بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* كيف تكتشف إن طفلك توحدي؟

ـ من الأخطاء الشائعة التي تتكرر في معظم البيوت، عدم التمكن من تحديد أعراض مرض التوحد على طفلهم المصاب. ويترك بدون تشخيص أو علاج الى أن يصل المرض لمرحلة شديدة تضطرهم لزيارة الطبيب، حيث يتم التشخيص.

تَتفاوتُ شدَّةُ الأعراضِ كثيراً بين الأشخاصِ؛ وعلى أية حال، هناك عدد من الأعراضِ الرئيسيةِ التي يشترك فيها جميع المصابين، مثل وجود مشاكل مهمّة تؤدي الى تطوّرُ مهارات الإتصالِ غير الشفهي، مثل التحديق في العين، تعابير الوجه، ووضع الجسم. وقد يفشل التوحدي في تكوين صداقاتِ مَع الأطفالِ من نفس العُمر. ولا يهتم بمشاركة الآخرين المتعةِ، المصالح، أَو الإنجازات. التوحديون قَدْ لا يجدون صعوبة في تَفْهمُ مشاعر الشخصِ الآخرِ، مثل الألمِ أَو الحُزنِ.

هناك أعراض اتصال شفهي، وغير شفهي، كانعدام أو تأخر تَعَلّم الكَلام. ف50 % مِنْ التوحديين لا يتكلمون أبداً. ومنهم من يجد صعوبة لبدء خطوات المحادثة، ومنهم من يجدون صعوبات للاستمرار في المحادثة بعدما يبَدؤها. التوحديون، في أغلب الأحيان، يكررون ويعيدون مراراً وتكراراً عبارات سبق أن سَمعوها (echolalia).

وهناك أعراض محدودية النشاطاتِ أَو اللعب، مثل التركيز غير العادي على القِطَعِ. فيُركّزُ الأطفالُ التوحديون الأصغرُ في أغلب الأحيان على أجزاءِ اللُعَبِ، مثل عجلاتِ السيارة، بدلاً مِنْ اللِعْب بكامل اللعبةِ. وقَدْ يهتم التوحديون الأكبر سنّاً بجداول مواعيد القطاراتِ، تغيرات الطقس، أَو لوحات رخصة السيارات. لديهم حاجة للتشابهِ والروتيناتِ، قَدْ يَحتاجُ الطفل التوحدي لأَكْل الخبزِ دائماً قبل السلطةِ ويَصرُّ على قيادة السيارة في نفس الطريقَ كُلّ يوم للمدرسة. وهناك أعراض خاصة بمرحلة الطفولةِ، وهي عادة تُلاحظُ مِن قِبل الآباءِ والمشرفين على الرعاية أثناء سَنَواتِ الطفلَ الـ3 الأولى. وبالرغم من أن التوحد موجود منذ الولادةِ (خلقي)، قد يصعب تمييز علامات الفوضى أَو التَشخيص أثناء الطفولةِ. ويُصبحُ الأب مَعْنيُ في أغلب الأحيان متى طفلُه: لا يَحْبُّ أَنْ يُحْمَلَ؛ لا يَبْدو مهتمّا باللعب ببَعْض الألعابِ؛ لا يَبْدأُ بالكَلام، وقَدْ يشك حول قدراتِ طفلِه السمعيةِ.

إن الاكتشاف المبكر والمعالجةِ المبكّرةِ والمركّزةِ، سوف تُحسّنُ من أكثر الأعراض كالقدرة على التَعَلُّق بالآخرين، التواصل معهم، إمكانية مُساعدة أنفسهم كلما يَنْمونَ أكبر سنّاً، على نقيض بعض الأساطير الشعبية حول الأطفالِ المصابين بالتوحدِ، فقليل جداً من يعْزلُ بالكامل إجتماعياً َويَعِيشُ في عالم ملكِه.

إن بَعْض التوحديينِ البالغين قادرون على العمل والإعْتياَش على نفقتهم الخاصة والَعِيشَ حياةَ مستقلةَ، والقدرةِ على الإتِّصال، وعلى الأقل 33 % منهم قادرون على إحْراز الإستقلالِ الجزئيِ على الأقل.

* حب الشباب.. قاومه بتجنب المثيرات والمهيجات ـ من الأخطاء الشائعة عند فئة الشباب ممن هم في أوائل العقد الثاني من العمر ، الافراط في تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة وكذلك الشوكولاته إضافة الى السهر حتى الصباح الباكر يوميا. وكل شخص في هذه الشريحة من العمر يكاد لا ينفذ من الاصابة بحب الشباب. لكن هذه العوامل تؤدي الى تفاقم الحالة وحدوث مضاعفاتها.

إن حب الشباب هو أكثر الأمراض الجلدية شيوعا، يصيب تقريباً كل المراهقين ومعظم البالغين وبعض الصغار، ويصيب الجنسين بنفس النسبة. وتظهر علاماته على الوجه والصدر والأكتاف وأحياناً الذراعين.

تزداد ضراوة حب الشباب تحت تأثير مجموعة من العوامل المألوفة في حياة الشباب، ومن الخطأ أن يتمادى الشاب في ممارسة العديد منها. ويأتي في مقدمتها العوامل التالية:

* الضغوط النفسية والاضطرابات العاطفية، فهي تلعب دورا هاما في تهييج البشرة وإحالة حب الشباب من النوع البسيط الى النوع الشديد الذي يترك خلفه ندبات وآثارا شديدة وتشوهات.

* تناول المنبهات بكثرة، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.

* الافراط في السهر، وعدم أخذ قسط وافر من النوم ليلا.

* الاكثار من تناول المأكولات الدسمة والشوكولاتة، فلها سلبيات كثيرة على الصحة العامة، حيث تزيد من نسبة افراز الدهون في الجسم وتعمل على اضطراب الهرمونات التي تزيد الوزن وتهيج البشرة.

* التعرض لأشعة الشمس، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية لظهور المرض نتيجة تهيج الجلد.

* اضطراب الهرمونات، مثل زيادة إفراز هرمون الاندروجين (عند الجنسين معا) وذلك في مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى ازدياد نشاط الغدد الدهنية.

* وعند الإناث، اضطراب الدورة الشهرية، واستعمال أنواع مختلفة من المراهم المزيلة للمكياج والمنظفة للبشرة.

إن هذه السلوكيات تعتبر من المسببات الرئيسية لظهور حب الشباب وتفاقم المرض.

العناية المبكرة كافية للحد من المرض والحالات البسيطة منه قد لا تحتاج علاجا خاصا، فأغلب الحالات تزول عند عمر 24 – 26 عاما، ولكنها تحتاج الى ضبط تلك العوامل وتغيير السلوكيات نحوها وتجنب ما يثيرها ويهيجها.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة