الكوليسترول الحميد.. جيّد للدماغ أيضا

المستويات العالية منه تؤدي الى شفاء المصابين بسكتة دماغية ودرء الخرف

TT

اجزاء الكوليسترول «الجيد» (او الحميد) يمكنها ان تبعد حدوث السكتة الدماغية، والخرف، اضافة الى درئها لأمراض القلب، لذلك فقد حان الوقت للتأمل بها.

ان البروتينات الدهنية العالية الكثافة High-density lipoprotein HDL.

هي اجزاء الكوليسترول «الحميد». وفي ظل ظروف صحيحة، فان بروتينات HDL هذه تجمع الكولسترول من الخلايا البلعمية الكبيرة Macrophages التي نفذت عبر جدران الشرايين، ثم تودعه في الكبد، الذي يقوم بدوره بفرز الكوليسترول الذي جرى كنسه، في الامعاء الدقيقة على شكل املاح مرارية. كما ان فوائد البروتينات الدهنية عالية الكثافة تتعدى عملية ازالة الكوليسترول.

وقد افترضت دراسات بأنها قد تزيل الالتهابات، وتمنع تكون خثرات الدم، وتمنع أكسدة اللبيدات lipids (مركبات عضوية تشمل ضروبا من الدهن والشمع). وهذه الأكسدة هي الحدث المركزي في عملية تصلب الشرايين المؤدية الى تلفها. وان كانت HDL تفعل ذلك فان تسميتها * بالكوليسترول الحميد تبدو تسمية مكافئة لها.

* نتائج حميدة

* النتائج الرئيسية لوجود مستويات عالية من HDL، هي وجود خطر اقل لوقوع امراض القلب. ويفترض عدد صغير ولكنه متزايد من الدراسات، ان مستوياتها العالية يمكنها تقليل حدوث اخطار السكتة الدماغية والخرف. وفي نهاية عام 2007 مثلا اظهرت دراسة اعادت تحليل بيانات لدراسة تسمى «التدخل بالفيتامينات بهدف درء السكتة الدماغية»، ان الافراد الذين لديهم مستويات عالية من HDL كانوا على الاغلب يشفون تماما بعد اصابتهم بسكتة دماغية خفيفة او متوسطة. ووجدت دراسة اخرى ان المستويات العالية من HDL قللت من فرص الاصابة بانواع محددة من السكتات الدماغية. كما ينصب بعض الاهتمام على التجارب على HDL الهادفة الى علاج السكتات الدماغية.

الآمال بان المستويات العالية من HDL، يمكنها ابعاد خطر الخرف جاءت من دراسات رصدت وجود ترابط متبادل بين مستويات HDL المنخفضة وبين حدوث الخرف. وبالطبع فان اصطياد مثل هذا الترابط المتبادل هو ابعد ما يكون عن التحقق بالبرهان بوجود سبب ونتيجة. ومع ذلك فان هناك بعض الدلائل على ان HDL قد تعيق تطور ترسبات بيتا-أميلويد beta-amyloid الذي يعتقد الكثير من الخبراء بانها سبب حدوث مرض ألزهايمر.

ولحسن الحظ او سوئه فان عقاقير الستاتين Statins (ليبتور Lipitor، زوكور Zocor، والعقاقير الاخرى) ادت الى تناول الاميركيين لها بهدف تغيير مستويات الكوليسترول لديهم. الا ان خطط احدى شركات الادوية الكبرى لجني ارباح كبرى من السوق الهائل لزيادة مستويات HDL، منيت بالإخفاق عام 2006 عندما وجد في تجارب سريرية على عقار شركة «فايزر» المسمى «تورسيترابيب» Torcetrapib انه يزيد «الاحداث» المتعلقة بالأوعية الدموية والقلب (السكتة الدماغية، النوبات القلبية،.. الخ). والوفاة بأي سبب من الاسباب، مقارنة بالعلاج بعقار الستاتين.

وادى العقار التجريبي هذا الى ظهور هذه التأثيرات، رغم زيادته لمستويات HDL بنسبة 72 في المائة. ولم يبد سبب تلك التأثيرات واضحا. وقد يكون بسبب ان عقار «تورسيترابيب» ينتج نوعا خاطئا من HDL، او ان تناقص مستويات البوتاسيوم كان هو المسؤول. وتقول نظرية اخرى ان الازالة الشديدة للكوليسترول من الترسبات المشبعة بالدهون تقودها (أي الترسبات) لأن تصبح قابلة اكثر للتمزق، الامر الذي يؤدي الى النوبات القلبية.<

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق:

بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد.

* كيف تزيد من مستويات «الكوليسترول الحميد»؟

* غذاء صحي وتمارين رياضية

* زيادة المستويات من دون تناول اي حبة:

> ممارسة الرياضة البدنية، وانقاص الوزن، يساعدان على زيادة مستويات البروتينات الدهنية العالية الكثافة HDL. وهاتان المهمتان تفيدان كل الناس، الا ان فائدتهما لمستويات HDL تكون اقوى للاشخاص الذين لديهم اساسا مستويات عالية منها.

> الدهون المتحولة Trans Fats تقلل من HDL، ولذلك فانك تزيد من مستويات HDL عندما تمتنع عن تناول الدهون المتحولة. والدهون المتحولة (ومنها الزيوت المهدرجة جزئيا) اخذت تختفي من سلسلة الغذاء الاميركية، ولذلك فان تفاديها يكون اسهل.

> بعض انواع المكسرات تزيد مستويات HDL، باعتقاد فائدة الدهون غير المشبعة المتعددة، التي تحتوي عليها الا ان محتويات الدهون فيها تعني انها عالية في سعراتها الحرارية، ولذا عليك ان لا تتناولها بكثرة الا اذا كنت تبتغي زيادة وزنك.

> اظهرت تجارب «المنطلقات الغذائية لوقف ضغط الدم العالي» The Dietary Approaches to Stop Hypertension (DASH) ان خطة غذائية بتناول الفواكه والخضراوات ومنتجات الالبان قليلة الدسم تساعد على زيادة مستويات HDL . اما غذاء البحر الابيض المتوسط (كميات كبيرة من زيت الزيتون، الحبوب الكاملة، الفواكه والخضراوات) فانها تزيد ايضا من مستويات HDL.

* زيادة المستويات بتناول حبة:

* الـ«نياسين» Nuacin بجرعات عالية (1 الى 2 غرام يوميا) يمكنه زيادة مستويات HDL بنسية 20 الى 30 في المائة. وتناول الاسبرين قبل تناول «نياسين» بـ 30 دقيقة يمكنه منع حدوث التوهج، وهو الاحمرار المفاجئ في الجلد الذي يكون غير مريح البتّة. ويفضل اغلب الاطباء ان يتناول مرضاهم الـ «نياسين» لانه مجاز من وكالة الدواء والغذاء، ولذا فانهم اكثر تأكدا من انه يحتوي على مادة «نياسين» المعلن عنها.

> حبوب Fibrates (كلوفيبريت Clofibrate، فينوفيبريت Fenofibrate، جيمفيبروزيل Gemfibrozil) وهي اكثر فاعلية في تقليل الشحوم الثلاثية triglycerides منها في زيادة مستويات HDL. الا ان هذا سيجعلها اختيارا جيدا، ان كان لديك ارتفاع في الشحوم الثلاثية (200 الى 499 ملغم/دل) وكذلك مستويات منخفضة من HDL (40 ملغم/دل او اقل). والآثار الجانبية لها مقلقة: فتناول احد هذه الادوية مع عقار الستاتين يزيد من خطر ضعف العضلات. وعقار «فينوفيبريت» (أنتارا Antara، تريكور, Tricor والاسماء التجارية الاخرى) هو الافضل لتناوله مع عقار الستاتين.

> عقاقير الستاتين المخفضة للبروتينات منخفضة الكثافة LDL (الكوليسترول السيئ) هي الاخرى تزيد مستوياتHDL.، الا ان تأثيراتها تتفاوت مع استخدام الستاتين، واكثرها تميزا عند الاستعمال بجرعات عالية. ويبدو «روزافاستاتين» Rosuvastatin (كريستور (Crestor اكثر فاعلية في زيادة HDL مقارنة بـ «سيمفاستاتين» (زوكور) كما ان «سيمفاستاتين» قد يكون اكثر فاعلية من «اتورفاستاتين» (ليبتور).

> توضيب الستاتين- النياسين معاً قد اظهر زيادة في مستويات HDL بنسبة 18 الى 21 في المائة، كم ان اضافة النياسين لم تبد وكأنها قادت الى ظهور آثار جانبية بزيادة خطر ضعف العضلات.وتوجد حبة مزدوجة هي «أدفيكور» Advicor (النياسين مع «لوفاستاتين» في السوق حاليا) <