مخرجون سعوديون يصقلون مهاراتهم في مهرجان جدة للأفلام

TT

يصقل السعوديون المتخصصون في صناعة السينما مهاراتهم بهدف تأسيس سينما محلية رغم حظر على دور العرض السينمائي في المملكة يفرضه رجال الدين أصحاب النفوذ.

وقال رئيس اكاديمية مانهاتن للسينما ومقرها نيويورك ان الاكاديمية بدأت ورشة عمل تستمر اربعة ايام في مدينة جدة المطلة على البحر الاحمر حيث يتعلم 16 من براعم المتخصصين في صناعة السينما مهارات ستسمح لهم بتجسيد حماسهم وافكارهم.

وقال روبرت توتاك على هامش مهرجان جدة للافلام "انهم يتحدثون نفس اللغة السينمائية التي اتحدثها. خلال ورشة العمل.. لم اشعر حقا انني خارج نيويورك.. نفس الاحساس والشغف. هناك مواهب كثيرة."

واضاف "الاساس موجود لكنهم يحتاجون المهارات ولا يوجد هنا اساس داعم."

ويدفع رجال الدين في المملكة بان دور العرض السينمائي غير اسلامية لانها تتيح اختلاط رجال ونساء غير اقارب ولانها توفر سبيلا اخر لنشر الثقافة الغربية والليبرالية التي يعتبرون انها تنطوي على انتهاك للمحرمات.

وقال عبد الحكيم حكيم وهو منتج سينمائي خبرته اساسا في انتاج تسجيلات الفيديو الموسيقية واعلانات التلفزيون ان دورة مانهاتن التدريبية ستساعد السعوديين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التدريب في الخارج.

وقال "معلوماتهم عن انتاج الافلام محدودة والسفر للخارج لتلقى دورات تدريبية طويلة حول صناعة الافلام مكلف."

وتدخل السينما السعودية حقل الغام حيث يتهم النقاد العرب في احيان كثيرة المخرجين بتجاوز اكتساب تقنيات السينما الغربية الى تبني موضوعات واساليب تميل بدرجة اكبر للصور الغربية عن العالم العربي.

والقى فيلم افتتاح مهرجان جدة (صباح الليل) بالضوء على هذه التحديات. وهو رواية كوميدية خلابة يجد فيها سعودي نفسه ينتقل الى خضم حرب بين القبائل في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام. والفيلم يرتبط بجذور الحضارة السعودية وشهد اقبالا جماهيريا رغم العديد من المشاكل الفنية.

وقال ممدوح سالم منظم المهرجان "الموضوع كان جميلا .. كان له اسقاطات سياسية وعالج موضوع الحرب في الماضي والحاضر." واضاف ان اسلوب انتاجه كان اقرب للانتاج التلفزيوني منه إلى السينمائي لكن لو جرى عرضه تجاريا فسيجتذب جمهورا كبيرا.

وقال سالم ان المخرجين السعوديين يتبعون حتى الان اسلوب الدراما التلفزيونية في الخليج العربي مشيرا الى ان السينما الايرانية هي في رأيه النموذج المثالي لما يمكن ان يحققوه.

وقال "السينما في ايران سينما محافظة لكنها حققت نجاحا عالميا."

وقال توتاك ان السعوديين وعرب الخليج لديهم مادة يمكن بسهولة ان تكون جذابة في دوائر مهرجانات السينما العالمية.

وقال توتاك "هناك الكثير من القصص المشوقة التي يمكنهم روايتها.. لديهم ميزة حيث ان كل مهرجان يبحث عن شيء جديد ومختلف."