أستشارات طبية

TT

* أجهزة اهتزاز العضلات

* تالا مراد- لبنان

* - هل من المفيد استخدام أجهزة اهتزاز الجسم بدلاً من أداء التمارين الرياضية؟ وهل لها جدوى في إزالة الشحوم؟

* تعتمد طريقة عمل هذه الأجهزة على اهتزاز لوح، أو منصة، أو حزام، قد يتمدد المرء عليه أو يجلس فوقه أو يلفه حول أحد أجزاء الجسم. ويُؤدي إلى إثارة تفاعل العضلة مع هذه الاهتزازات، أي انقباضها وانبساطها. وبعيداً عن الحديث حول شعور البعض بالراحة والارتخاء بعد استخدم تلك الأجهزة لغايات ترفيهية، أي بما يُشبه ما يشعر المرء به بعد جلسة للمساج (التدليك)، فإن فكرة عمل هذه الأجهزة مختلفة تماماً عما يتحدث عنه الأطباء حول الرياضة البدنية وفوائدها. وتحديداً تشير المصادر الطبية صراحة إلى أن استخدام هذه الأجهزة لا يُوفر للإنسان رفع مستوى لياقته البدنية ولا يُحقق له خفض وزن الجسم.

ويجب الحذر حتى من الاستخدام الترفيهي لها، أو لأنوع خاصة منها، كالتي توجه لأسفل الظهر أو للرقبة، لأنها لا تُناسب كل الناس. وربما تتسبب بالضرر، كما في حال الحوامل أو منْ لديهم ترسبات للكولسترول في شرايين الرقبة أو لديهم إصابات عضوية في الأعصاب، أو أقراص ما بين فقرات الظهر أو غيرها من الحالات المرضية. ومع هذا فإن هناك الكثير من الدعايات حول استخدام أجهزة تعمل على اهتزاز أجزاء من الجسم كوسيلة بديلة لأداء التمارين الرياضية. وثمة من يدّعي أنها أيضاً مفيدة في إزالة الشحوم عن مناطق معينة من الجسم متى ما تم تعريضها لتلك الاهتزازات. وعلينا تذكر أصل مهم حال النظر إلى هذه الأجهزة واستخداماتها وإلى الرياضة البدنية، وخاصة نوعية الحركة الناجمة عن استخدام هذه الأجهزة أو ممارسة الرياضة البدنية.

والرياضة البدنية الصحية، هي أداء تمارين إيروبيك الهوائية، كالهرولة أو السباحة أو المشي السريع. وهذه الرياضة صحية لأنها تُنشط القلب والرئتين والأوعية الدموية، وترفع من قدراتها الوظيفية، وذلك عبر تحريك العضلات بوتيرة متتابعة. وأحدنا حينما يُهرول فإن عضلات الفخذ والساق تنقبض وتنبسط، ما يُجبر القلب على رفع نبضه وزيادة ضخه للدم، وما يُجبر الرئة على توسيع عملها لأخذ كميات أكبر من الأوكسجين من الهواء الذي نتنفسه، وما يُجبر الأوعية الدموية على رفع كفاءتها في إيصال كميات أكبر من الدم للعضلات. وهذه الأمور كلها لا تحصل حال هزّ العضلات، بل قد تنقبض وتنبسط تلك العضلات لكن لا ينشط القلب أو الرئة أو الأوعية الدموية. ولذا لا يشعر المرء حال استخدام الأجهزة تلك بنفس التعب الذي يحصل مع الهرولة.

هذا حول أجهزة اهتزاز الجسم التي تعمل بطريقة إحداث ذبذبات ميكانيكية. والإشكالية أكبر حال استخدام أجهزة قد تكون أكثر ضرراً، مثل تلك التي تبعث تياراً كهربائياً، من شأنه اختراق الجلد وإثارة انقباض العضلات، أو شبيهاتها من الأجهزة، التي يُقال بأنها مفيدة لآلام المفاصل. وهنا من الضروري التنبه إلى أن فكرة إثارة العضلة بهذه الطريقة، اضافة الى أنها لا تحقق ما نرجو الحصول عليه عبر الرياضة البدنية، فقد تتسبب باضطرابات في نبض القلب عبر تأثيرها على سريان التيارات الكهربائية في القلب. كما قد تتسبب بأضرار على عمل الأعصاب، عبر تأثيرها على سريان الموجات الكهربائية فيها.

* الرضاعة والتهاب الكبد سي

* - أنا حامل ومُصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع سي. ما هي احتمالات أن يصل الفيروس إلى الطفل؟ وهل بإمكاني إرضاع وليدي؟

نسرين صلاح- ليبيا.

* بشكل عام، احتمالات أن ينتقل فيروس التهاب الكبد من نوع سي إلى الجنين خلال الحمل والولادة لا تتجاوز 4% من حالات ولادة الأمهات المُصابات بالفيروس هذا.

وبكلام أكثر دقة، فإن احتمالات إصابة الطفل تعتمد على أمرين لدى الأم. الأول مستويات مقدار "أر أن إيه" الخاص بهذا الفيروس، في دم الأم. والثاني مدى وجود إصابة بفيروس الإيدز لدى الأم. ولذا تتراوح الاحتمالات ما بين صفر إلى أقل من 18% لدى الخاليات من فيروس الإيدز واللواتي لم تكن سبب الإصابة بفيروس الكبد عبر استخدام الإبر الملوثة لمدمني المخدرات أو عبر نقل الدم. وترتفع الاحتمالات بشكل أكبر حينما تكون نتيجة قياس كميات "أر أن إيه" تتجاوز 1 مليون نسخة لكل مليلتر من الدم.

ولا يُوجد حتى اليوم أي وسيلة طبية لمنع احتمال انتقال الفيروس من الأم إلى الوليد، بخلاف ما هو متوفر من برنامج خاص للقاحات في حالات فيروس التهاب الكبد الفيروسي من نوع بي.

أما بالنسبة لموضوع الرضاعة، فإن بإمكان الأم المُصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع سي أن تُرضع وليدها دون الخشية أن يكون ذلك ضاراً به. والسبب أنه لم يثبت وجود حالات عدوى انتقلت عبر رضاعة الحليب من الأم. ولذا فإن دراسات المقارنة لم تجد فرقاً بين نسبة الإصابات بالفيروس لدى الأطفال الذين رضعوا من أثداء أمهاتهم المُصابات بالفيروس، وبين منْ رضعوا من القارورة.

لكن هذا في حال خلو وسلامة حلمة ثدي الأم من أية شقوق أو تقرحات أو جروح.

* المُحليات الصناعية ومرضى السكري

* - هل من المفيد لمريض السكري تناول المُحليات الصناعية بدلاً من السكر؟

* عزمي محمد – الدمام > قبل أن نقول تناولها مفيد أو غير مفيد، علينا أن نتأكد من أنها غير ضارة، وعلينا أن نفهم ما وجه الفائدة المرجوة من تناولها. المُحليات الصناعية أصبحت اليوم منتشرة بشكل لم يسبق له مثيل، وأمست تُضاف إلى الكثير من المنتجات الغذائية والمشروبات بأنواعها. والداعي الأهم لهذا الانتشار الواسع في التناول هو تحقيق توفير حلاوة الطعم لتك المنتجات الغذائية والمشروبات دون الاستعانة بإضافة السكر العادي، أو غيره من المُحليات الطبيعية، إليها. أي تناول أطعمة ومشروبات حلوة الطعم دون تحمل الجسم عبء عشرات أو مئات السعرات الحرارية (كالورى) في السكر.

وهذه المُحليات الصناعية أحلى بأضعاف ما هو في السكر. ولذا فإن الحاجة هي تناول كميات قليلة منها.

والأصل أن هذه المُحليات الصناعية لا تؤثر على نسبة سكر الدم، لأنها ليست سكريات أو أي مواد يتم هضمها. لكن الأطعمة أو المشروبات التي تُضاف المُحليات الصناعية إليها، لا تزال تحمل الكثير من السعرات الحرارية التي يجب أخذ مقدارها في الاعتبار عند حساب كمية الطاقة في الغذاء اليومي، لأن الأطعمة هذه أو المشروبات، قد تحتوي على مواد سكرية، غير حلوة الطعم، أو مواد بروتينية، أو مواد دهنية.

وهناك دراسات طبية متناقضة في الإجابة على أمان تناولها من قبل الأصحاء من الناس، وخاصة منهم الأطفال. أي الأصحاء من السمنة أو مرض السكري أو غيرها من الأمراض المزمنة التي تتأثر باضطرابات السكر أو وزن الجسم. وكل طرف في النزاع العلمي لديه أدلة علمية لا يُمكن بحال إهمال الالتفات إليها.

لكن، ولأن الطب هو موازنة دقيقة بين الفائدة والضرر، يختلف الكلام عند الحديث مع مرضى السكري أو السمنة. والسبب أن مشكلتهم الصحية ستتأثر يقينا بتجاوزهم الحد المنصوح لتناول السكر. ونظراً لصعوبة تحكمهم في ضبط رغبتهم تناول السكريات، فإن ثمة داعي لإيجاد بديل يُحقق حلاوة طعم ما يتناولونه ولا يضع عبئاً على أجسامهم.

وعليه فإن الرابطة الأميركية لمرض السكري صادقت على إمكانية تناول مرضى السكري لهذه المحليات الصناعية، كجزء من إستراتيجية ضبط الإفراط في تناول السكريات الطبيعية واضطرابات نسبة سكر الدم التالية له. وتحديداً أنواع سيوكرالوز( سبليندا) وأسبرتام (نيوتراسويت) وسكرين (سويتأنلو) وأسيسيلفام (صنسيت).