مجموعة الثماني تريد اتفاقا موسعا للأمم المتحدة بخفض الانبعاثات

TT

قالت الدول الصناعية الثماني الكبرى يوم الثلاثاء انها ستعمل من أجل تحقيق هدف بخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الى النصف بحلول عام 2050 مع دول أخرى مشاركة في محادثات تحت رعاية الامم المتحدة فيما يمثل التفافا حول خلافاتها العميقة بشأن كيفية تحديد أهداف لمحاربة التغيرات المناخية.

وفي اعلان صدر خلال قمة في شمال اليابان اتفقت الدول الاعضاء بمجموعة الثماني على أنها بحاجة الى وضع أهداف تنفذ على المدى المتوسط لتحقيق "رؤية مشتركة" بالنسبة لعام 2050 ولكنها لم تحدد نسبة معينة.

وأشادت المفوضية الاوروبية بالاعلان قائلة انه سيبقي المفاوضات في مسارها من أجل التوصل لاتفاق عالمي عام 2009 .

وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية "هذه اشارة قوية لسكان العالم أجمع" مضيفا أن معيار النجاح بالنسبة للاتحاد الاوروبي تحقق.

لكن منتقدين من خارج مجموعة الثماني انتقدوا الاتفاق.

وقالت جماعة الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (دبليو.دبليو.اف) المعنية بشؤون البيئة ان الزعماء تملصوا من مسؤولياتهم.

وتابعت بعد وقت قصير من صدور الاعلان "مجموعة الثماني مسؤولة عن 62 بالمئة من ثاني أكسيد الكربون المتراكم في الغلاف الجوي للأرض وهو ما يجعلها المتهم الرئيسي في التغيرات المناخية والجزء الأكبر من المشكلة.

"يرى الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (دبليو.دبليو.اف) أن من المؤسف أنها (مجموعة الثماني) ما زالت تتملص من مسؤولياتها التاريخية."

وكانت مجموعة الثماني التي تضم اليابان وبريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وايطاليا وروسيا والولايات المتحدة اتفقت العام الماضي على "دراسة بجدية" تحديد هدف بخفض الانبعاثات الى النصف بمنتصف القرن.

وكان الاتحاد الاوروبي واليابان يحثان على أن تذهب قمة مجموعة الثماني العام الحالي لما هو أكثر من ذلك وكان الاتحاد الاوروبي يريد أيضا تحديد أهداف مؤقتة واضحة.

ولكن الرئيس الامريكي جورج بوش أصر على أن واشنطن لا يمكنها الموافقة على أهداف ملزمة الا اذا قام كبار الملوثين مثل الصين والهند بكبح انبعاثاتهم أيضا.

وقال وزير البيئة الجنوب الافريقي مارتينوس فان شولكويك انه يخشى أن يكون بيان العام الحالي بحق خطوة للوراء.

وأضاف "بالرغم من أن البيان قد يبدو خطوة للامام الا أننا نشعر بقلق من أنه فعليا قد يكون تراجعا عما هو مطلوب من أجل مساهمة ذات معنى تهدف الى مواجهة التغيرات المناخية."

ويحول البيان التركيز فيما يتعلق بمحاربة التغيرات المناخية الى محادثات تقودها الامم المتحدة تهدف الى وضع اطار جديد يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي في عام 2012 . ومن المقرر أن تختتم محادثات الامم المتحدة في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الأول عام 2009 .

وتناقش قمة مجموعة الثماني التي تستمر ثلاثة أيام والمنعقدة في فندق فخم في جزيرة هوكايدو بشمال اليابان حيث جرت تعبئة 21 ألف شرطي قضايا كبيرة أخرى مثل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

وفي بيان آخر صدر في اليوم الثاني من القمة أبدى الزعماء قلقهم البالغ تجاه الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والنفط التي قالوا إنها تمثل مخاطر بالنسبة للاقتصاد العالمي الذي يواجه بالفعل ضغوطا شديدة في قطاع المال.

وقالت مجموعة الثماني في بيان "في بعض الاقتصادات الناشئة التي تشهد فوائض كبيرة ومتنامية في موازين المعاملات الجارية من الضروري أن تتحرك أسعار الصرف الفعلية فيها حتى تحدث تعديلات ضرورية."

واتفق الزعماء أيضا على جمع كبار منتجي النفط ومستهلكيه في منتدى عالمي جديد لبحث الطاقة. وذكر دبلوماسي أنه سيكون أيضا مجالا لمناقشة الانتاج والأسعار.

وتلقي أسعار الغذاء والنفط التي سجلت معدلا قياسيا ببلوغها 145.85 دولار للبرميل الأسبوع الماضي بثقلها على الفقراء في العالم.

وأوضحت دراسة للبنك الدولي صدرت الأسبوع الماضي أن ما يصل إلى 105 ملايين شخص سيصبحون تحت مستوى خط الفقر من جراء القفزة في أسعار الغذاء وبينهم 30 مليونا في إفريقيا.

وللمساعدة في تهدئة الضربة قال مسؤولون إن مجموعة الثماني ستكشف عن سلسلة من الإجراءات لمساعدة إفريقيا خاصة مزارعيها وستؤكد التزامها بمضاعفة المساعدات إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2010 مع تخصيص نصف المبلغ إلى أفقر قارات العالم.

وأصبحت قمة مجموعة الثماني نقطة جذب للمحتجين وبالرغم من أن اليابان قمعت أي مظاهرات وساعد في ذلك الموقع النائي لانعقاد القمة إلا أن بضع آلاف من المتظاهرين تمكنوا من تنظيم احتجاجات صغيرة على بعد كيلومترات.

وقامت مجموعة من المتظاهرين بمسيرة على أصوات الموسيقى وقرع الطبول يوم الثلاثاء وهم يحملون لافتات كتب عليها "اقضوا على قمة مجموعة الثماني" و" أفرجوا عن سجناء مجموعة الثماني السياسيين".

وقال الطالب تومويوكي سوكا البالغ من العمر 25 عاما "الدول الأعضاء في مجموعة الثماني لا تملك حق تحديد سياسات العالم.. هذه ليست ديمقراطية.. إنها تتحدث عن الفقر ونقص الغذاء ولكنها تناقش ببساطة الأعمال."

وتختتم القمة يوم الأربعاء بعقد اجتماع للاقتصادات الكبرى يضم مجموعة الثماني وثمانية من الدول الأخرى الكبرى المسببة للانبعاثات بما في ذلك الهند والصين