بين الخطأ والصواب

TT

* الكروش ترْفعُ خطر الاصابة بالخَرَفِ

* من الصفات الخاطئة في المجتمعات الحديثة انتشار ظاهرة الكروش في أعمار مبكرة، خاصة في المجتمع الخليجي بسب الإفراط في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية وقلة الحركة والنشاط والخلود إلى الراحة والكسل مما يساهم في إضعاف عضلات البطن وارتخائها ثم بروز الكرش، اضافة الى دور الوراثة الذي يصل الى 50-60%. لقد ثبت من دراسات عديدة سابقة ارتباط السمنة والكرش بارتفاع احتمالية الإصابة بمرض السكري والضغط وزيادة الكوليسترول وحمض البوليك في الدم. وهي أمراض تهدد الصحة بدرجة كبيرة، وتتسبب في الوفاة في سن مبكر.

دراسة حديثة، نشرت نتائجِها في مجلة الجهاز العصبي الألكترونية قبل أسبوعين، تضيف خطرا آخر لظاهرة الكرش وهو خطر الاصابة بمرضِ النسيانِ أَو الخَرَفِ.

لقد كان من نتائج دراسة سابقة أن السمنةِ في العُمرِ المتوسّطِ ترْفعُ فرصَ تَطوير الخَرَفِ لاحقاً. أما هذه الدراسة فقد وَجدَت أن الخطورة تكمن في ترسيب وتخزين الدهنَ في منطقة البطنِ حتى وإن كان الشخص لا يعاني من زيادة الوزن.

تَضمّنتْ الدراسةُ 6,583 رجلاً وامرأةً من الأعمار 40 إلى 45 سنة، سبق أن أجروا فحوصات بين 1964 1973. وكجزء مِنْ الفحص، تم قياس حجم البطن وتحديد المسافةِ بين الظهرِ وسطحِ البطنِ الأمامي العلوي. واعتبر في هذه الدراسةِ، أن مسافة 10 بوصاتِ (30 سنتمترا تقريبا) أَو أكثرِ تعتبر مستوى عاليا.

ومن واقع السجلاتَ الطبيةَ للمشاركين، وبعد مضي 36 سنةً، وكَانت أعمارهم 73 إلى 87، حدد الباحثون الذين أصيبوا منهم بالنسيانَ أَو بشكل آخر من أشكال الخَرَفِ، وكان عددهم 1,049 حالةَ. وبمُقَارَنتهم بأشخاص في الدراسةِ بوزنِ طبيعيِ ومقياس بطنِ منخفضِ، وُجد أن:

>المشاركين بوزنِ جسمِ طبيعيِ ومقاييسِ بطنِ عاليةِ، كَان عند 89 بالمائة منهم، خَرَفُ.

>المشاركين بوزنِ زائد، كانوا معرضين بنسبة 82 بالمائة إذا كَانَ عِنْدَهُمْ مقياس بطنِ منخفضِ، وأكثر مِنْ مرّتين إذا كَانَ عِنْدَهُمْ مقياس بطنِ عاليِ.

>المشاركين البدينين، كَانوا 81 بالمائة معرضين إذا كَانَ عِنْدَهُمْ مقياس بطنِ منخفضِ، وأكثر مِنْ ثلاث مراتِ إذا كَانَ عِنْدَهُمْ مقياس بطن عالي.

