السيلينيوم.. «الجوهرة» التي لم يلمع بريقها

نتائج متضاربة حول فوائده في الوقاية من السرطان

TT

لقد كان الهدف من دراسة "الوقاية من السرطان بواسطة التغذية" Nutritional Prevention of Cancer، هو اختبار في ما اذا كان تناول معدن السيلينيوم سيؤدي الى حماية الانسان ضد نوعين شائعين من سرطان الجلد.

وكان تناول حبوب تحتوي على 200 ميكروغرام يوميا، قد اخفق في تأمين وقاية من سرطان الجلد. الا ان الباحثين الذين كانوا ينقبون لرصد تأثيرات السيلينيوم الاخرى، حققوا كشفا مثيرا للبهجة. وظهر ان الرجال الذين تناولوا حبوب السيلينيوم بدوا وكأنهم حصلوا على نوع من الوقاية ضد سرطان البروستاتا. ومقارنة بالمجموعة التي تناول افرادها حبوبا وهمية، ظهر ان متناولي حبوب السيلينيوم، هم اقل تعرضا بنسبة 63 في المائة لذلك السرطان.

وبينما يمكن للباحثين عموما العثور على صلات او روابط مثيرة في أي مجموعة من البيانات، بعد التمعن في التدقيق فيها. الا ان النتائج من مختلف الدراسات الاخرى قد ادت الى لمعان بريق السيلينيوم ورفعت هيبته بوصفه احد الاشياء التي تقي من حدوث سرطان البروستاتا.

ومع ذلك فان الكلمة الاخيرة حول السيلينيوم، ستأتي، في اكثر الاحتمالات، من اختبارات "السيلينيوم وفيتامين "إي" للوقاية من السرطان" التي يجريها المعهد القومي للسرطان، وهي اختبارات واسعة على 35 الف رجل تجرب فيها عملية جمع السيلينيوم مع فيتامين "إي" في حزمة واحدة، اضافة الى اختبار تأثير كل منهما على انفراد.ورغم ان بعض النتائج الاولية قد تظهر قريبا الا ان النتائج النهاية لن تظهر الا بعد عدة سنوات.

وفي الوقت الراهن فان الشركات المنتجة للفيتامينات تسوق حبوب السيلينيوم، وكذلك حبوب الفيتامينات الحاوية على كمية كبيرة منه بحدود 200 ميكروغرام، خصيصا للرجال. ولأي رجل يوجه اهتمامه لتقليل فرص اصابته بسرطان البروستاتا، فان دفعة قليلة من السيلينيوم تبدو مغرية. وفي اطار "الاقتراحات التي لا تضر" ربما يبدو ان تناول دفعة اخرى يمكن ان تساعده.

الا انه وفي مجال تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، تعود "الافتراضات التي لا تضر" هذه مجددا لمطاردتنا.

وقرر الباحثون النظر مرة اخرى الى البيانات المستخلصة من اختبارات "الوقاية بالتغذية" وفي هذه المرة قرروا التدقيق في جوانب تأثيرها على داء السكري، وليس السرطان. واظهرت النتائج التي نشرت في عدد 21 اغسطس 2007 من حوليات الطب الباطني Annals of Internal Medicine ان الاشخاص (كان الرجال يشكلون ثلاثة ارباعهم) المشاركين في الدراسة الذين تناولوا حبوب السيلينيوم تطور لديهم داء السكري اكثر من الاشخاص الذين تناولوا حبوبا وهمية.

وكان الخطر المطلق صغيرا جدا شمل 39 من اصل 659 من الاشخاص متناولي الحبوب الوهمية (6 في المائة)، مقابل 58 من اصل 653 من متناولي السيلينيوم (9 في المائة). وحتى لو زاد الخطر بنسبة 50 في المائة، فانك لن تحصل سوى على حدث نادر نسبيا.

ومع ذلك، فان كان الخبراء لا يزالون لم يبتوا حتى الآن في فوائد السيلينيوم لسرطان البروستاتا، لماذا يكون على الرجال البحث عن متاعب جديدة اكثر من تلك التي لديهم الآن؟

وتشمل احدث توصيات جمعية السرطان الاميركية في شأن الوقاية من سرطان البروستاتا، تناول اربع الى خمس حصص من الخضروات والفواكه في اليوم، ، والحد من تناول اللحوم الحمراء ومشتقات الالبان، وممارسة النشاط البدني ، والتخلي عن الكيلوغرامات الزائدة. ورغم ان هذه التوصيات ليست مثيرة.. الا انها لن تؤدي الى اصابتك بداء السكري >

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد.