عودة الحياة لقلعة فلسطينية عمرها 200 عام ظلت مهجورة لسنوات

TT

تعود الحياة رويدا الى قلعة عمرها مئتا عام في قرية راس كركر على بعد 12 كيلومترا شمال غرب رام الله بعد ترميم جزء منها بدعم الماني لتصبح مركزا للنشاطات المجتمعية بعد ان ظلت مهجورة لسنوات طويلة.

وقال نظمي الجعبة مدير مركز المعمار الشعبي (رواق) خلال مشاركته مساء يوم الجمعة بحفل افتتاح قلعة ال سمحان في راس كركر بعد الانتهاء من ترميم جزء منها لرويترز "هذه القلعة واحدة من اربع وعشرين قلعة موجودة في الضفة الغربية بنيت في القرن التاسع عشر تعود لعائلات موكلة من الدولة العثمانية لجمع الضرائب."

واضاف "تلقي هذه القلاع التي تتميز بعمارة جميلة جدا تجمع ما بين عمارة المدينة وعمارة القرية الضوء على مرحلة هامة من التاريخ الفلسطيني."

وتضم القلعة التي تبلغ مساحتها ثلاثة الاف متر مربع وتقع على رأس تلة تطل على ساحل البحر المتوسط 55 غرفة مع ملحقات لها تميزها الاقواس وبعض النقوش والزخارف اضافة الى ساحة مكشوفة في وسطها وعدد من ابار المياه واخرى لتخزين الزيت والسردايب التي تؤمن الانتقال بين اجزائها.

وتعرف قرية راس كركر بانها احدى قرى الكراسي خلال الفترة العثمانية وقال الجعبة "كان هناك اربع وعشرين قرية تسمى قرى الكراسي تضم قلاعا تختلف من حيث المساحة والحجم حسب العائلة التي تملكها في عهد الدولة العثمانية تتبع اليها ما بين ثلاثين وسبعين قرية كان يتم جمع الضرائب منها لصالح الدولة العثمانية."

واضاف "تمكنا لغاية الان من اعادة تاهيل قلعتين الاولى في صانور والثانية ال سمحان. ما نسعى اليه هو القيام بنماذج لعمليات ترميم تشكل دافعا للاهالي والسلطة الفلسطينية للقيام بعمليات ترميم اكبر."

واوضح الجعبة ان هناك 52 الف مبنى قديم في الضفة الغربية يمكن اعادة ترميمها والاستفادة منها لاغراض السكن او تحويلها لمراكز لخدمة المجتمع "كما فعلنا في قصر الكايد في سبسطية وقلعة ال جرار في صانور او للاستخدام الاكاديمي كما حدث في قصر القاسم في بيت وزن الذي تحول الى مركز اكاديمي تابع لجامعة النجاح الوطنية."

وأضاف "لقد نجحنا لغاية الان بعد اطلاقنا لمشروع طموح لترميم مبان تاريخية في 50 مدينة وقرية فلسطينية العام الماضي في توفير تمويل لترميم مبان في ثلاث قرى وسنواصل العمل على جمع التمويل لاستكمال المشروع الذي تقدر تكاليفه بنحو 36 مليون دولار."

واختار منظمو مهرجان (نغمات من اجل القدس) الذي انطلق في العاشر من يونيو حزيران بمشاركة 75 موسيقيا من دول مختلفة بما في ذلك النمسا والمانيا افتتاح القلعة مناسبة لاحياء حفل موسيقي داخلها حضره عدد كبير من سكان القرية.

ويستمر المهرجان الذي يسعى القائمون عليه حسب نشرة صادرة عنهم لاقامة عروض موسيقية في البلدة القديمة في القدس وجبل قرنطل في اريحا وفي قرى تاريخية فلسطينية في الضفة الغربية حتى الخامس من يوليو تموز.

وشكر سمحان سمحان احد ابناء العائلة التي تعود لها ملكية القلعة الحكومة الالمانية على تقديمها مبلغ 40 الف يورو لترميم جزء من القلعة التي ستكون مفتوحة امام استخدام المجتمع المحلي للقيام بنشاطات متعددة اضافة الى مكان لالتقاء العائلة التي يبلغ عدد افرادها حاليا 700 فرد.

وقال سمحان لرويترز "نحتاج الى ما يقارب من 200 الف يورو لترميم هذا المكان بشكل كامل والذي سيمكننا من القيام بعدد من المشاريع فيه تحوله الى نقطة جذب سياحي سواء بسبب بموقعه المتميز او الطريقة التي بني بها."

واضاف ان المبني الذي اقيم قبل 200 عام بطراز معماري متميز وصل عدد افراد العائلة الذين سكنوا فيه 250 فردا قبل 15 عاما عندما رحل اخر ساكنيه الى منازل مجاورة اقاموها في القرية.

وقال يورج رانا ممثل المانيا لدى السلطة الفلسطينية خلال مشاركته في حفل افتتاح القلعة "نحن سعداء ان نساهم في ترميم جزء من هذا المكان. عندما تأتي إلى راس كركر تشعر انك في اجمل مكان في العالم."