أستشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

* السكري ونقص الوزن -عمري 42 سنة، ولدي مرض السكري منذ 6 سنوات. وأتناول حبوبا دوائية لمعالجته. المشكلة أن وزني نقص في الشهور الماضية حوالي 10 كيلوغرامات. هل هذا طبيعي؟

فؤاد أ. – جدة > ليس كل نقص في وزن الجسم أمرً طبيعيً وحميد، بل هناك نقص غير طبيعي، وربما دليل على وجود اضطراب ما في الجسم. هذا هو الأصل. والنقص الطبيعي الحميد هو ما كان نتيجة لجهد مقصود بإتباع حمية غذائية وممارسة للرياضة البدنية. وهو الذي سيستفيد جسمك منه، وتحديداً أعضاؤه وأنظمته والمواد الكيميائية فيه، مثل القلب وضغط الدم والكولسترول.

وعلاقة هرمون الأنسولين بالوزن تحتاج إلى توضيح مهم، سواءً في حالة مرض السكري. أو في حالة اضطرابات سكر الدم، أي الحالات التي لم تصل بعد إلى مرض السكري نفسه. أو في الحالات الطبيعية للأصحاء من الناس.

والأنسولين هرمون يُفرزه البنكرياس، لمساعدة سكر الغلوكوز على الدخول إلى خلايا العضلات وغيرها، كي تستهلك ذلك السكر في إنتاج الطاقة. وثمة عوامل تُعيق وتُقاوم نجاح الأنسولين في عمله ذلك، مثل زيادة حجم الأنسجة الشحمية في الجسم، كما في السمنة. وهنا يتطلب الحال إجبار البنكرياس على إفراز المزيد من هرمون الأنسولين لإتمام تسهيل استفادة العضلات من السكر. وإذا ما نجح في ذلك جسم الإنسان المُصاب بمرض السكري أو الإنسان المُصاب بمجرد اضطرابات سكر الدم، فإن العبء على البنكرياس سيخف، وبالتالي تنخفض الحاجة إلى إفراز كميات عالية من الأنسولين.

وبالأصل، هرمون الأنسولين بذاته عامل في رفع زيادة وزن الجسم، والتسبب بالسمنة. ولذا تلحظ أن العلاقة سيئة وصعبة من الطرفين، السمنة تتسبب بزيادة إفراز الأنسولين، وزيادة إفراز الأنسولين تتسبب بمزيد من السمنة. ولذا، وفي سبيل معالجة السكري، يجب أن يسير خفض وزن الجسم مع العمل على خفض إنتاج الأنسولين، ويجب أن يتحقق خفض وزن الجسم عن قصد.

والنقص غير المقصود، وغير المبذول فيه جهد بممارسة الرياضة وضبط الحمية الغذائية، لدى مرضى السكري علامة غير جيدة. والسبب هو أن ارتفاع نسبة سكر الدم، نتيجة لعدم نجاح استخدام الأنسولين أو عدم توفر كميات لازمة منه، سيُؤدي إلى فقد السكر مع البول، وبصحبة ذلك فقد سوائل الجسم. كما أن عدم قدرة العضلات على الاستفادة من سكر الغلوكوز، سيُجبرها على استخدام مكونات العضلة نفسها أو أي أنسجة بروتينية أو شحمية أخرى كمصادر للطاقة. ولذا فإن بعضاً من مرضى السكري يتم توقع إصابتهم به نتيجة لظهور حالة فقد وزن الجسم.

ولا يجب إغفال الاهتمام بالأسباب الأخرى لنقص وزن الجسم، مثل اضطرابات الغدة الدرقية وغيرها، مما يعلمه الأطباء ويُجرون الفحوصات لها.

وعليه، فإن من الضروري مراجعتك لطبيب الباطنية، المتابع لحالة السكري لديك، وعرض الأمر عليه <

* فيروس الكبد «بي» والسرطان - زوجتي لديها فيروس التهاب الكبد من نوع بي، والطبيب يقول أنها حامل للفيروس دون أن يتسبب بالتهاب في الكبد لديها. وسمعت أن الفيروس يتسبب بسرطان الكبد، هل عليها خطر من ذلك؟

ر. الدسوقي – مصر > واضح من التقارير التي أرسلتها أن زوجتك ليس لديها مؤشرات التهاب الكبد المعروفة من خلال تحاليل الدم لوظائف الكبد. أي أن أنزيمات خلايا الكبد سليمة وكذلك البليروبين والألبيومين. لكن من غير الواضح ما هي نتيجة الأشعة المقطعية أو الصوتية للكبد، أو نتيجة عينة الكبد. وأهمية هذا، هو معرفة مدى سلامة أنسجة الكبد من حالة التشمع أو التليف.

وسبب تأكيدي على وجوب الاطمئنان على سلامة أنسجة الكبد، هو تلك الملاحظة العلمية أن سرطان الكبد لا يظهر في العادة إلا كنتيجة تالية لوجود تليف أو تشمع بأنسجة الكبد. سواءً كان سبب التشمع الكبدي هو التهاب الكبد الفيروسي من نوع بي أو من نوع سي أو نتيجة لترسب الشحوم في الكبد أو ترسب الحديد في الكبد أو أي أسباب أخرى. بمعنى أن تشمع وتليف الكبد علامة للحذر، ومؤشر يفرض المتابعة الدورية لدى الطبيب بإجراء تحاليل الدم لسرطان الكبد وإجراء الأشعة الصوتية أو المقطعية له.

وعليه، فإن مجرد وجود الفيروس من نوع بي في الجسم، دون التسبب بالتشمع والتلف الكبدي، لا يستدعي القلق في الغالب، بل يستدعي الاهتمام بالمتابعة لدى طبيب الكبد وإجرائه للفحوصات اللازمة دورياً.

والحالة الوحيدة التي تستدعي القلق، هو حينما تحصل إصابة الشخص بفيروس التهاب الكبد، من نوع بي، مع الولادة. أي حينما ينتقل الفيروس من الأم إلى الطفل خلال عملية ولادته. وهنا يدخل الفيروس إلى الكبد سريعاً، ولا يُواجه أي مقاومة من جهاز مناعة جسم الطفل، لأنه جهاز وليد لم يتطور بعد. وبالتالي لا تحصل عملية الالتهاب في أنسجة الكبد. ومعلوم أن عملية الالتهاب هي محاولة من جهاز مناعة الجسم للتخلص من الفيروس. وغالباً لا تُفلح في ذلك، بل تتسبب بتلف في ساحة الصراع، أي أنسجة الكبد نفسه.

وحينما يدخل الفيروس إلى الكبد في تلك المرحلة المبكرة جداً من العمر، فإنه يدخل إلى الخلايا الكبدية، وإلى نواتها تحديداً، ما قد ينجم عنه تغيرات غير حميدة. وبالتالي يُلاحظ الطبيب أن نسبة الفيروسات من نوع بي عالية في الدم، دون وجود أي مؤشرات على التهاب جاري في أنسجة الكبد نفسه. وحتى عند أخذ عينة من الكبد نفسه، فإنها ستبدو طبيعية وخالية من أي مؤشرات على وجود تليف للكبد. وهذه المجموعة الخاصة من المرضى تتطلب متابعة أدق، وإجراء تحليل الدم لمؤشر سرطان الكبد وفحوصات الأشعة <

* العدوى والتهاب الرئة - أُصبت بالتهاب رئوي بكتيري. وبدأت معالجته بتناول مضاد حيوي، وفق توجيه الطبيب. متى أُصبح شخصاً غير مُعد للغير؟

سهام عزيز- الرباط

* هذا مُلخص سؤالك. > تختلف الميكروبات القادرة على التسبب بالتهاب أنسجة الرئة نفسها. وبالتالي ستختلف وسائل معالجتها، ونوعية المضاد الحيوي المُستخدم في معالجة الأنواع البكتيرية المتسببة بها. كما ستختلف المدة الزمنية اللازمة للحد من قدرة الميكروبات تلك على الانتقال من المريض إلى السليم. وهذه المدة الزمنية تختلف عن تلك المدة الزمنية اللازمة لتخليص الجسم من الميكروب نفسه.

وبالجملة فإن بضعة أيام من تناول تلك المضادات الحيوية كفيلة نظرياً بحد قدرة انتقال الميكروبات. لكن ثمة جانبان مُهمان في الأمر. الأول، هو في حالات السل (الدرن )، والتي تتطلب المعالجة لها أشهراً من تناول المضادات الحيوية يومياً ودون انقطاع. وهنا فإن تناول المضاد لمدة حوالي أسبوعين كفيل بحد القدرة على عدوى الغير، طالما استمر المرء في تناول المضاد الحيوي طوال الأشهر التالية التي ينصح بها الطبيب المعالج.

والأمر الثاني، هو أن غالبية أنواع البكتيريا، غير السل، المتسببة بالأنواع الشائعة من التهابات الرئة البكتيرية، هي بالأصل من أنواع البكتيريا الموجودة في الفم أو أجزاء الجهاز التنفسي العلوي. ولذا فإن على الغير الاهتمام بصحتهم وإتباع وسائل الوقاية، وعدم افتراض أنك ستكونين السبب الرئيسي لإصابتهم بالتهاب الرئة < استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]