المُنظم الصناعي لنبض القلب

د. عبير مبارك

TT

>المُنظم الصناعي لنبض القلب" pacemaker cardiacهو ذلك الجهاز الطبي الذي يعمل على مساعدة القلب للنبض بإيقاع منتظم، وبمعدل طبيعي في عدد النبضات بالدقيقة.

ويتكون هذا الجهاز، الصغير الحجم والذي يعمل بالبطارية، من جزئين. الأول، هو “المُولد”. والثاني، هو “ الأسلاك المُوصّلة”.

ويحتوي “المُولّد” على كل من البطارية المُشغلة للجهاز، والأجزاء الصغيرة التي تختزن معلومات تنظيم نبض القلب وتوليد موجات متعاقبة للتيار الكهربائي تُثير نبض القلب. و”الأسلاك المُوصّلة” هي التي تعمل على توصيل تلك الموجات المتعاقبة للتيار الكهربائي من “المُولّد” إلى أنسجة عضلة القلب.

ويبلغ وزن الأنواع الحديثة من “المُنظم الصناعي لنبض القلب” أقل من 30 غراما فقط. كما أن بإمكان الأنواع الحديثة أيضاً من بطاريات تشغيل هذه الأجهزة، العمل لمدة تصل إلى أكثر من 8 سنوات. ويقوم طبيب القلب، والمتخصص في فرع كهربائية القلب، بمتابعة المرضى المزروع فيهم هذا الجهاز، كما يقوم فني القلب بفحص مدى كفاءة عمل هذا الجهاز وتقييم مدى قدرة البطارية على تشغيله. ولو تبين أن ثمة خلل فيه أو في عمله، بالإمكان إزالته وزراعة جهاز آخر.

ولكيفية إثارة هذا الجهاز لنبض القلب وتنظيمه، عدة آليات، وبالتالي فإن ثمة عدة أنواع من تلك الأجهزة، في هذا الجانب بالذات. بمعنى أن هناك أنواع موصولة أسلاكها بالبطين الأيمن، ما سيُؤدي إلى عملها عبر إثارة انقباض البطينين ثم تسري منهما الكهرباء إلى الأذينين بالتوالي لينقبضا بعد ذلك. ويُلجأ إلى هذه الأنواع حينما يكون ثمة مجال لمرور الكهرباء بشكل طبيعي فيما بين البطينين والأذينين.

أما في حال وجود انفصال في مرور الكهرباء فيما بين الأذينين من جهة والبطينين من جهة أخرى، فإنه يتم اللجوء إلى الأنواع التي تتصل الأسلاك فيها بكل من البطين الأيمن والأذين الأيمن، أي لكل منهما سلك منفصل خارج من “المُولّد”. وبالتالي سينبض كل من الأذينين والبطينين بتعاقب طبيعي.

وهناك تشكيلات أخرى من أنظمة الأسلاك وإثارة حجرات القلب.ولعل أحد أهمها هو ما يتصل فيها سلك بكل بطين على حدة. وهنا المقصود الرئيسي ليس فقط تنظيم نبض القلب، بل إجبار كل بطين على الإنقباض، وبالتالي رفع كفاءة عمل القلب وقوة ضخه للدم.

وتتم عملية زراعة جزء “المُولّد” للجهاز “المُنظم الصناعي لنبض القلب” تحت جلد الصدر، وفي الجهة العلوية اليُسرى منه، وذلك باستخدام تخدير موضعي للجلد في تلك المنطقة، وعمل فتحة صغيرة في الجلد لذلك. ويتم تثبيت “المُولّد” تحت الجلد. كما ويتم توصيل السلك، أو الأسلاك، عبر أوردة أعلى الصدر، وصولاً إلى البطين الأيمن، أو غيره.

ويتم إحكام غرس نهاية السلك في داخل الطبقة السطحية لباطن عضلة تلك الحجرة من القلب. وبعدها يتم اختبار كفاءة عمله، وبعد التأكد من ذلك، يتم قفل فتحة الجلد بخياطتها. وتستغرق العملية كلها حوالي الساعة. ويتمكن المريض من مغادرة المستشفى عادة بعد بضعة ساعات، أو في اليوم التالي. وخلال الأيام التالية تتم العناية بجرح الجلد <