيرة فانها قد تختفي خلال 30 الى 50 عاما، وهكذا يتلاشى مصدر مهم جدا للمياه خاصة لشهور الصيف».

وكانت دو يونج تشير الى أجزاء بالمنطقة المتوسطية وهي محور بحثها، ولكنها أوضحت أن هذا الخطر ينطبق أيضا على كل منطقة الالب وغيرها من مناطق الجبال بالعالم.

ويعتقد دانيال فيفيرلولي الباحث بجامعة بيرن، ان ما يقرب من 40 في المائة من المناطق الجبلية قد تتعرض للخطر، خاصة أنها توفر المياه لأشخاص لا يمكنهم الحصول عليها من مصادر أخرى.

ونبه الى ان المناطق الواقعة تحت خط الاستواء وهي موطن 70 في المائة من سكان العالم ستكون الأشد تضررا.

وفي ظل التوقعات بزيادة اعداد سكان العالم بمعدل سريع، فقد لا تتوفر دائما مياه للشرب كافية ناهيك من المياه اللازمة للمحاصيل الزراعية التي تحتاج الى نحو 70 في المائة. وقال الباحث الجيولوجي الاميركي بروس مولنيا، انه يمكن في افغانستان حيث يوجد نحو 3500 من أنهار الجليد بالعالم الشعور بآثار الارتفاع العالمي في درجة الحرارة في منطقة هندوكوش الجبلية. وقال «ان انهار الجليد تنكمش وتنكمش ويؤدي ذلك الى المزيد من الفيضانات».

وأوضح مولنيا أن الثلوج اختفت تماما من بعض الوديان خلال اشهر. وكانت هذه الثلوج تغطي في العادة الجبال كما جف كثير من الاحواض.

وتعذر جمع بيانات من المنطقة لتفضيل العلماء الاعتماد على صور الاقمار الصناعية عن العمل الميداني بتلك المنطقة الخاضعة لسيطرة طالبان.

وقال لوني تومسون الاختصاصي في علم المناخ في جامعة أوهايو: إن ذوبان الثلوج السريع على قمة كوري كاليس في البيرو سيؤدي إلى اختفاء هذه الثلوج تماماً خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما ستختفي ثلوج كليمنجارو خلال السنوات الـ15 المقبلة. ‏ بدوره قال هنري دياز الخبير في الإدارة الفدرالية للمحيطات والمناخ: إن قمم الجبال في العالم بمنزلة قطب ثالث للأرض، فهي أشد المناطق برودة ومن ثم الأكثر تأثراً بارتفاع حرارة الأرض.

وقال: «إن النماذج المعلوماتية حول ارتفاع حرارة الأرض تدل على أن الاحتباس الحراري يساهم في ارتفاع أكبر لدرجات الحرارة على المرتفعات»، مشيراً إلى ثلوج كليمنجارو كمثال. ‏ ‏ وفي المقابل، كانت دراسة أجرتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» قد كشفت عن أن أكبر تهديد لانهيار جبال الجليد من القطب الجنوبي سيكون ارتفاع مستوى المحيطات بشكل كبير.