بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* ليكن اعطاء الطفل دواءه تجربة حسنة!

* من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها كثير من الأمهات بدافع الحب والحرص، اجبار الأم طفلها على تناول الدواء بأي طريقة كانت، خاصة ذي الطعم المر أو النكهة الغريبة، واستخدام العنف في ذلك. وتكون النتيجة، عادة، أن يبصق الطفل ذلك الدواء إما أمام الأم أو بعد لحظات من أخذ الدواء. هذا بالاضافة الى المضاعفات النفسية والذكرى السيئة التي تترسب في ذهن الطفل عند تكرار هذا الموقف وحاجته لأخذ دواء ما مستقبلا. إن اعطاء الدواء للطفل قد يكون مسألة تحدي في كثير من الأوقات، خاصة اذا كان مذاق الدواء غير مستساغ أو أن يكون، في تركيبه، صعب البلع، أو أن يكون لدى الطفل خوف من رؤية الدواء ومن ثم تناوله. ولتخفيف هذه الأزمة على الأم والطفل معا، وضع أطباء الأطفال في المستشفى التذكاري Memorial للاطفال في شيكاغو مجموعة من الاقتراحات البسيطة التي يمكن للأم تطبيقها بسهولة مع طفلها، نذكر منها:

* اذا كان الدواء الموصوف للطفل غير مستساغ الطعم، يمكن للأم استشارة الصيدلاني عن امكانية اضافة نكهة تتغلب على المذاق غير المقبول أو أن يقدم لها اقتراحا أو طريقة يمكنها ان تقوم بها في المنزل.

* اذا كان الدواء الموصوف للطفل على شكل حبوب، يمكن للأم أن تقوم بتكسير وطحن الحبوب أو الأقراص وتحويلها الى مسحوق بودرة يمكن أن ترشه على الطعام أو الشراب مثل عصير التفاح او الحلوى مثل البودنج، وذلك لتحسين طعم ومذاق الدواء. ولكن يجب عدم الاقدام على تطبيق هذه الطريقة إلا بعد موافقة الطبيب المعالج الذي وصف الدواء أو الصيدلاني، فبعض الأدوية لا ينبغي ان تسحق بهذه الطريقة حتى لا يتغير تركيبها. لذا يجب التأكد من الطبيب قبل التطبيق.

* هناك اقتراح آخر وهو أن تعطى للطفل الصغير المصاصةن وللكبير مكعبا صغيرا من الثلج ليمصه قبل وبعد أخذ الدواء.

* على الأم أن تراقب طفلها ألا يبصق الدواء من فمه، وخاصة السائل منه، وذلك بالضغط الخفيف على خديه بحيث يظل الفم مفتوحا والشفتان ممدودتان للخارج كما في الوضع الذي يطلق عليه قبلة فم السمكة "fish kiss".

* رياضات تناسب الأمراض المزمنة

* من العادات الخاطئة التي تعود عليها الكثير من المرضى المصابين بالأمراض المزمنة الاستسلام للمرض والامتناع عن ممارسة الانشطة اليومية العادية ومنهم من يلزم المنزل ويبتعد عن المجتمع كليا بحجة أنه مريض. في حين تؤكد الحقائق العلمية ضرورة الاسراع في تأهيل هؤلاء المرضى وعودتهم الى مجتمعهم لمارسة نشاطاتهم في حدود قدراتهم وما تسمح به طبيعة مرضهم.

ومن أمثلة هذه الأمراض مرض الربو الذي يتسبب بالامتناع عن ممارسة الرياضة، والذي يمكن أن يوصف ويعرف ببعض العلامات والأعراض المرضية مثل: صعوبة في التنفس، ضيق في التنفس، تعب سريع، صفير في الصدر، وشعور بألم وضيق بعد القيام بالعمل. هؤلاء المرضى بحاجة الى الاختلاط بالمجتمع ومشاركت الآخرين الانشطة اليومية، مع الأخذ ببعض التحفظات الضرورية. وقد وضعت الاكاديمية الاميركية للحساسية والربو والمناعة مجموعة من الاقتراحات للاشخاص الذين يعانون من الربو الناتج بسبب ممارسة الرياضة، منها:

* ينصح هؤلاء المرضى بممارسة رياضة السباحة، وخصوصا في حمامات السباحة الداخلية التي تتميز بالدفء، لأن البيئة الدافئة الرطبة من شأنها أنها تساعد في تقليل أعراض هذا النوع من الربو الى أدنى حد.

