صدمة الموجات لتفتيت حصاة الكلى

د. عبير مبارك

TT

أحد وسائل معالجة حصاة إما في الكلى أو المسالك البولية، المثانة أو الحالب، هو العمل على تفتيتها. وثمة عدة وسائل علاجية لتفتيت الحصاة، منها استخدام صدمة الموجات الموجهة من خارج الجسم إلى الحصاة عبر الجلد Extracorporeal shock wave lithotripsy، أو ما يتم اختصارها بـ (ESWL) . وتُعالج حصاة الكلى، لإزالتها من الجسم، لأنها قد تتسبب بالتهابات ميكروبية أو نزيف دموي أو سد المجرى في الكلى أو أجزاء المسالك البولية.

وقبل إجراء العملية، يطلب الطبيب من المريض عدم شرب الماء أو الأكل لعدة ساعات. كما يطلب منه، لبضعة أيام قبل العملية، عدم تناول أي أدوية تُؤثر على تخثر الدم، مثل الأسبرين أو البروفين أو الوارفرين.

وخلال العملية يتم استلقاء المريض على وسادة من الماء، يتم عبرها توجيه تلك الموجات الصوتية العالية الطاقة، لتخترق الجلد وتصل إلى الحصاة. ويتم بدقة تحديد موقع الحصاة، عبر صور الأشعة. وعادة ما يكون إحساس المرء بتلك الموجات خفيفاً. وتعمل الموجات، حال اصطدامها بالحصاة الصلبة، على تفتيتها. وحينها تتحول الحصاة الكبيرة، العالقة والصعبة الخروج طواعية، إلى فتات ترابي يسهل خروجه مع البول حال الإكثار من شرب الماء وزيادة حركة المشي. وقد يستغرق الأمر ما بين 4 إلى 8 أسابيع لخروج كامل فتاة حصاة الكلى.

وتستغرق العملية ما بين 45 إلى 60 دقيقة. ولا يتطلب الأمر ضرورة المبيت في المستشفى بعد العملية. وعادة ما يستطيع المريض مغادرة المستشفى خلال بضعة ساعات، ليرتاح في المنزل ليومين قبل التمكن من العودة للعمل. ووفق ما يراه الطبيب، على حسب المعطيات لدى المريض، تكون النصيحة بتناول مضاد حيوي أو نوعية مسكنات الألم أو غيرها من الأدوية في فترة ما بعد تفتيت الحصاة.

وبعد ثمان أسابيع، يُعاد أخذ صور بالأشعة للكلى، لتبين وضع الحصاة. وقد يحتاج الأمر بضعة جلسات علاجية لتخليص الجسم من الحصاة.

وبالرغم من نجاح هذه الوسيلة في إعفاء الكثير من المرضى من اللجوء إلى الحل الجراحي لاستئصال حصاة الكلى، إلا أن بعض أنواع حصاة الكلى لا يُمكن تفتيتها ومعالجتها بهذه الوسيلة، ما قد يتطلب تفتيت الحصاة مباشرة إما بالليزر عبر الدخول إلى المثانة عن طريق الإحليل، أو بالدخول إلي الكلى عبر الجلد ووصولاً إلى الحصاة نفسها.

* دمل الجفن ظهور دمل في جفن العين Stye ، أحد الأمراض الشائعة بين الصغار والكبار. وفيه يحصل التهاب في أحد غدد إفراز الدهن الموجودة على طول حد طرف الجفن. وهذه الغدد تُوجد ضمن تراكيب بصيلة منبت شعر رمش الجفن، وتعمل على إفراز مواد دهنية طبيعية تخرج مع منبت الشعرة، ومهمة الدهون هذه العمل على ترطيب الشعرة نفسها. وحينما يحصل التهاب ميكروبي في أي من تلك الغدد الدهنية، يظهر انتفاخ أحمر اللون على حد الجفن، ويكون مؤلماً عند لمسه.

والميكروب المسئول عن حصول عملية الالتهاب هنا هو بكتيريا ستافلوكوكس. وحين دخول البكتيريا هذه إلى بصيلة شعرة الرمش، ووصولها إلى الغدد الدهنية، يحصل تفاعل التهابي موضعي فيها، ما يُؤدي إلى ضيق أو قفل المجرى الذي من خلاله تخرج إفرازات الدهن من تلك الغدد. وبالتالي تتكاثر البكتيريا، وفي خلال بضعة أيام يظهر الدمل.

ويصاحب ذلك احمرار الجفن وتورمه الموضعي، مع زيادة في افراز دمع العين، وحصول حالة من التهيج في العين. والسبب هو ذلك الإحساس بأن ثمة جسماً غريباً وغير طبيعي في سطح داخل الجفن الملامس لملتحمة العين عن تحريك الجفن لقفل أو فتح العين. إضافة إلى زيادة الحساسية من رؤية الضوء. كما قد يُعاني البعض من تأثير حجم الورم في مدى الرؤية.

وبكتيريا ستافلوكوكس موجودة بشكل طبيعي على جلد الإنسان. وعادة لا تجد لها منفذاً للوصول إلى تلك المناطق العميقة في بصيلة الشعر، ما لم يُهمل الإنسان في نظافة جفنه.

ومن السهل على الطبيب تشخيص الحالة بمجرد فحص المُصاب. ويتطلب العلاج، والوقاية أيضاً، الاهتمام بنظافة الجفن. ومن الأساسي في المعالجة وضع كمادات من ماء دافئ على التورم، لمدة عشر دقائق، وتكرار فعل ذلك أربع مرات يومياً. والهدف من هذا زيادة فاعلية جهاز مناعة الجسم في القضاء على الميكروبات، ومن ثم تكون سائل من الصديد لخروجه تلقائياً من تلك البؤرة للدمل. مع عدم محاولة عصر الدمل لإخراج إفرازات الصديد تلك.

ويُترك القرار لرأي الطبيب في ضرورة استخدام مرهم موضعي لأحد المضادات الحيوية المناسبة، أو تناول أدوية مضاد حيوي عبر الفم.

وعلى المُصاب التنبه إلى احتمال تكرار الالتهاب، ما يتطلب الاهتمام بالوقاية عبر العناية بنظافة الجفن وإزالة تراكم الدهون على منابت شعر الرموش.