دهانات الأستروجين المهبلية.. هل هي آمنة؟

تساعد في ترميم الخلايا المخاطية وتقلل من التهاب المهبل الضموري

TT

* س: وصف لي طبيبي دهانا من الاستروجين المهبلي المتدني الجرعة، يوضع مرتين في الاسبوع، لعلاج التهاب المهبل الضموري. وقد سمعت ان هذه الجرعة قليلة جدا بحيث انها لا تؤدي الى أي مخاطر صحية. هل توافقيني الرأي؟

* ج: الاستروجين المهبلي vaginal estrogen هو علاج فعال لالتهاب المهبل الضموري atrophic vaginitis، وهي حالة تشيع بين النساء في المرحلة التي تعقب انقطاع الطمث لديهن، وتنشأ نتيجة انخفاض مستويات الاستروجين. وقد يؤدي فقدان الاستروجين الى تقليل سماكة (ضمور) الخلايا الني تبطّن المهبل والإحليل (مجرى البول). وبالنتيجة تظهر لدى النساء حالات جفاف المهبل، والحكة، والألم اثناء الجماع، اضافة الى خطر عال في حدوث عدوى بولية ومهبلية.

والاستروجين estrogen في أي شكل من اشكاله- عن طريق الفم، او الجلد، او المهبل- يمكنه ان يرمم الخلايا المخاطية ويقلل من التهاب المهبل الضموري. الا ان وضع الاستروجين في المهبل مباشرة، له مزايا عديدة. فالجرعة يمكن ان تكون اقل، كما ان معدلات الهرمون في مجرى الدم لا تكون مرتفعة بشكل محسوس، ولذلك يقل تعرض انسجة الثديين والرحم اليه. ودوران الاستروجين (في الدم) يمكنه ان يحفز على نمو الخلايا المسالية ductal cells في الثدي، وخلايا بطانة الرحم، الأمر الذي يهدد بخطر حدوث سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم.

وفي الولايات المتحدة فان الاستروجين المهبلي متوفر في عدد من مستحضرات متدنية الجرعة: نوعان من الدهانات (Estrace Vaginal Cream and Premarin Vaginal Cream)، وعلى شكل حبوب (Vagifem)، وحلقة مهبلية مشبعة بالاستروجين (Estring). ويتم استخدام هذه المستحضرات يوميا بجرعات تتزايد تدريجيا الى حين الوصول الى المستوى العلاجي، ثم تستخدم مرتين في الاسبوع. وعندما يوضع الاستروجين المتدني الجرعة في المهبل، فانك لن تكوني ،عموما، بحاجة الى البروجيستين progestin كي تزيلي التأثيرات السرطانية المحتملة على بطانة الرحم.

وحتى الآن، يبدو وكأن استخدام الاستروجينات المهبلية المتدنية الجرعة، آمن، على الأقل لفترة قصيرة. وعلى سبيل المثال فانها لا تحفز على نمو ملموس لخلايا بطانة الرحم، عند استخدامها لفترة لا تتجاوز السنة الواحدة. اما حلقة الاستروجين او الحبوب فانها لا ترفع مستويات الاستروجين بشكل ملموس. وتتجه مستويات الاستروجين للتغير بشكل اكبر، عند استخدم الدهانات لان من الصعب قياس الجرعة الصغيرة باستعمال أداة معها مصممة لأغراض الجرعة العالية ( انظر الاطار). واكثر الاعراض الجانبية شيوعا لجرعات الاستروجين المهبلي المتدنية، ظهور افرازات مهبلية شفافة او حليبية اللون.

ولم تجرى أي دراسات حول استخدام الاستروجين المهبلي المتدني الجرعة لفترة تمتد اكثر من سنة. وهذه مشكلة، لان التهاب المهبل الضموري لا يعتبر عرضا قصير المدى. فهو قد يطول الى ما لا نهاية، حتى بعد تناقص التعرض للوهجات الساخنة. كما ان الالتهاب شائع الحدوث، اذ يحدث ل50 في المائة من النساء تقريبا بعد مرور ثلاث سنوات على انقطاع الطمث.

وعلى الاغلب، فان الاستمرار في استخدام الاستروجين المهبلي المتدني الجرعة مرتين في الاسبوع، هو امر آمن. الا انه وبعد سنة من العلاج، ينبغي التحادث مع طبيبك، حول ما اذا كان يجب تقييم حالة بطانة الرحم. اما ان ظهرت أي علامات من النزف المهبلي ، فعليك الاتصال بطبيبك فورا.

وإن كنت ترغبين في الامتناع عن الاستروجين كلية، فهناك مرطبات غير استروجينية، ومستحضرات “تزييت” يمكنها ان تساعد في تقليل الاعراض وازالة اسباب عدم الراحة اثناء الجماع الجنسي. ويلتصق مرطب “ريبلنس” Replens ذو التأثير الطويل المدى، لدى وضعه في المهبل لفترة لا تتجاوز ثلاثة اسابيع، مع سطح المهبل، ويحرر الماء، ويولد طبقة خفيفة من المواد المرطبة فوق انسجة المهبل. كما ظهر انه يعيد الوضع الحمضي والقاعدي pH في المهبل. ومستحضرات التزييت التي تذوب في الماء مثل “أستروغلايد” Astroglide او مستحضرات “كي-واي” K-Y الشخصية السائلة او الهلامية الشكل، يمكن ان تكون مساعدة خلال الجماع الجنسي <

* طبيبة، رئيسة تحرير رسالة هارفارد “مراقبة صحة المرأة” - خدمة هارفارد الطبية – بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد.

* جرعة متدنية من الاستروجين.. باستخدام دهاناته المهبلية القياسية

* دهانات الاستروجين المهبلي في اسواق الولايات المتحد،ن مصممة لإعطاء الاستروجين بجرعات اعلى من تلك التي يوصى بها لعلاج التهاب المهبل الضموري- أي 25 ميكروغراما من إستراديول estradiol او 0.3 مليغرام من الاستروجينات الخليطة conjugated estrogens. والجرعة القياسية من دهان “استريس” Estrace المهبلي تحتوي على 100 ميكروغرام من استراديول، اما الجرعة القياسية من دهان “بريمارين”Premarin المهبلي فتقدم 0.625 مليغرام من الاستروجينات الخليطة. ومثل هذه الجرعات العالية بإمكانها رفع مستويات الاستروجين في الدم، ما قد يؤدي الى تعرض انسجة الجسم له وتحفيزه لنمو خلايا بطانة الرحم.

وبإمكانك استخدام واحدا من هذه الدهانات للحصول على جرعة متدنية من الاستروجين، الا ان عليك ان تضعي كمية أقل حجما على الأداة التي تسوق مع الدهان والتي توظف لوضع الدهان عليها، رغم وجود علامة الجرعة عليها. وهذه الجرعة المتدنية تتراوح في نطاق نصف الى ثمن سعة الاداة الخاصة بالاستروجين المدخل الى المهبل، يوميا في اول اسبوعين الى ثلاثة اسابيع. وحتى مع اتباع هذه التحديدات، فان من الصعب التعرف على كمية الاستروجين التي تم امتصاصها، ووصلت الى مجرى الدم.