ينهر «الحاج جمال»، صاحب محل لعصر الفاكهة وبيعها للمارة بوسط القاهرة، عامله المكلف غسل الأكواب الزجاجية، طالباً منه التقتير في استخدام المياه.
ويخشى مسؤولون بغرف تجارية ونواب بالبرلمان المصري أن يتسبب شح المياه الذي تشكو منه البلاد، وبخاصة أثناء فصل الصيف، في تداعيات صحية غير مأمونة، وتقدم نائب أمس باقتراح باستبدال الأكواب الزجاجية في محال بيع العصائر بأخرى بلاستيكية، لكن الحكومة قالت إن هذا الأمر يتطلب مزيداً من الدراسة. وتظاهر آلاف المصريين احتجاجاً على نقص مياه الشرب في الصيف الماضي، وتضامن معهم نائب عن دائرة البرلس بالدلتا بالاعتصام داخل مبنى البرلمان لذات السبب، ووضعت الحكومة برنامجاً لتحسين خدمات مياه الشرب في البلاد بكلفة 17 مليار جنيه ينفذ على 4 سنوات. وأكد المدير التنفيذي لجهاز تنظيم مياه الشرب، محمد الألفي، أن فاقد المياه الموصولة من خلال شبكات مياه الشرب بالمحافظات المصرية يبلغ ما بين 6 ملايين إلى 8 ملايين متر مكعب يوميا.. أي بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40% من الإنتاج اليومي لمحطات مياه الشرب في عموم البلاد البالغة 21 مليون متر مكعب يوميا. وقال الألفي في ختام ورشة عمل خاصة بتقليل الفاقد في شبكات مياه الشرب، شارك فيها جهاز حماية المستهلك وممثلون لشركات مياه مصرية، إنه يجري تقليل فاقد المياه بحيث لا يتعدى النسبة العالمية المسموح بها وهي نحو 15% من الإنتاج.
وقال مصدر بمرفق مياه القاهرة إن محال بيع العصير ليست هي السبب الوحيد في كثرة الفاقد من المياه، إذ هناك أسباب أخرى..«مثل قِدم شبكة مياه الشرب وري الحدائق الخاصة، وعدم استخدام صنابير محكمة الغلق، وانتشار ظاهرة رش مواطنين مياه أمام دكاكينهم وبيوتهم لتلطيف درجة الحرارة». لكن النائب بالبرلمان المصري، عباس عبد العزيز، يرى أن البدء في اتخاذ خطوات عملية تدريجياً من شأنه أن يرسخ ثقافة الحفاظ على المياه بين غالبية المصريين، ولهذا تقدم للبرلمان باقتراح، سيناقش قبل بدء موسم الصيف، يحظر فيه على جميع العصارات على مستوى الجمهورية استخدام الأكواب الزجاجية، واستبدالها بأكواب بلاستيكية. وقال النائب في طلب إحاطة عاجل للحكومة إن الأخذ باقتراحه سيسهم في «توفير كمية مياه كبيرة تهدر في العصارات في غسيل الأكواب الزجاجية».