النشاط السياحي يعود الى وسط العاصمة اللبنانية

TT

عادت الحياة من جديد الى الشوارع المرصوفة بالحجارة والمتاجر والمطاعم الانيقة في وسط العاصمة اللبنانية التي شهدت اعتصاما للمعارضة استمر 81 شهرا أصاب معظم منطقة وسط بيروت بالشلل.

وتدفق اللبنانيون والسياح من جديد الى وسط بيروت لقضاء وقت الفراغ والتسوق والاستمتاع بحياة الليل التي تشتهر بها المدينة.

وبعد شهور من المفاوضات تخللتها موجات من أعمال العنف خشى كثيرون أن تشعل فتيل حرب أهلية جديدة انتخب رئيس جديد للبنان وشكلت حكومة.

والان بعد ان كانت خيام المعارضة تحتل الميادين الرئيسية في وسط المدينة عادت المطاعم الى سابق نشاطها وأصبحت الحفلات الموسيقية تقام في الهواء الطلق وعاد زحام حركة السير من جديد.

وقال وزير السياحة اللبناني جوزيف سركيس إنه يتوقع أن يزور لبنان هذا العام ما بين 1.3 و1.6 مليون سائح مقارنة بنحو مليون سائح في عامي 6002 و7002 اللذين شهدا اغتيالات سياسية وتفجيرات وحربا مع اسرائيل.

وقال وليد عرب مدير أحد المطاعم في وسط بيروت إن أشخاص من الخارج يتصلون بهم ومتحمسون لزيارة بيروت مشيرا إلى ان اللبنانيين أيضا ينزلون إلى وسط المدينة بشغف وتوقع أن يأتي اللبنانيون المغتربون من الخارج لزيارة المدينة أيضا.

وقال رجل كان يتجول في منطقة وسط المدينة يدعى حسن قاسم إن موسم السياحة بات أفضل من ذي قبل.

وانتخب الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم الاحد 52 مايو آيار بعد أن ظل منصب الرئاسة شاغرا منذ نوفمبر تشرين الثاني بسبب الازمة السياسية بين الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والمعارضة التي يتقدمها حزب الله المدعوم من ايران وسوريا.

وجاء انتخاب سليمان في اطار اتفاقية توصل اليها الفرقاء اللبنانينون في الدوحة أدت الى فض اعتصام المعارضة في وسط بيروت بعد ان امنت الاتفاقية تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بحق النقض (الفيتو) وقانون جديد للانتخابات العامة التي ستجرى عام 9002.

وقال رجل سوري يدعى مصعب كان يتجول في وسط بيروت إنه يشجع كل المواطنين العرب أن يأتوا الى لبنان.

وكانت السياحة تمثل نحو خمس الناتج المحلي الاجمالي في لبنان قبل الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 5791 و0991. ويقول خبراء إن القطاع قد ينمو ليساهم بنسبة 21 في المئة في الاقتصاد اذا تمتع لبنان بفترة طويلة من الهدوء.

وبينما يخشى لبنانيون ألا يدوم الاتفاق السياسي الجديد طويلا يقول مسؤولون في قطاع السياحة إنه بالنظر الى حجز الفنادق والطيران فان الموسم السياحي يبدو مبشرا.

وقالت شركة طيران الشرق الاوسط - الخطوط الجوية اللبنانية - إنها تتوقع زيادة بنسبة عشرين في المئة في أعداد المسافرين الى لبنان الى 005 ألف مسافر صعودا من 054 ألفا العام الماضي.

وكانت المملكة العربية السعودية ودول خليجية اخرى يمثل مواطنوها جزءا كبيرا من السياح الوافدين الى لبنان قد حثت مواطنيها على الامتناع عن الذهاب الى البلد الليبرالي المطل على البحر المتوسط في أوج الازمة السياسية. لكن أصحاب الاعمال اللبنانيين يقولون إنهم يأملون ويتوقعون عودة كثير من السياح الخليجيين.

ولبنان الذي يتوقع ان يحقق نموا اقتصاديا يتجاوز ثلاثة في المئة هذا العام أحد المقاصد السياحية المفضلة للعرب في الشرق الاوسط حيث يستمتعون بمناخه المعتدل وشواطئه الجميلة.

وقال رجل يتجول في وسط المدينة يدعى جوزيف "نتمنى أن يتحسن هذا الوضع ويصير أحسن ونتمنى الخير لهذا البلد. وأدعو جميع السواح من الدول العربية أن يـاتوا الى لبنان. وأصبح الوضع فيه أمان واستقرار."