لباس بحر اسلامي يتيح للنساء في اندونيسيا نزول حمام السباحة

TT

أحبت سونيا كاترينا السباحة وهي طفلة لكن السعادة تبددت عندما وصلت سن البلوغ. تقول المسلمة الاندونيسية "عندئذ اضطررنا لتغطية الذراعين والساقين والشعر. حيث لم يعد لباس البحر ( المايوه) منذ ذلك الحين خيارا لقد أحسست بخيبة أمل كبيرة".

بالنسبة لملايين المسلمات على غرار كاترينا فان السباحة شئ اكثر تعقيدا من مجرد القفز في الماء. وعلى الرغم من أن غالبية الاندونيسيين يعتنقون شكلا متسامحا من الدين يسمح أحيانا بدمج معتقدات هندوسية ووثنية فان النساء لا تزلن كمسلمات مجبرات على تغطية أجسادهن وترك الوجه والكفين فقط مكشوفين.

وينظر إلى لباس البحر التقليدى على انه كاشف للعورة ومخالف لمواصفات الزى الاسلامي التي اجمع عليها علماء الدين الحنيف.

وقد شعرت كاترينا (29 عاما) وهي ربة بيت وأم لطفلين بالإحباط كونها أصبحت مستودع أمانات زوجها مثل النظارة ومحفظة النقود بينما يسبح هو مع طفليه في واحدة من شواطئ اندونيسيا العديدة.

ثم التقت اية ديالكسانا وهي أم شابة تعاني نفس المحنة كونها عاجزة عن الانضمام إلى بناتها في حمام السباحة. وقامت ديالكسانا وقد شعرت بالاحباط لعدم استطاعتها العثور على لباس بحر محافظ في المحلات بتصميم لباس بحر اسلامي يغطى الجسد "من أعلى الرأس إلى أخمص القدم".

ويقول انوم ديالكسانا (45 عاما) الذي يعيش جنوب جاكرتا " عندما شرعت أنا وزوجتي في تصميم لباس البحر هذا كان ذلك للأغراض الشخصية فحسب".

وقال انوم ضاحكا "لم أكن أريد أن أكون أنا الذي آخذ ابنائى إلى البحر في كل مرة . كنت أريد أن تشاركني زوجتي هذا الامر أيضا".

حقق التصميم الذي ابتكرته آية نجاحا ساحقا وبدأت لطلبات تنهال عليه من كل حدب وصوب تباعا.

وقال انوم "قمنا بحياكة ما يتراوح بين 150 و200 قطعة في غضون شهر واحد".

واستقال انوم من وظيفته في احد البنوك لادارة خط انتاج لباس البحر الجديد " سميرة".

وهذا اللباس مكون من قطعة واحدة وهو يغطي الجسم من أعلى الرأس لمقدمة القدم ويعلوه قميص فضفاض مطبوع عليه أشكال مختلفة تغطيه حتى لا يكشف ما تحته عند تعرضه للبلل.

وقالت كاترينا التي صارت عارضة ومتحدثة باسم المنتج " الان أستطيع أن الهو مع أولادي في الماء وان أتمتع بالصحة".

وتقول كاترينا أنها عندما ترتدي "سميرة" في حمام السباحة تقترب منها بعضهن وتسألانها من أين اشترته.

ولباس البحر هذا يباع نظير 225000 روبية ( 25 دولار) وهو متوافر على الانترنت فضلا عن جميع المحلات في مخلف أنحاء البلاد.