البُعد البؤري للنظر

TT

تتم عملية الإبصار لمشهد ما، عبر دخول أشعة الضوء المنبعثة من ذلك المشهد إلى العين. وهنا تعمل القرنية وعدسة العين على كسر الشعاع الضوئي، كي تقع صورة ذلك المشهد على الشبكية بالضبط.

والبُعد البُؤري هو النقطة التي تتجمع عندها أشعة الضوء تماماً. وهي إما أن تكون على الشبكية بالضبط، فتكون الرؤية واضحة تماماً. وإما أن تكون خلف الشبكية أو قبلها، فتكون الرؤية مشوشة وغير واضحة. ولذا يجب أن تتم عملية كسر الأشعة الضوئية بشكل صحيح، كي تتجمع الأشعة على الشبكية، وتكون الرؤية واضحة. أي بعبارة أخرى يجب أن يكون للعين قدرة على تكوين بُعد بؤري سليم.

وما تستطيع القرنية كسره من حزم الأشعة الضوئية المخترقة لها، ثابت، بمعنى أن مقدار الانكسار للقرنية مرتبط بشكل القرنية نفسها. أما مقدار الانكسار الذي تستطيع العدسة صنعه في حزم الضوء المخترقة لها، فهو متغير، لأن العدسة الطبيعية السليمة تكون مرنة، وتستطيع بالتالي أن تغير شكلها كي تُحقق ما هو مطلوب منها في تجميع تلك الأشعة الضوئية على سطح الشبكية تماماً. ومرونة العدسة ناشئة عن مرونة تركيب محتواها المائي، وناشئة أيضاً عن مرونة تفاعل العضلات الهدبية الدقيقة الحجم، في داخل العين. وبإمكان العضلات الهدبية، عبر قدرتها على شد أربطة أطراف العدسة، أن تجعل العدسة أكثر استدارة، وبالتالي تقصير مسافة البُعد البؤري. وأن تجعلها أكثر تسطحاً، وبالتالي إطالة مسافة البُعد البؤري. وطبياً هناك أربع مشاكل إبصار مرضية لاضطرابات بؤرة العين، وهي قُصْر النظر، وبُعْد النظر، والإستغماتزم، وشيخوخة الإبصار.

وفي قُصْر النظر، يرى المرء الأشياء البعيدة غير واضحة، بينما يرى الأشياء القريبة واضحة المعالم. والسبب أن كرة العين تكون مستطيلة، وبالتالي لا تتمكن العدسة والقرنية على تكوين بُعد بُؤري سليم، وتقع الأشعة المنكسرة والمتجمعة على مسافة تسبق الشبكية. وهي حالة شائعة، وقد تكون في الغالب وراثية. ويتم علاجها بتصميم نظارة طبية تُصحح موقع البُعد البؤري.

وفي بُعْد النظر، يرى المرء الأشياء القريبة غير واضحة، بينما يرى الأشياء البعيدة أوضح. والسبب أن كرة العين تكون صغيرة، وبالتالي تقع الأشعة وراء الشبكية. وتخدم العدسات الطبية في تصحيح خلل الإبصار هذا. وغالباً ما تنشأ عن ضعف مرونة العدسة، خاصة مع التقدم بالعمر. ولذا تُعتبر شيخوخة الإبصار أحد أنواع بُعْد النظر. وتنشأ حالة الإستغماتزم عن تعرجات في استدارة القرنية أو العدسة. ولذا تتأثر سلبياً قدرة رؤية الخطوط المائلة أو الأفقية أو الرأسية. والإستغماتزم حالة ثابتة طوال العمر، وقد تُصيب منْ لديهم بُعد أو قُصْر نظر. وعلاجها بسيط باستخدام عدسات مناسبة. وقد يتطلب العلاج جراحة في بعض الحالات الشديدة< المنغنيز

* المنغنيز واحد من المعادن اللازمة بصفة حيوية للجسم. وأهميته تنبع من دوره في عمليات تحليل وتفتيت مركبات الدهون والسكريات والبروتينات، وذلك عبر دخوله في تركيب العديد من الأنزيمات والمركبات الكيميائية النشطة بالجسم، وخاصة في أعضاء مثل الكبد والبنكرياس والكلى والأمعاء.

ويحتاج الطفل، ما دون سن ثلاث سنوات، إلى تناول حوالي 1,5 ملغم من المنغنيز يومياً. وتزداد الحاجة مع زيادة عمر الإنسان، لتبلغ بالعموم ما بين 2 إلى 5 ملغم يومياً لدى الإنسان فوق سن ثلاث سنوات.

والمصدر الرئيسي للحصول على المنغنيز هو المنتجات الغذائية. ويتفاوت محتوى أنواع المنتجات الغذائية من هذا المعدن المهم. ولذا فإن تناول مكونات وجبات المناطق الأوروبية يُعطي الجسم حوالي 8 ملغم من المنغنيز يومياً، بينما تناول وجبات مناطق أخرى من العالم، كشرقي آسيا، يُعطي كمية أقل، وتحديداً حوالي 3 ملغم. وبالرغم من إشارة المصادر الطبية إلى هذه المعلومة، فإنها أيضاً تقول بأن الشاي هو أعلى المنتجات الغذائية احتواءً على المنغنيز. وبالمقارنة يحتوي الشاي على 10 أضعاف ما تحتويه الحبوب من المنغنيز. كما تُعتبر المكسرات والبقول ومشتقات الألبان والمأكولات البحرية والخضار والفواكه، مصادر جيدة لإمداد الجسم بالمنغنيز.

ويُوجد المنغنيز في الطبيعة، كما في الماء والهواء والأغذية، بكميات متفاوتة. ويدخل ضمن المعادن المُستخدمة في الصناعات المختلفة، مثل صناعات الحديد والفولاذ والعملات المعدنية، ويُضاف إلى بنزين السيارات، لرفع كفاءة استخدام محركاتها لوقود البنزين، ويُضاف إلى صناعة الزجاج، لإعطائه نقاءً وصفاءً، وفي صناعة الأصباغ والمنظفات والمطهرات، كما يُوجد في البطاريات الجافة وغيرها.

ومقارنة بالحديد أو النيكل أو معادن أخرى، فإن المنغنيز لا يتسبب عادة بحالات التسمم إلا في النادر، أو حال التعرض المفاجئ لكميات عالية منه أو التعرض بشكل مستمر لكميات قليلة منه. وكمثال على الاحتمال الأول، تعرض عمال المناجم للأبخرة المعدنية، وعلى الثاني، استنشاق بخار المياه الملوثة بالمنغنيز أثناء الاستحمام بمياه المرشاش (الدوش) الملوثة.

وتأثير التعرض الطويل للمنغنيز، يختلف على حسب كيفية دخوله إلى الجسم. ومثلاً، دخوله عبر الاستنشاق يُؤدي إلى التهابات في أنسجة بطانة الجهاز التنفسي. إضافة إلى تأثيرات وصوله للجهاز العصبي، ما قد ينجم عنه اضطرابات في الحركة أو تناغم حركة أعضاء الجسم أو الهلوسة وغيره. كما أن زيادة كميات المنغنيز بجسم الرجل أو المرأة، قد يُؤثر على قدرات الإخصاب.