ماذا يقول مظهرك عنك؟

TT

* قشرة الشعر قالوا قديما إن العيون مفتاح الروح، واليوم توسعت هذه المقولة لتشمل كل جزء من أجزاء الوجه من أسنان وشفاه وخدود وبشرة وشعر. فالوجه اليوم لم يعد يدل على مدى جمال أو وسامة صاحبه، بل يعكس ايضا مدى صحته الداخلية والمشاكل التي قد يتعرض لها مستقبلا. فعندما يتعرض جزء منه للجفاف أو التقصف، مثلا، فإن السبب لا يكون دائما عوامل خارجية مثل نوع الكريمات أو التلوث أو تغير الطقس وما شابه من أمور، بل قد تكون الأسباب اخطر من هذا. وفي العديد من الأحيان وقبل ان يقع المرء ضحية مرض ما، فإن الجسم يرسل إشارات إنذار، تكون واضحة بمجرد النظر في المرآة، حتى يحترس المرء ويأخذ حذره قبل ان يستفحل الأمر.

يؤدي نشاط الغدد الدهنية إلى ظهور قشرة الشعر خاصة في سن البلوغ، وتزداد الإصابة بقشرة الرأس لدى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة، حيث انه خلال هذه الفترة تكون الغدد الدهنية في أعلى معدلات نشاطها.

وتظهر قشرة الشعر التي تسبب الكثير من الحرج للنساء والرجال على السواء لدى الإصابة بنوع معين من الفطريات، يتغذى على الدهون ويشبه الخميرة، الأمر الذي يؤدي الى إنتاج خلايا اكثر تصعد الى الطبقة الخارجية من فروة الرأس بصورة أسرع مكونة القشور والمعاناة، التي قد تنتج أيضا عن بعض الأمراض مثل الالتهاب الدهني لفروة الرأس، بحيث يؤدي تمشيط الشعر بعنف وحك فروة الرأس بالمشط إلى زيادة القشور وبالتالي حدوث هذا الالتهاب، وكذلك يمكن أن يؤدى الإصابة بمرض الصدفية إلى ظهور هذه القشرة، التي تتسم بأنها غير معدية ولا يوجد خوف منها. ومن المسببات الأخرى الحمل المتكرر، ونقص فيتامين (أ)، وارتداء القبعات الضيقة، واستخدام مجففات وصبغات الشعر بصورة متكررة، واستخدام حبوب منع الحمل. كما يكثر ظهور قشرة الشعر خلال فصل الشتاء وذلك لقلة عدد مرات غسيل الشعر، وبالتالى تقل نظافة الرأس، مما يساعد على نمو وتكاثر الطفيليات والفطريات بفروة الرأس التي تكون بدورها طبقة من الدهون والقشور، هذا بالإضافة إلى أن نشاط معدل انقسام الخلايا يزداد في فصل الشتاء.

* انتفاخ واحمرار اللثة هناك أسباب كثيرة لأمراض اللثة، قد تكون نظاما غذائيا فقيرا، كما قد تكون عدم تنظيف ما بين الأسنان بالخيط. لكن إذا كنت تحرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة وما بين الأسنان بالخيط من دون فائدة، فقد تكون تعاني من فقر في فيتامين «سي». فقد تبين ان حصول الجسم على كفايته من هذا الفيتامين يساعد على حل المشكلة، بينما يساعد فيتامين «دي» على الوقاية منها. كما تبين ان نسبة عالية من التوتر النفسي يمكن ان تؤدي إلى تراكم نسبة الكلس.

انتفاخ الجفون

* انتفاخ الجفون له أسباب عديدة منها البسيط كالإرهاق والسهر وعدم الراحة ،أو بسبب الحساسية المزمنة في الأنف أو التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب ملتحمة العين الفيروسي، أو بسبب تورم في العضلات تحت العين. وهي لا تستمر لفترات طويلة بل تزول مع العلاج وإزالة السبب، أما الانتفاخ الدائم فيكون نتيجة حالة مرضية مثل اضطرابات الغدة الدرقية الذي تنتج عنه زيادة أو نقص في افرازات الغدة‏.‏ وقد يكون الانتفاخ لأسباب أخرى غير مرضية‏.‏ كما في حالات العيوب الخلقية أو بسبب الإصابة في حادث‏،‏ أو بسبب التقدم في السن. وفي كل هذه الحالات يكون لانتفاخ الجفون آثار سلبية على العين.

* بشرة جافة في غالب الأحيان، يشير جفاف البشرة إلى تأثر بعوامل الطقس الباردة أو كثرة الاستحمام بالماء الساخن، لكن أحيانا قد تكون علامة على مرض. الخطير في الأمر، أن حالات السكري أو الاكزيما أو داء الصدف يمكن ان تكون بسبب نقص في الزنك أو في الدهون الأساسية وفيتامين «أ». تناول الكثير من الفاصوليا والمكسرات والدهون الحيوانية يمكن أن يساعد على التخفيف من تقشر الجلد وحكته.

* شفاه جافة ومشققة شفاه مشققة من الجوانب يمكن ان تكون علامة على التعرض الكثير للطقس البارد وللهواء الجاف بغض النظر عن درجة حرارة الجو، وتتأثر الشفاه لدى حدوث نقص عدة أنواع من الفيتامينات وبالأخص فيتامين «ب» المركب وفيتامين «د» وفيتامين «ج»، وللتدخين المفرط دور في حدوث الجفاف.

كما يؤدى استخدام بعض الأدوية المضادة لمستقبلات الكولين مثل الأتروبين ومشتقاته كالباسكوبان إلى حدوث جفاف الشفاه وتشققها، وكذلك بعض الأمراض التي تصيب الغدد اللعابية وتعيق عملها.

وقد تتأثر الشفاه بشكل خاص بارتفاع درجة حرارة الجسم والحمى المصاحبة لبعض الأمراض كالالتهاب الرئوي وبعض الفيروسات التي تصيب الجلد في منطقة الفم مثل الهربس البسيط، كما تتأثر بأمراض جلدية مثل الصدفية، وقد تسبب بعض أمراض الجهاز الهضمي كالالتهابات الطفيلية وحالات ارتجاع الحمض المريئي وكذلك بعض إصابات المعدة في حدوث جفاف وتشقق الشفاه، ومن الأمراض الأخرى مرض السكر، وأمراض الهزال والوهن العام مهما كانت أسبابها، والفشل الكلوي وفقر الدم المزمنين.

* لسان باهت أو داكن اللون في حين ان اللون الباهت يمكن ان يشير إلى نقص في الحديد، فإن اللون الداكن يشير إلى نقص فيتامين «بي» المركب. لكن رغم ان النقص في فيتامينات «بي» يمكن ان يسبب العديد من المشاكل الصحية، إلا أن المبشر هو أنها فيتامينات يسهل الحصول عليها من الأطعمة التي نتناولها كل يوم، كونها متوفرة في الألبان واللحوم والمكسرات والخضروات المورقة وغيرها. خدود حمراء تلعب الوراثة دورا في احمرار الخدود، فتظهر كسمة لبعض العائلات من ذوي البشرة البيضاء والخدود الحمراء، ولكن لا يعتبر هذا الأمر دلالة على الصحة أو الخجل على الاطلاق، بل قد تكون علامة على حالة مرضية تصيب الجلد تعرف بالوردية Rosacea والتي تظهر على شكل احمرار متوسط على الخدين، وفي الحالات الشديدة منها يحدث توسع مفرط للأوعية الدموية المغذية للجلد فتنتفخ وتتورم وتظهر على شكل تكتلات صغيرة قد تشمل الأنف أيضا، وحتى الآن لم يتمكن الباحثون من تحديد أسباب الإصابة بهذا المرض، إلا أن أكثر من 45 مليون شخص في العالم يعانون منها، حسبما تفيد الدراسات. وتظهر عادة على ذوي البشرة البيضاء، كما يمكن ان تكون متوارثة. وغالبا ما يزيد الاحمرار بعد تنأول الكحول أو القيام بتمارين رياضية، أو التعرض لتوتر أو تغير الحرارة. ورغم أنه مرض ليس له علاج شاف حتى الآن، إلا انه ينصح باستشارة أخصائي أمراض الجلدية لتشخيص المرض، ووصف بعض العلاجات المؤقتة التي من شأنها تقليل حدة الاحمرار، خصوصا انها قد تسبب بعض الحرج لصاحبها. وقد يصاحب احمرار الخدين بعض الأمراض الأخرى، كمرض الذئبة الحمراء ويظهر احمرار الخدين لدى المصابين بهذا المرض كلما تعرضوا لأشعة الشمس، ويأخذ الاحمرار شكل الفراشة على صفحة الوجنتين. ومن الحالات الأخرى، مرض احمرار الدم (polycythemia)، أو لدى حدوث تضيق في الشريان التاجي، أو مرض الكارسينويد النادر.

اف الشعر رغم ان الطقس البارد والتعرض الكثير للحرارة عاملان يمكن ان تؤديا إلى جفاف الشعر وتقصفه، إلا ان السبب يمكن ان يكون نذيرا بنقص غذائي في الجسم. فعندما يفتقر هذا الأخير إلى فيتامين «أ» (بيتاكاروتين) أو إلى الزيوت الدهنية الأساسية، يمكن ان ينعكس الأمر على الشعر والبشرة مباشرة، وقد ينجم عن نقص شديد في بعض الفيتامينات الأخرى والمعادن لسوء التغذية أو اعتلال صحة الجسم أو نقص نشاط الغدة الدرقية وأحيانا يكون نتيجة عيب خلقي، ولكن أغلب الحالات تحدث نتيجة للمعاملة الخاطئة للشعر مثل شد الشعر أو تصفيفه بشدة أو الإفراط في استخدام مجففات وصبغات الشعر والمواد الكيميائية المخصصة لفرد الشعر وتنعيمه أو الإفراط في استخدام شامبو غير مناسب. لهذا ينصح بتناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على هذه الفيتامينات مثل السمك والخضروات ذات اللون الأخضر والفواكه ذات اللون الأصفر.