* كما ينصحون بالمشي او ركوب الدراجات، فهذه الرياضة ترفع من وتيرة المناعة لديهم.

* هناك أنواع عديدة من الالعاب الرياضية التي توفر للمريض فترات متكررة من الراحة أثناء ممارستها، مثل لعبة البيسبول، السير لمسافات قصيرة، رياضة ركوب الأمواج، والمصارعة وكرة القدم.

* على هؤلاء المرضى أن يتجنبوا أنواع الرياضة التي تمارس عادة في الاحوال الجوية الباردة، وإن اضطر المريض منهم لممارسة مثل هذه الأنواع فعليه أن يدفئ الهواء قبل ان يستنشقه باستخدام قناع جراحي او وضع وشاح على الفم.

* كما عليهم أن يتجنبوا أنواع الرياضة التي تتطلب الممارسة الشاقة ولأشواط طويلة، مثل كرة القدم، كرة السلة، والهوكى الميداني والجري.

* لا تفرضوا حالة الطوارئ أيام الامتحانات

* من الأخطاء الشائعة والتي تتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام، اعلان حالة الطوارئ في البيوت التي بها أبناء في أحد مراحل التعليم. وهذا يعني فرض قائمة طويلة من الممنوعات، أما المسموح به فهو فقط المذاكرة، لا غير! إن علماء النفس والاجتماع وأخصائيو الطب النفسي والصحة المدرسية يعترضون على هذا السلوك الذي يجمع عليه معظم أولياء الأمور وتكون نتيجته الحتمية اصابة الطالب بحالة نفسية عصبية يعجز معها عن التفكير السليم المطلوب لاجتياز الامتحان.

ويؤكدون على العكس من ذلك باعطاء الطالب متسعا من الوقت للراحة والترفيه وتهدئة الاعصاب خلال أيام الامتحانات، فتكفيه رهبة الموقف والخوف من الرسوب وهما شعوران ينتابا الطالب لاإراديا.

إن الفترة التي تسبق الامتحانات بأيام ليست للمذاكرة بقدر ما هي لتجميع المعلومات التي سبق أن ذاكرها واستوعبها خلال العام الدراسي بأكمله ولترتيب الأفكار وللتدريب على نماذج الاختبارات السابقة.

وفي هذه المرحلة، ينصح الخبراء والمتخصصون في علم النفس وشئون التعليم بالآتي:

* أن يتخلي الآباء والأمهات عن أسلوب الضغط المعتاد على الطالب للمذاكرة ليل نهار، وتفعيل دور الأسرة بدلا من ذلك بتوفير المناخ الهادئ والمناسب لتهدئة أعصاب الطالب ومساعدته على استرجاع دروسه في جو أسري مريح.

* التأكد من توفر الجو الصحي في غرفة الطالب من حيث التهوية المتجددة والإضاءة الكافية والهدوء.

* الاهتمام بتغذية الطالب والإكثار من الفواكه والعصائر الطازجة والبعد عن الوجبات السريعة الدسمة خاصة بالليل، والحرص على وجبة الفطور خاصة أيام الامتحانات.

* اعطاء الطالب وقتا للراحة والترفيه وليكن بالمشي في الهواء الطلق والحديث في أي موضوع آخر.

* التخفيف من الزيارات العائلية الطويلة.

* أن يتجنب الطالب السهر الطويل ليلا بغرض المذاكرة، وأن يبتعد عن الاسراف في شرب المنبهات التي تنتهي بارهاقه وتشتيت ذهنه.

* التنبيه على الطالب عدم قبول تناول أية أدوية ينصح بها زملاؤه بغرض تقوية الذاكرة وزيادة الفهم.

* أن يفرغ الطالب جزءا وافرا من وقته للتدريب على حل أسئلة الامتحانات السابقة.

* أن ينام مبكرا ولساعات كافية ثم يصحو مبكرا فذلك يساعده على سرعة التذكر.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة