استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

الأسبرين والنقرس

* قرأت أن الأسبرين يتسبب بارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، ما قد يكون سبباً في الإصابة بمرض “النقرس”. أنا أتناول أسبرين يومياً بمقدار 81 ملغم، هل سأُصاب بالنقرس؟

محمد عامر- مصر

* هذا ملخص من سؤالك الذي ورد كتعليق على مقال الأسبرين وموازنة الفوائد والمخاطر لتناوله. وحول حمض اليوريك وتسببه بالنقرس عدة جوانب تحتاج إلى توضيح. والأصل أن مرض النقرس هو حالة تتميز بارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، وتكرار الإصابة بالتهابات المفاصل، وتكوّن ترسبات صلبة من حمض اليورييك في المفاصل وما حولها، وتدهور وظائف الكلى مع احتمال تكون حصاة بها.

ومع هذا كله، فإنه ليس بالضرورة أن يرتفع معدل حمض اليوريك في الدم خلال النوبات الحادة لنقرس المفاصل. بل قد تكون النسبة تلك، في قمة تلك النوبات، طبيعية أو مرتفعة. كما أن من المهم جداً إدراك أن مجرد وجود ارتفاع نسبة حمض اليوريك ليس هو العامل الذي سيُؤدي إلى الإصابة بالنوبة الحادة للنقرس. بل ما هو مهم، وما قد يُؤدي إلى نوبة التهاب المفاصل، هو ذلك “التغيير السريع” في نسبة حمض اليورييك بالدم، سواءً كان ذلك التغيير ارتفاعاً سريعاً أو انخفاضاً سريعاً.

هذا جانب، والجانب الأخر، هو أن تأثير الأسبرين على نسبة حامض اليوريك بالدم يختلف على حسب مقدار جُرعة الأسبرين. وعليه، فإن تناول جرعة “متوسطة” من الأسبرين، أي حوالي 300 أو 500 ملغم، سينتج عنه تقليل قدرات الكلى على التخلص من حمض اليوريك، ما يُؤدي إلى ارتفاع نسبته في الدم. أما الجرعات في مستوى أقل من 100 ملغم، وهي المعتادة للوقاية من أمراض شرايين القلب أو الدماغ، فلا تتسبب بتأثيرات على نسبة حمض اليوريك لدى منْ لديهم كلية طبيعية.

أما تناول جرعات “عالية” من الأسبرين، وهي التي يصفها الأطباء لمعالجة حالات التهابات المفاصل الحادة، فإن كميات الأسبرين تلك تعمل على تسهيل إخراج الكلى لحمض اليوريك ومساعدة الجسم على التخلص منه.

ولذا فإن نصيحة الأطباء بعدم وصف الأسبرين لمنْ لديهم مرض النقرس، بجرعات متوسطة أو عالية، هو للوقاية من أي تغيرات سريعة في نسبة حمض اليوريك بالدم. سماع نبض القلب

* عندما أنام، أسمع نبض القلب في أذني. هل من سبب صحي مهم وراء هذا؟

حسنة محمد- الرباط

* بالرغم من أن كثيراً من الناس الأصحاء والسليمين من أي أمراض، يسمعون صوت نبض قلبهم عند استلقائهم على الوسادة للنوم، وتحديداً عند إغماض العين، فإن من النادر أن يكون هناك أي شيء غير طبيعي في أجسامهم. بمعنى أن حصول سماع لصوت النبض ليس علامة على وجود مرض في الغالب. وفي أحيان نادرة، يُؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة شدة ذلك الصوت، بينما في الغالب يكون ضغط الدم طبيعيا.

كما أن من الملاحظ أن شدة سماع الصوت قد تزيد وتعلو مع ارتفاع نسبة الأدرينالين، مثل ما بعد تناول الكافيين، الموجود في القهوة مثلاً، أو حال الخوف أو التوتر أو غيرها.

ومن المهم ملاحظة أن ارتفاع ضغط الدم بمستويات عالية، قد لا يكون مصحوباً بذلك السماع للنبض، كما أن سماع النبض قد يحصل مع وجود ضغط دم طبيعي. والأمر أشبه بشيء أخر، ألا وهو الصداع وضغط الدم. إذْ مما يُلاحظ أن البعض قد يشكو من صداع حال ارتفاع ضغط الدم. لكن لا علاقة مباشرة وطردية متلازمة بينهما، لأن نفس الأشخاص قد يشكون من صداع دون ارتفاع ضغط دمهم وقد يرتفع ضغط دمهم دون الشكوى من صداع .

وعليه، لو كان ضغط الدم لديك طبيعيا آنذاك، فلا داعي للقلق.

استئصال الرحم واليأس

* لدي تليف في الرحم، والطبيب ينصح باستئصاله. هل ستظهر عليّ أعراض بلوغ سن اليأس؟

رحاب ع. - مصر

* أحد الحلول العلاجية لأورام الرحم الليفية، إجراء استئصال الرحم. ودون الدخول في دواعي ذلك لديك، إلا أن استئصال الرحم قد يكون مقتصراً عليه، أو بإضافة استئصال المبيضين، أو أحدهما. وهو ما يُحدده طبيبك. واليأس من المحيض مرحلة طبيعية في عمر المرأة، وتتميز بانقطاع حصول الدورة الحيضية الشهرية بشكل نهائي، نتيجة لتغيرات هرمونية أنثوية تُؤدي إلى تلاشي قدرات الإخصاب لدى المرأة. وبلوغ سن اليأس يصحبه ظهور أعراض، قد تكون مزعجة بدرجات متفاوتة على النساء. مثل تغيرات المزاج والومضات الحارة وغيرها.

ولو تم إجراء استئصال الرحم مع استئصال المبيضين، كلاهما، فإن سن اليأس من المحيض فعلياً تم بلوغه. وعليه ستبدأ مباشرة بعد العملية ظهور أعراض بلوغ تلك المرحلة العمْرية. وهنا سيكون ظهور الأعراض بشكل يفوق المعتاد والطبيعي.

أما لو تم الإبقاء على المبيضين، أو أحدهما، مع استئصال الرحم، فإنهما، أو أحدهما، سيكون قادراً على إنتاج الهرمونات الأنثوية. وعليه، وبالرغم من عدم خروج دم الحيض، فسيستمر إنتاج الهرمونات الأنثوية من المبيض. وبالتالي لن تظهر أعراض بلوغ سن اليأس من المحيض مباشرة بعد إجراء عملية استئصال الرحم. لكن ما سيحصل هو إما أن يستمر المبيض في إنتاج الهرمونات إلى حين وصول المرأة إلى العمر الطبيعي لبلوغ سن اليأس، وحينها فقط تظهر الأعراض الخاصة بذلك عليها. أو أن يحصل "بلوغ مبكر" لسن اليأس، أي بعد حوالي سنتين، من استئصال الرحم فقط .

«اللوبيس» والوراثة

* والدي مُصاب بمرض الذئبية الحمراء، وتسبب له بارتفاع ضغط الدم وفشل الكلى، ويتناول علاجات لذلك كله. الطبيب يقول بأن المرض ليس مُعد، لكن سؤالي هل من المُحتمل أن ينتقل المرض بالوراثة؟

جمانة كمال - لبنان

* مرض الذئبية الحمراء، أو اللوبيس، أحد الأمراض المزمنة الناجمة عن اضطرابات عمل جهاز مناعة الجسم. وكأي أمراض اضطرابات عمل المناعة، فإن جهاز مناعة الجسم يُهاجم أنسجة الجسم نفسها على اعتبار نظره إليها بأنها أجسام غريبة يجب إتلافها والتخلص منها! ولا يُعلم حتى اليوم، ما الذي يتسبب بإثارة هذا الاضطراب في عمل جهاز المناعة. وثمة عدة نظريات تطرح عوامل الوراثة، أو الإصابة ببعض الفيروسات، أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية، أو تناول بعض من الأدوية، أو التغيرات الهرمونية الأنثوية، كمُسببات لإثارة ظهور أعراض المرض هذا.

وثمة جينات معينة، يتسبب توريثها في ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض مناعية عدة، مثل الذئبية الحمراء والتهاب المفاصل الرثوي والتهابات الغدة الدرقية. كما أن إصابة البعض بأحد تلك الأمراض المناعية يرفع من احتمالات إصابة بعض أقاربه بها. وفي حال اللوبيس، فإن الوراثة قد تجعل من السهل تأثر البعض بعوامل بيئية، كالأشعة فوق الصوتية أو الفيروسات أو الأدوية، وبالتالي ظهور أعراض اللوبيس. وثمة تعليلات علمية للأمر.

وعليه، لا تُوجد إجابة محددة وواضحة حول مدى احتمالات إصابة أحد أبناء أو بنات أو أحفاد منْ لديه مرض اللوبيس، ولا كيفية توقع ذلك. وما هو ممكن، التواصل مع الطبيب بإجراء الفحوصات الدورية لضغط الدم ووظائف الكلى، ومراجعته حال الشكوى من أي أعراض متشابهة مع أعراض اللوبيس، والاهتمام بالمتابعة الطبية خلال مراحل الحمل والولادة وما بعدها .

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]