الغذاء القليل الملح.. ليس الأفضل للقلب

دراسة أميركية تشير الى اختلاف احتياجات الأفراد من الملح

TT

أدهشت نتائج دراسة اميركية حديثة العلماء، بعد ان اشارت الى ان النظام الغذائي قليل الملح قد يكون أسوأ للقلب، من تناول الغذاء بالملح. وقال هليل كوهين الاستاذ المساعد في علوم الأوبئة وصحة السكان في كلية ألبرت أنشتاين للطب بجامعة ياشيفا في مدينة نيويورك، ان هذه النتائج لا تعني ان "على الأفراد التوجه فورا الى تناول الاطعمة المالحة.. ومع ذلك يمكننا القول ان الاشخاص المختلفين لديهم احتياجات مختلفة" من الملح».

ولم تبرهن الدراسة التي نشرت في الطبعة الالكترونية من مجلة "الطب الباطني العام" بداية شهر يونيو الحالي، على ان الغذاء القليل الملح ذاته، سيء للقلب. الا انها ذكرت ان الاشخاص الذين يتناولون اقل ما يمكن من الملح يعانون من معدلات اكثر في الوفيات بسبب أمراض القلب.

واضاف كوهين ان "نتائجنا تفترض انه لا يمكن الاقتراح ببساطة، ومن دون أي أدلة، بان النظام الغذائي قليل الملح، لا يمكنه إحداث الأضرار". ودققت الدراسة في مسح صحي فيدرالي لنحو 8700 اميركي بين عامي 1988 و1994، كان عمر كل المشاركين فيه 30 سنة فأكثر، ولم يكن أي منهم ملتزما بنظام غذائي خاص قليل الملح. وتعرف الباحثون على ما حدث للمشاركين في تلك الدراسة عند حلول عام 2000. وحتى وبعد ان أخذوا بعين الاعتبار تأثير عوامل أخرى مثل التدخين والاصابة بمرض السكري، فقد ظهر ان 25 في المائة منهم الذين تناولوا ملحا أقل، كانوا على الأكثر سيتوفون بأمراض القلب بنسبة 80 في المائة أكثر من الـ 25 في المائة الاخرى منهم الذين تناولوا كل كميات الملح.

ورغم ان الباحثين لم يعترضوا على فكرة ان تناول الملح قد يكون سيئا لبعض الناس الا انهم قالوا ان "الحجة الاساسية التي تنادي بضرورة خفض الملح بهدف درء امراض القلب، تعتمد على وجود علاقة بين زيادة مستويات الصوديوم (العنصر الموجود في الملح) وزيادة ضغط الدم.. وقد دقق العديد من الدراسات في مثل هذه العلاقة. الا انه وحين التدقيق في الارقام، فانه يظهر ان متوسط فروقات قراءات ضغط الدم المرتبطة بزيادة الصوديوم يبدو طفيفا".

ولم تهدف الدراسة الى البحث عن العلاقة بين الأسباب والنتائج بين تناول الملح وامراض القلب. بل انها دققت فقط في احتمالات وجود صلة بينهما. ولذلك فان الباحثين اشاروا الى ان احتمال تناول الملح ربما يعكس عاملا آخر يلعب دوره الكبير.

وعلق هوارد ساسو الاستاذ المساعد في مستشفى بريغهام والنسائية في بوسطن الذي شارك في الدراسة أيضا بالقول، ان الأمراض الأخرى للمشاركين الذين تمت دراسة حالاتهم، ربما تكون عوامل خفية أدت الى وفاتهم. واضاف ان "مؤلفي البحث ربما لم يكن بمقدورهم رصد كل مشارك في المسح، من الذين قللوا تناول الملح بسبب مرض في القلب، او ارتفاع في ضغط الدم او السكري.

وأشار الى ان نتائج الابحاث حول اخطار الملح عموما تظل متذبذبة، "فالمرضى الذين لديهم ضغط دم عادي، بإمكانهم تناول الملح ولكن باعتدال، مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن التنوع الغذائي هو المهم".