وقد تم تفسير ذلك من قبل الباحثين بان تركيب وظيفة الخلية الدهنية في منطقة البطن له طابع خاص، فهي قَدْ تفرز موادَ تَؤذي الدماغَ، كما تعمل هذه الخلية على زيادة كل من معدل الغلوكوز والأنسولين في الدم وكلاهما يلعب دورا مهما في تصلب الشرايين والمضاعفات الأخرى. وتوصي هذه الدراسة الجديدة بضرورة التخلص من الدهن المتجمع في منطقة البطن ليس فقط لخفض احتمالات الأمراض المذكورة وإنما لتقليل احتمالات الاصابة بالخرف <

* ليس كل رعشة أو هزة.. «باركنسن»

* من التشخيصات التي قد تقع خطأ، نتيجة التسرع، تشخيص رعشة أو هزة اليدين والذراعين على أنها مرض باركنسن. وبالرغم من أن الرعشة أو الهزّةِ هي إحدى العلامات الأكثر شيوعاً عند المصابين بمرض باركنسنِ، فلَيسَ كُل شخص عنده رعشة أو هزّةِ يكون سببها مرض باركنسنُ. وعلى خلاف الرعشةِ التي يسببها مرض باركنسنِ، فإن تلك التي تحدث بسبب حالات مرضية أخرى تتحسن مع عدم تحريك الذراعِين أَو اليَدين وتسوء عندما يحاولُ المريض تحريكهما.

إنّ السببَ الأكثر شيوعاً للرعشة من غير باركنسن ما يسمى بالرُعاش المبهم السّبب وهي حالة قابلة للعلاج في أغلب الأحيان، إذا لم تشخص بشكل خاطئ كمرض باركنسن.

وللمعلومات والتذكير فإن الأعراض الأوليةِ الأكثر شيوعاً لمرض باركنسنِ تَتضمّنُ:

> رعشة أو هزّة، في أغلب الأحيان، تكون العلامةُ الأولى لمرض باركنسنِ ويلاحظها أفرادِ العائلة. وقَدْ تَظْهرُ، في البداية، في جهة واحدة من الجسمِ فقط، ذراع أَو ساق أَو كليهما. ثم تَنْشرُ إلى كلا الجانبينِ. وتَحْدثُ عندما يكون المريض مستيقظُا أو جالسا أَو واقفا بلا حراك (الرعشة عند الراحة) وتَنحسرُ متى حرّك الشخص العضوَ المتأثّر من الجسم.

> تصلب وألم في العضلات، يؤدي الى خفض حركة الذراعِ في الجهة المصابة عند المشي، كما يُمْكِنُ أَنْ يُؤثرَ على عضلاتِ الساقينِ مسببا صعوبة المشي وعدم التوازن وحدوث سقوط متكرّر. وعلى أية حال، هذه العلامات الشديدة تحدث في الحالات المتأخرة إضافة الى محدودية وبطء الحركة (bradykinesia)، خصوصاً عندما يُحاولُ الشخص التَحَرُّك مِنْ وضع السكون.

> ضعف عضلاتِ الحنجرةَ والوجه، يؤدي الى صعوبةً الإبتِلاع، ويُصبحُ الكلام ناعمَا ورتيبَا، ويوصف الوجه بما يسمى "الوجه المقنع" لانعدام علامات التعبيرالوجهي.

> الإجهاد العاطفي والجسمي، يَمِيلُ إلى جَعْل الرعشة ملحوظةِ أكثرَ. أما النوم والإرختاء الكامل فيقللان الحركةَ أَو يُوقفانِها تماما.

> الاكتئاب، شائع بين المصابين بالمرضِ ويُمكنُ أَنْ يَكُونَ سببه التغييراتِ الكيميائيةِ في الدماغِ أَو يُمكنُ أَنْ يَكُونَ ردّ فعل للشعور بالعجز من المرض.

تَتحسّنُ الكآبةُ في أغلب الأحيان بالمعالجةِ الصحيحةِ. كما إن علاج مرض باركنسن أصبح أكثر فعالية ونجاحا عن ذي قبل <

* ملح الطعام.. يجب أن يكون متوازنا!

* من الأخطاء الشائعة أن لا يدرك الواحد منا كمية ملح الطعام التي يحتاجها فعليا والكمية التي يتناولها في يومه، وأن الزائد منه سيكون عامل خطر على صحته.

أولا، يجب ألا ننسى أن الجسم يَحتاجُ لبَعْض الصوديومِ حتى يقوم بوظائفه الحيوية بطريقة جيدة وبشكل صحيح. فالصوديوم يُساعدُ على إبْقاء التوازنِ الصحيحِ للسوائلِ في الجسم، ويُساعدُ على إرْسال الحوافز العصبية، ويُؤثرُ على الإنكماشِ وإرخاءِ العضلاتِ.

إن الكليتين تعملان على تنظيم كميةَ الصوديومِ التي يحتاج إليها الجسمِ، فعندما تكون مستويات الصوديومِ منخفضة، تقوم الكليتان بالاحتفاظ به، وعندما يكون مستواه عاليا، تخرج الكليتان الكميةَ الفائضةَ منه في البولِ.

أما إذا كانت الكليتين لا تَستطيعان إزالة الصوديومِ الكافيِ، فيبدأ الصوديوم بالتَجمع في الدم، وذلك بفضل خاصية الصوديومَ في جذب وحمل الماء، ومن ثم يزيد حجمِ الدمِ، تباعاً، مما يَجْعلُ القلبََ يَعْملُ بجدّية أكبر لتَحريك دمِّ أكثرِ خلال الأوعيةَ الدموية، فيَزِيدُ الضغط في الشرايين. وبَعْض الأمراضِ مثل عجزِ القلب الإحتقاني، تليف كبدي ومرض كليةِ مُزمنِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤدّي إلى عدمِ قابلية تَنظيم الصوديومِ.

العديدون منا يفاجأون بأن لديهم مستويات غير صحّيةَ مِنْ الصوديومِ، خصوصاً عندما تَحتوي أنواع الأطعمةِ الصوديومَ أكثر من اللازمَ. إن حوالي 11 بالمائة مِنْ الصوديومِ يأتي من الملحِ المضافِ أَو صوديومِ التوابلَ التي تضاف إلى الأطعمةِ سواء عند الطبخ أَو أثناء الأكل. لكن أغلبيةَ الصوديومِ، 77 بالمائة، يأتي مِنْ أكل أطعمةِ مُحَضّرةِ أَو مصنّعةِ تَحتوي على المعدنَ. لذا فبالرغم من تحديد كميةَ الملحِ المضاف إلى الغذاءِ، فإن الغذاء نفسه قَدْ يَكُون عاليَاً في الصوديومِ.

إن المنظمات الصحية المُخْتَلِفة، ومنها الأكاديميةِ الوطنيةِ لمعهدِ عُلومِ الطبِّ، توصي بأن تكون كميةِ الصوديومِ اليوميةِ ما بين 1,500 2,400 مليغرامِ في اليوم للبالغين الصحّيينِ.

كما توصي بضرورة الُسيطرَة على كميةِ الصوديوم اليومية وذلك بعِدّة طرق، منها:

* الاكثار من َأْكل الأطعمة الطازجَة والتقليل من الأطعمةَ المصنّعةَ، والأكثار من الفواكه الطازجةِ والخضارِ فهي منخفضة طبيعياً في الصوديومِ.

* التخفيف من الملح بقدر الإمكان، وحذفَه من العديد مِنْ الوَجبات.

* الحد من إستعمال توابلِ الصوديومِ المحمّلةِ في الصلصات، السلطات، الخردل.

* إستعمالِ أعشاب وتوابل ونكهات أخرى لتَحسين الطعم.

* اَستبدال الملحَ بإستعمالِ أملاحِ خفيفةِ تَحتوي هلى خَلِيْط ملحِ المائدة (كلوريد الصوديومِ) ومركّبات أخرى. أو باستعمال البدائل التي تَحتوي كلوريدَ البوتاسيومِ، فالبوتاسيوم الغذائي يُمْكِنُ أَنْ يُقللَ بعضا مِنْ أذى الصوديومِ الزائد، أما الفائض منه فيُمكنُ أَنْ يَكُونَ ضارَّا أيضا < استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة