بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

صغيرات السن أكثر عرضة لتشوهات الحروق

* من الأخطاء الشائعة في علاج تشوهات ما بعد الحروق، عدم اهتمام بعض الأطباء المعالجين بضرورة تأهيل هؤلاء المرضى للعودة الى ممارسة نشاطاتهم وواجباتهم اليومية. وتكون النتيجة الحتمية الانعزال الاجتماعي والاضطراب الأسري.إن الالمام بالعوامل التي تؤدي الى حدوث تشوهات كبيرة وخطيرة لدى بعض المرضى يتيح للطبيب تطبيق اجراءات طبية خاصة، قد تكون أكثر شدة وحزما، من أجل تفادي حدوث مزيد من المضاعفات.

هناك دراسة حديثة نشرت نتائجُها في عدد مارس/ أبريل مِنْ مجلّةَ أرشيفات جِراحة التجميل، اهتمت بتحديد الفئة العمرية الأكثر تعرضا لمثل هذه التشوهات الجلدية. قام بالدراسة فريق طبي من جامعةِ تورين الإيطاليةِ، بتحليل السجلاتَ الطبيةَ لعدد 703 مرضى، عولجواْ في عيادةِ الحروقِ بين عامي 1994-2006. وُجد أن 540 (77 بالمائة) من أولئك المرضى كَانَ عِنْدَهُم نُدَبُ شاذّةُ (تشوهات)، تضمنت: 310 (44 بالمائة) نُدَب مرتفعة عن سطح الجلد؛ 34 (خمسة بالمائة) نُدَب مُتقلصة أدت الى شد وتقصير طول الأنسجِة؛ و 196 (28 بالمائة) نُدَب مرتفعة عن سطح الجلد ومُتقلصة أيضا.

ووجد الباحثون أن الندب الشاذّة كانت، على الأغلب، عند فئة النساء الأصغر سنا، اللواتي أصبن بحروق في الرقبةِ أَو الأطراف العليا، وكن قد أجرين جراحات متعددة، أَو زرعت لهن رقعات جلدية. وتحدث هذه النُدَب الشاذّة (التشوهات) بسبب حدوث إضطرابات في عملية إلتئام الجرحِ بينما تتميز النُدَب الطبيعية بحدوث تغيراتِ بسيطةِ في الخصائص الجلدية.

وأكد الباحثون ملاحظتهم أنّ الإناث عِنْدَهُنّ خطر أكبر للاصابة بكل من الندب الشاذة (تشوهات) ما بعد الحروق، وأكثر الأمراضِ المتعلقة بِالمناعة ومنها داء الذئبةِ وإلتهاب المفاصل الروماتويديِ، ويمكن تفسير ذلك بأن جهاز المناعة عند صغار السن يكون في وضع أكثر نشاطاً مما يعرضهم لمثل هذه الحالات.

كما أكدوا على الحاجة لعمل المزيد من الدراسات لفهم المراحل الاكلينيكية التي تمر بها عملية تكوين ندب ما بعد الحروق، بشكل أفضل.

إن نتائج هذه الدراسةِ سوف تُساعد الأطباء في تحسين نتائج علاجهم لندب الحروقِ، وتوجههم الى تطبيق وسائل الوقاية المثالية واتباع خطة للمتابعة والعلاجِ الأكثر حزما مع فئات المرضى الأكثر عرضة لمثل هذه التشوهات. وبذلك يكون لها تأثير إيجابي كبير على نوعية حياةِ هؤلاء المرضِى، وتجنيبهم العديد من المضاعفات النفسية مثل القلقِ والاكتئاب والهروب الإجتماعي وكذلك اضطراب النشاطات اليومية وصعوبة العودة إلى الحياةِ الطبيعيةِ بعد إعادةِ التأهيل< كيف نقلل من مضاعفات السكري؟

* من الأخطاء الشائعة عدم تنبه الكثيرين من مرضى داء السكري للأعراض الأولية التي تظهر عادة مع بداية الاصابة بالمرض، ومعظمهم لا يدركون أنهم مصابون بالسكري إلا بعد تعرضهم لمضاعفات هذا المرض.

يحدث مرض السكري عندما يرتفع مستوى السكر في الدم عن الحد الطبيعي أي 70 - 110 ملغم/ ديسيلتر بالنسبة للشخص السليم وهو صائم مدة 8 ساعات بدون أكل، و 90- 145 ملغم/ ديسيلتر بعد الأكل بساعتين وذلك وفقا للدليل الارشادي للمنظمة الكندية لمرضي السكر لعام 2003 والمنظمة الأميركية لمرضي السكري لعام 2007. ويكون ذلك بسبب نقص في افراز هرمون الانسولين من غدة البنكرياس، او ان يكون الانسولين لا يعمل بشكل صحيح. ومن المعروف أن هرمون الانسولين هو الذي يساعد خلايا الجسم على امتصاص السكريات من الغذاء. ويصاحب ارتفاع مستوى سكر الدم عن الطبيعي ظهور بعض العلامات بشكل تدريجي، غالبا ما تمر دون أن يعيرها الشخص أي انتباه إلا بعد حدوث أحد المضاعفات الكبيرة والخطيرة.

ومن تلك العلامات التي يجب أن يتنبه لها كل شخص منا، ما يلي:

* الافراط في التبول والشعور بالعطش.

* الشعور بالجوع باستمرار، بعد تناول الطعام بفترة قصيرة.

* سرعة الشعور بالتعب والارهاق العام.

* فقد للوزن بدون سبب مبرر.

* الشعور بغشاوة في العين.

* وفي المراحل التالية للمرض، بدون علاج، يبدأ الشعور بالتخدر او التوخز في اليدين والقدمين، كما يصبح الجلد جافا مع الشعور بحكة. الواجب على أي شخص، خاصة بعد سن الأربعين، أن يقوم بزيارة الطبيب لعمل اختبار مرض السكري فور ظهور أي من هذه الأعراض. وإذا ثبت من الفحوص الطبية أنه مصاب بداء السكري، فيفضل المحافظة على مستوى معتدل لسكر الدم في حدود 90-130 ملغم/ ديسيلتر وهو صائم مدة 8 ساعات بدون أكل، وأقل من 180 ملغم/ ديسيلتر بعد الأكل بساعتين، كما تفضل مراعاة أن يظل قياس ضغط الدم أقل من معدل 130/80 مليمتر زئبق، وذلك لتجنب حدوث مضاعفات المرض علي المدي الطويل< الوفيات بسبب الاحتباس الحراري

* من الأخطاء الشائعة على المستوى العالمي التمادي المستمر في سوء استخداماتنا اليومية للأجهزة المنزلية كأجهزة الميكروويف والحاسوب (الكومبيوتر) ومصادر الاضاءة، وكذلك وسائل المواصلات الخصوصية كالسيارات الخاصة، والتي من شأنها أن تبعث بافرازاتها الغازية وطاقتها الحرارية ملوثة البيئة التي نعيش فيها ومتسببة في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري (ارتفاع درجة حرارة الجو) نتيجة زيادة كثافة الغازات مثل غاز ثاني اكسيد الكربون، الميثان، الاوزون، واكسيد النيتروجين، فتمنع الاشعاعات الحرارية من الانطلاق خارج الغلاف الغازي للارض تماما كما يحدث في البيت الزجاجي الذي يستخدم في الزراعة بغرض توفير الدفء.

لقد أكد آخر تقرير صدر عن مراكز السيطرة على الامراض والوقاية منها بأتلنتا CDC على مخاطر تغيرات المناخ وأنها أصبحت مهددة للصحة العامة، وهي قضية الاحترار العالمى.

ومن الملاحظ زيادة هذه المخاطر سنة بعد سنة، وقد تسببت في حدوث ما يسمى بوفيات الحرارة المرتفعة والتي تصيب كبار السن والفقراء، وقد قدرت بـنحو 40 ألف وفاة في أوروبا وحدها. إضافة الى خطر الجفاف في بعض المناطق والفيضانات في مناطق اخرى من العالم فارتفع عدد حالات سوء التغذية بسب جفاف الأرض. وكذلك زادت نسبة انتشار أمراض النواقل ومنها حمى الضنك والملاريا، كما لوحظ زيادة انتشار الأمراض المعدية. وللتخفيف من هذه المخاطر ينصح العلماء والمختصون في هذا المجال بـالآتي:

* ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، التي تعمل حتما على تخفيف تغيرات المناخ الخطيرة.

* استبدال المصابيح المتوهجة بنوع الفلورسنت الذي ثبت أنه يستهلك من الطاقة ما نسبته 25% فقط عن الوسائل الأخرى.

* يجب غلق الأجهزة الكهروبائية وعدم تركها في وضع الاستعداد، كأجهزة الحاسوب، كما يفعل الكثيرون.

* الالتزام باستخدام العوازل الحرارية في المنازل لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 بالمئة.

* استعمال وسائل النقل العام في المواصلات بدلا من السيارات.

وباتباع مثل هذه الاحتياطات البسيطة يمكننا المساهمة في التقليل من الاحتباس الحراري وإنقاذ كوكبنا من تغيرات مناخية قد تهدد مستقبل الحياة البشرية بأكملها<

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة