الاعتداد الزائف بالنفس..حالة دفاع هشّة

اصحابه يشعرون دوما بأنهم مهددون

TT

قال باحثون اميركيون في علم النفس ان نصب الانسان لنفسه تمثالا يعظمه، لا يأتي بالمنافع دوما لصاحبه. اذ ان الاشخاص الذين لديهم "اعتداد عال، لكنه هشّ، بأنفسهم" يكونون على الاغلب في حالة دفاع، ويشعرون بأنهم يقفون دوما على أهبة الاستعداد متوقعين مهاجمة الآخرين لهم. وهم في هذا أكثر تأهبا للدفاع مقارنة بالآخرين الذين يكونون واثقين من هيبتهم.

وترسم الدراسة الحديثة التي ستظهر في عدد يونيو المقبل من مجلة "بيرسوناليتي" (الشخصية)، لوحة مفصلة للجوانب المعقدة من عملية الشعور بالهيبة الشخصية واحترام الذات.

وقال مايكل كيرنس الباحث في جامعة جورجيا ان "هناك انواعا كثيرة من احترام الذات العالي. وفي هذه الدراسة وجدنا ان الاشخاص الذين يمتلكون نوعا من الاحترام الذاتي العالي ولكنه هشّ وسطحي، ليسوا افضل حالا من الذين لديهم قليلا من الاحترام الذاتي لانفسهم". أي وبكلمة اخرى، فان العظمة الفارغة التي لا جوهر لها ليست افضل من عقدة الشعور بالنقص.

واضاف ان "الاشخاص الذين لديهم احترام عال للذات، يعوضون عن شكوكهم الشخصية بأنفسهم، بالانشغال في توجهات مبالغ بها من الاساليب، بهدف الدفاع عن مشاعرهم حول اهمية ذواتهم وحمايتها وتقويتها".

وقال الباحث في معرض تبريره لدوافع دراسته ان النتائج لا تشوه احترام الذات العالي، وهو الخاصية التي تعتبر من اهم الامور التي تقود الى السعادة والى شعبية العاملين او ارتقائهم في السلم الوظيفي. فالدراسة تضيف شريحة جديدة من التفصيلات حول هذه الظاهرة النفسية.

وفي العادة فان الاشخاص الذين يمتلكون ما يسمى ب"احترام الذات العالي الآمن" يتجهون لتقديم انفسهم للعالم المحيط بهم بشكل متميز خاص بهم، فهم سعداء حقا بأنفسهم ويتقبلون نقاط ضعفهم. اما احترام الذات الهش فهو حالة غير مستقرة، ويمكنه ان يتغير متناوبا من يوم لآخر او خلال اليوم نفسه. ومن دون التأكيد المستمر لوجود شعور حقيقي باحترام الذات فان احترام الذات هذا سيهبط الى درجاته الدنيا.