بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

النقرس.. أحد أمراض العصر

* من الأعراض الشائعة في عصرنا الحالي اصابة مختلف مفاصل الجسم بآلام حادة مباغتة بما فيها مفاصل الوجه الصغيرة وتحت الجلد في منطقة الكوع أو الأذن، مما يشد تفكير الطبيب بعيدا عن التشخيص الصحيح. والسبب، أيا كان المفصل المصاب، هو زيادة نسبة أملاح حمض البوليك في الدم، مما يؤدي الى ترسبها في الأغشية الداخلية للمفصل وعظام المفصل محدثة آلاما مميزة لمرض النقرس. ويكمن وراء ذلك عدة أسباب مثل: كثرة تناول البروتينات الحيوانية، تناول بعض المستحضرات الطبية كخلاصة الكبد، أخذ عقاقير مدرة للبول وخافضة للضغط، وقد تكون السمنة وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم هما السبب، خاصة اذا وجد تاريخ عائلي بالإصابة بفرط حمض اليوريك في الدم، حيث تلعب الجينات الوراثية دوراً أيضاً في الإصابة بهذه الحالة، وأخيرا قد يكون السبب قلة النشاط والحركة نتيجة حياة الكسل والخمول، والبقاء لفترات طويلة في السرير. إنه مرض النقرس، أحد اضطرابات الهضم والاستقلاب والذي يبدأ بآلام حادة بالمفصل، مع ظهور تورم وإحمرار حوله، وقد ترتفع درجة الحرارة، ثم لا تلبث أن تزول هذه الأعراض نهائيآ في ظرف اسبوع أو أكثر لتعاود الظهور مرة ثانية على فترات تمتد لعدة أسابيع أو أشهر او سنين.

ويمكن تشخيص المرض بدقة بملاحظة الأعراض المميزة له، وإجراء تحليل معملي للكشف عن زيادة نسبة حمض البوليك في الدم. وعمل أشعة.

وننصح هؤلاء المرضى بالتالي:

* أخذ أحد المسكنات اللا استيرودية المضادة للإلتهاب.

* ايقاف تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين، مدرات البول، التي تسبب في ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم.

* شرب كميات وفيرة من الماء لتخفيف تركيز حمض البوليك في البول، ومن ثم تقلل من خطر تكون حصوات بالكلى.

* الإمتناع عن المشروبات الكحولية والتي تقلل من قدرة الجسم على اخراج حمض البوليك.

* الإقلال من تناول المأكولات الغنية بالبروتينات مثل: الكبد، الكلى، والسردين لأنها تزيد مستويات حمض البوليك.

* الإقلال من تناول البازلاء والحبوب المجففة.

* المحافظة على الوزن المثالي وتخفيف الوزن.

* الحركة وعدم اتباع حياة الكسل .

تخفيف أعراض حمى القش

* من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين في المجتمع وخاصة الذين لديهم مرض الربو، أنهم لا يدركون العلاقة بين هذا المرض والأمراض الأخرى التي تشترك معه في بعض الخصائص. ومن ذلك مرض حمى القش.

إن حمى القش هو مصطلح طبي يطلق على غبار الطلع التي تسبب عادة حساسية عند الكثيرين، وهناك من يطلق على هذه الحالة التهاب الانف التحسسي الموسمي. وللتعريف بهذا المرض قدمت الجمعية الاميركية لأمراض الرئتين بعض الحقائق عن حمى القش، بما فى ذلك اقتراحات ونصائح للحد من الأعراض: يمكن التعرف على المرض وتشخيصه من خلال معرفة الأعراض المرضية التي تظهر عادة على المريض والتي تتضمن احتقان الأنف، دموع واحمرار العينين، وفي كثير من الاحيان، يكون هناك عطاس، وسيلان الانف، وحكة في العينين والأذنين. السيء في هذه الحالة أن كثيرا من الناس الذين يصابون بمرض حمى القش يتعرضون أيضا لنوبات الربو. إن من المعروف أن مرض حمى القش ينتشر بدرجة واسعة وكبيرة خلال اوقات معينة من السنة في مناطق مختلفة من العالم، تبعا لحبوب اللقاح الموسمية الموجودة في تلك المناطق. من الممكن أن نخفف من اعراض المرض وذلك بتحديد تحركات مريض الربو بعدم تعرضه الى الهواء الطلق، واستخدام أجهزة تكييف الهواء وأيضا اجهزة تنقية الهواء. والبقاء في داخل المنزل، وارتداء قناع الغبار اذا كان من الضروري الخروج من المنزل في أثناء هذه الظروف. إن مضادات الهيستامين والادوية يمكن ان تساعد في السيطرة على الاعراض، بشرط أن توصف من قبل الطبيب المختص.

حمض الفوليك .. ضروري خلال الحمل

* من الأخطاء الشائعة عند كثير من النساء عدم زيارة عيادة النساء والتوليد فور اكتشاف وجود حمل، وبالتالي عدم الاستفادة من البرامج الصحية المعدة لهذه الفترة من حياة المرأة والتي تهدف الى سلامتها وسلامة الجنين.

من ذلك أن يصف الطبيب ما تحتاج اليه الحامل من مكملات الفيتامينات الاضافية وخاصة حمض الفوليك الذي ثبت أنه يقلل من خطر ولادة طفل بعيوب خلقية في العمود الفقري، أو أن يولد الطفل أقل من الوزن الطبيعي.

ومن الطبيعي أن تتعرض المرأة الحامل بسبب الحمل لخطر نقص حمض الفوليك. حيث يستهلك الجنين مخزون الأمّ من حمض الفوليك. ووجود كمية كافية من حمض الفوليك في جسم المرأة قبل الحمل، يمكن أن يساعد على منع العيوب الولادية الرئيسية التي تصيب دماغ طفلها الرضيع وعموده الفقري. هذه العيوب الولادية تدعى عيوب الإنبوب العصبية، فتحتاج النساء لأخذ حامض الفوليك كلّ يوم بانتظام، وحتى في الفترة التي تسبق الحمل، للمساعدة على منع حدوث تشوهات للجنين.

ليس ذلك فحسب بل هناك من الدراسات، التي أجريت خلال فترة الحمل وتم فيها اعطاء نصف عدد النساء الحوامل مكملات من الحديد وحمض الفوليك ومزيج من فيتامينات بي، وأعطي لباقي النساء اقراصً وهمية، ما أثبتت نتائجها فوائد جمة لتناول المرأة الحامل لمجموعة الفيتامينات. وقد جاءت النتائج لتثبت أن الأغذية غنية بحمض الفوليك، وهو من فئة فيتامينات B والموجود في الحبوب وبعض الفاكهة والخضار الداكنة والخضراء، وأنه مفيد في معالجة جملة من الأمراض، وقد ثبت انه يخفض من احتمالات المرأة لوضع أطفال بتشوهات خلقية مدمرة في الدماغ والحبل الشوكي، والأبحاث توحي بأنه يقي من مرض القلب والنوبات الدماغية.

واظهرت أيضا معظم النتائج انخفاض خطر ولادة أطفال منخفضي الوزن من 9،4 إلى 8،7 في المئة بين أطفال من حصلن على المكملات.

وعليه يجب على المرأة أن تقوم بزيارة الطبيب متي ما قررت الحمل ثم عليها بالمتابعة المنتظمة وتناول ما يصفه الطبيب من فيتامينات متعددة ومنها أقراص حامض الفوليك، لمردودها الكبير على المرأة الحامل وعلى جنينها<

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة