عقار للتخلص من الخجل

مستحضر صناعي من هرمون تفرزه الامهات الجدد لتوطيد الصلة مع مواليدهن

TT

> يعكف عدد من الفرق العلمية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا على تطوير عقار جديد للتخفيف من حالات الخجل والحرج الاجتماعي. ووصف العقار بأنه “الفياغرا الاجتماعية” (اي التي تنشط الانسان اجتماعيا وليس جنسيا)، وهو يعتمد على تركيب صناعي لهرمون “أوكسيتوسين”، يساعد في انحسار الحالتين.

ويوجد هرمون “أوكسيتوسين”، لدى الامهات اللواتي وضعن مولودهن حديثا، وهو يفرز طبيعيا ويساعد الحوامل على الولادة، كما يساعد الامهات بعد الولادة على تعزيز صلاتهن مع مواليدهن الجدد. كما يفرز اثناء الجماع الجنسي. ويقول العلماء انه يساعد ايضا في تقليل القلق وتهدئة المخاوف. كما وجد باحثون في كلية ماونت سيناي للطب في نيويورك انه يساعد الاشخاص المعانين من مرض التوحد.

على صعيد آخر اعلن باحثون في الولايات المتحدة لهم انهم اصبحوا قريبين من حل حالة الخجل بعد تعرفهم على اسسها البيولوجية. وحول توظيف هرمون “أوكسيتوسين”، قال بول زاك البروفسور في جامعة كلارمونت للخريجين في كاليفورنيا الذي اختبره على مئات الاشخاص، ان اختباراته قد اظهرت ان “أوكسيتوسين” قلل مستويات القلق لدى مستعمليه، وانه هرمون يساعد على تسهيل الصلات الاجتماعية بين الناس، واضاف في حديث لصحيفة “إيفننغ ستاندرد” اللندنية الشهر الماضي، انه منتج آمن بلا اعراض جانبية، اضافة الى انه لا يعود مستعمله على الادمان.

وتدعم دراسة سوبسرية هذا الرأي، اذ اشار البحث الذي اجراه باحثون من جامعة زيوريخ الى نجاح الهرمون في تخفيف اعراض الخجل الشديد لدى 120 شخصا، عندما اعطي لهم قبل نصف ساعة من حضورهم لقاءات اجتماعية كانت محرجة لهم في السابق. كما نجحت اختبارات على مرشاش يحتوي على الهرمون في جامعة نيو ساوث ويلز الاسترالية.

وتعاني نسبة كبيرة من السكان من الخجل والحرج الاجتماعي. ويقول 1 من كل 10 مصابين فيها في بريطانيا، انها تؤثر بشدة على حياتهم اليومية. ويمنح هذا الهرمون الناس شعورا بالكرم ايضا، فقد اظهرت الابحاث ان الاشخاص الذين ترتفع مستويات تركيزه في مخهم، يصبحون على الغالب من الكرماء الذين يساعدون الفقراء والغرباء.

كما تطرح تصورات متضاربة حول دوره في مساعدة الامهات اللواتي وضعن مواليدهن حديثا الا ان لديهن مشاكل في توطيد الصلة بهم، وكذلك مساعدة الاطفال اليتامى للتواصل الجيد مع ايائهم بالتبني.

وتؤثر هذه الحالة المرضية على 15 مليون اميركي، وتحتل المرتبة الثالثة في قائمة الحالات العقلية الشائعة، بعد الكآبة والادمان الكحولي. وهي تتسم باعراض الخوف من تقييم الآخرين للشخص المصاب بها، وتوقعه ان يكون التقييم سلبيا او محرجا. وكانت دراسة اميركية محدودة قد توصلت الى وجود علاقة بيولوجية بهذه الحالة. وقد اجريت بتوظيف المرنان المغناطيسي للكشف على 5 نساء و7 رجال كانت لديهم سمات حالة الخوف الاجتماعي. وقد افترضت ان تغيرات طفيفة في الدوبامين والسيروتونين يمكنها ان تلعب دورها المؤثر على بيولوجيا الاعصاب للمصابين بهذه الحالة المرضية.

الا ان العديد من الخبراء يشككون بنتائج الدراسة اذ ان تغيرات هاتين المادتين تلعب دورها دوما في تغير المزاج لدى الانسان. كما يعتبرون ان الخجل ليس مرادفا للخوف الاجتماعي. ولا تزال المناقشات جارية في هذا الشأن <