مهرجان للصقور بالهوارية يدفع السياحة البيئية بتونس

TT

عادت بلدة الهوارية الصغيرة شرقي تونس العاصمة لتستقطب اهتماما واسعا بمناسبة بدء مهرجان الصيد بالصقور الذي تنفرد البلدة بتنظيمه في اطار خطط الحكومة لدعم السياحة البيئية.

افتتح يوم الخميس "مهرجان طائر الساف" بالهوارية الواقعة على مسافة 80 كيلومترا شرقي العاصمة تونس بحضور عدد كبير من التونسيين والسياح العرب والاجانب الذين تدفقوا على البلدة التي اشتهرت بشغف أهاليها بالطيور. ويستمر المهرجان أربعة ايام.

ويقول مربو "الساف" ان هذا الطائر من فصيلة الصقور ويبلغ طوله نحو 38 سنتيمترا وعرض جناحيه 102 سنتيمتر وهو قصير الذيل ولونه رمادي مائل للزرقة في اعلاه مع سواد في قمة رأسه.

و"للساف" خصائص ينفرد بها عن غيره من الجوارح من ذلك سرعة انقضاضه على الأرانب والطيور حتى قيل عنه أنه أسرع من السهم وقد ضرب به المثل في سرعته.

يعتبر المهرجان موعدا سنويا تنفرد به مدينة الهوارية يجمع " البيازرة" وهم مربو الصقور ومناسبة لدعم السياحة البيئية في تونس التي تسعى لتنويع منتجاتها السياحية كي لا تقتصر صناعة السياحة فيها على السياحة الشاطئية والصحرواية.

وقال الشاذلي الجليدي مدير الدورة 42 من المهرجان ان "التظاهرة تهدف للحفاظ على فن "البيزرة" بالهوارية والمساهمة في تطوير السياحة البيئية حيث أصبح طائر الساف رمزا للمدينة".

ويقوم فن "البيزرة" الذي يتوارثه بيازرة الهوارية ابا عن جد على تربية طائر " الساف" المختص في قنص فريسته من طيور اخرى.

يشير مربو "الساف" الى أن هذا الطائر يرتاح كثيرا الى الشخص الطيب الرائحة ويجلس مطمئنا فوق يده بينما ينفر نفورا شديدا من كريهي الرائحة.

ودأب أمراء وأثرياء من منطقة الخليج على زيارة الهوارية في فترات مختلفة من العام للاستمتاع بالصيد بالساف.

وتخطط تونس الى جذب سياح من ذوي الدخول المرتفعة لرفع أداء صناعة السياحة التي حققت العام الماضي دخولا تجاوزت 2.5 مليار دولار لأول مرة.

تتميز مدينة الهوارية التي كان تعرف سابقا باسم "أكوالاريا" أي مدينة الصقور بكثرة الكهوف والمغارات باعالي الجبال والتي تمثل المكان الانسب للكواسر من الصقور التي تعبر تونس خلال شهر مارس اذار من كل عام متجهة لاوروبا.

ويقيم سكان الهوارية شباكا لالتقاط الطيور فور خروجها من المغارات.

ولاتسمح السلطات المحلية لساكني الهوارية بتربية أكثر من طائر واحد حتى لا تحرم من العيش في محيطها الطبيعي.

وبدأت مسابقة الصيد بالساف التي تشرف عليها الجمعية التونسية للبيزرة التي تأسست عام 1967 بمشاركة 200 من "البيارزة" وسط اعجاب الحاضرين المنبهرين بالعروض التي شاهدوها.

واشترطت اللجنة على "البيازرة" المشاركين في المسابقة ان تتوفر في طيور الساف عدة مواصفات ابرزها سرعته وطريقته المتميزة في اقتناص الفريسة اضافة للحالة الصحية الجيدة للطائر خشية انتقال بعض الامراض.

كانت الدورة الاربعين للمهرجان قد ألغيت منذ عامين لاول مرة منذ تأسيسه بسبب مخاوف من انتشار فيروس انفلونزا الطيور.

يتضمن برنامج الدورة 42 من المهرجان اضافة لعروض البيزرة معارض وثائقية حول تاريخ البيزرة الى جانب فقرات ترفيهية وموسيقية بوسط المدينة.

تقام على هامش المهرجان ندوة حول التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الطيور المهاجرة.