الصدفية.. ما يجب أن يعرفه المريض عنها

العلاج البيولوجي هو الوحيد القادر على وقف تقدم الصدفية في الحالات المتوسطة والحادة

TT

الصدفية مرض جلدي مزمن يتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي ولها أحجام مختلفة، حيث تبدأ الخلايا الجلدية بالتكاثر والتراكم على سطح الجلد بسرعة أعلى من المعدل الطبيعي. ويمكن أن تنتشر الصدفية إلى أبعد من الجلد وتؤثر في المفاصل مما يؤدي إلى التهاب فيها يسبب العجز أحيانا.

وتمثل الصدفية، التي يعاني منها ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، رحلة ألم بالنسبة للمريض، تخفف كثيرا من شدتها معرفة المريض وذويه مزيدا من المعلومات حول الحالة وإمكانية علاجها بالوسائل العلاجية الحديثة مثل العلاج البيولوجي الجديد.

تحدثت الى «صحتك» الدكتورة شيرين الجوهري، المسؤولة عن عيادة التوعية والتثقيف الصحي لمرضى اضطرابات المناعة بجدة فأوضحت أن حوالي 2% من سكان العالم يعانون من الصدفية، ويوجد في أوروبا حوالي 1.5 مليون مصاب. وتظهر أعراض الصدفية في مختلف الأعمار، ولكنها أكثر انتشارا ما بين سن 15-25 عاما، ويصيب هذا المرض النساء بنسبة أعلى منها في الرجال.

الأسباب

* وأفادت د. الجوهري أنه رغم أن السبب الحقيقي للصدفية غير معروف تماما، إلا أن المرض يعتبر أحد اضطرابات جهاز المناعة المزمنة الناجمة عن فرط نشاط خلايا معينة تؤدي إلى إنتاج بروتينات معينة تشتمل على مادة تي إن إف TNF، حيث يتم انتاجها بكميات كبيرة مما يؤدي إلى حدوث التهابات وآلام وتشوهات في المنطقة المصابة.

يحدث هذا في الأشخاص الذين يحملون جينات معينة تجعلهم عرضة للإصابة أكثر من غيرهم، خصوصا إذا توافرت مجموعة من العوامل مثل الضغط النفسي، وتعرض الجلد لإصابة ما، وبعض أنواع العدوى، والحساسية لأدوية معينة. هناك بعض العوامل التي تؤثر في حدة المرض، وهي:

• أشعة الشمس: حيث تتحسن الصدفية في فصل الصيف وتزداد سوءا في فصل الشتاء.

• التوترات النفسية: حيث يؤثر التوتر النفسي بشكل سلبي في انتشار المرض. • الإصابات: تؤثر أنواع الإصابات المختلفة مهما كانت خفيفة، وحتى حروق الشمس، في زيادة المرض بين المصابين.

• الأدوية: فإن الاستخدام المفرط للكورتيزون وبعض الأدوية الأخرى يزيد من حدة المرض.

الأعراض - بقع جلدية حمراء في مناطق محددة المعالم على سطح الجلد.

- تغطيها قشور بيضاء ذات لون فضي تتناثر بسهولة عند فركها.

- غالباً ما تكون مصاحبة بحكة، التهاب، أو احساس بالألم.

- تظهر في أي مكان بالجسم، وبالأخص في منطقة المرفقين، والركبتين، وأسفل الظهر.

- وفي 25% من المرضى يحدث التهاب في المفاصل.

وحول أنماط الحمية وتأثيرها في الصدفية، يقول الأطباء إن المشكلة في البحث بين الصدفية والحمية الغذائية تكمن في عناصر كثيرة تتداخل معها، منها أن الصدفية مرض يصيب الأشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات، ويختلف كل منهم في طريقة غذائه وتاريخه المرضي وغيرهما، كما أن بعض الأشخاص قد يشفون لفترات من الصدفية من دون أي علاقة بالغذاء او العلاج.

الغذاء ومرض الصدفية

* هناك عدد من الوسائل الغذائية التي تم اختبارها بهدف تحسين حالة المصاب بالصدفية:

* حمية البروتينات المنخفضة: ذكرت د. الجوهري أنه في عام 1969 جرت دراسة على 13 مريضا بالصدفية في المستشفيات تحت برنامج حمية البروتينات المنخفضة، حيث تم إعطاء هؤلاء المرضى بروتينات بكميات قليلة يومياً تتراوح ما بين 4-126 غراما. وتم تحديد العلاج لهم بالدهون العادية. جميع المرضى تحسنت حالتهم خلال الأسابيع السبعة الأولى، ثم تم إعطاء ثلاثة مرضى منهم حمية غذائية عالية البروتينات وقد تابعوا تحسنهم. وشعر الباحثون بعدم أهمية هذا النظام في علاج الصدفية.

* الزنك: وفي نهاية عقد الستينات، قام بعض الباحثين بملاحظة تأثير نقص الزنك في مرضى الصدفية، والسبب أنهم لاحظوا لدى بعض الحيوانات التي لديها نقص في الزنك تطور طبقة قشرية ومشكلات جلدية أخرى ولذلك اعتقدوا بوجود صلة بينهما. قام العلماء بوضع 24 مريضاً، لديهم صدفية مستقرة، في حالة اختبار. تم إخضاعهم لمقارنة بين الزنك عن طريق الفم وعلاج مزيف placebo أي مادة بدون العلاج. واستمرت الدراسة لأربعة أشهر. تحسن ستة مرضى عن طريق الزنك وخمسة عن طريق العلاج المزيف. ومن المرضى الذين تحسنوا عن طريق الزنك ثم تراجعوا على العلاج المزيف، ثم تم إخضاعهم لمدة شهرين مرة أخرى للزنك ولكن لم يطرأ تحسن. وجد بأن نسبة الزنك زادت قشرة الصدفية، في الجلد غير المصاب، وفي البول. ولكن الزنك لم تزد نسبته في الجلد المصاب بالصدفية نفسها. واتضح للباحثين أنه بالرغم من أن الزنك لدى مرضى الصدفية قد يكون في مستويات غير طبيعية، لكن هذا الموضوع قد لا يكون له تأثير على المشكلة.

* نظرية زيت السمك: تم ملاحظة أن سكان منطقة جرينلاند، والذين يتناولون سمك الماء البارد نادراً ما تظهر لديهم الصدفية. وليس من المعلوم السبب لذلك هل بسبب السمك او لأن أجسامهم لا تحتضن الصدفية. وفي دراسة تمت لمدة 8 أسابيع في جامعة ميتشغن في آن اربور بالولايات المتحدة الأميركية، وضع 13 مريضاً بالصدفية تحت نظام حمية تشمل كمية من (60-80 مليلترا) من زيت السمك، بالإضافة الى إعطائهم الحليب، السمك، الفواكه الطازجة والعصير حيث تم اتباع حمية قليلة الدهون. أظهرت الدراسات بأن زيت السمك مع حمية غذائية معينة يؤدي الى تحسن في الحالات. 8 مرضى اظهروا تحسناً طفيفاً إلى متوسط في الصدفية. قام بعض المرضى بالصدفية بإعلام المؤسسة الوطنية للصدفية بأن زيت السمك ساعدهم على تخفيف شدة الحكة وأدى الى تحسين في حالة الصدفية.

وفي دراسات أخرى قام علماء بدراسة 145 مريضاً بالصدفية، تم عزلهم عن أي دواء طبي، وتم إعطاؤهم عناصر زيت السمك أو زيت الذرة، وتم إخبارهم بضرورة تقليل مشتقات الحليب واللحم. أكمل الدراسة 124 مريضاً وظهر بأن استعمال دواء واحد من زيت السمك أو زيت الذرة لم يؤد إلى تحسن.

* الفيتامينات: من المعروف لدى العلماء والباحثين بأن الفيتامينات لا تساعد في حالة الصدفية عند تعاطيها ضمن المعايير الآمنة للجسم البشري.

* المكملات الغذائية: تشمل المكملات الغذائية مواد كثيرة جداً، منها الفيتامينات، البروتينات، الحديد، الأعشاب. ومنها أيضاً الثوم، الزيوت، غضروف سمك القرش. وقد ظهر اهتمام بهذه المواد في الفترة الأخيرة. رغم أنها طبيعية، فإن هذا لا يعني بأنها آمنة للاستعمال، حيث من الممكن ظهور أعراض جانبية ومضاعفات من استخدامها.

العلاج البيولوجي

* أوضحت د. الجوهري أن العلاج البيولوجي يستهدف القضاء على مادة ضارة معينة مثل مادة تي إن إف TNF، والتي تتسبب في ظهور معظم أعراض المرض. ويتوفر العلاج البيولوجي في صورة حقن فقط. ويعتبر العلاج البيولوجي هو العلاج الوحيد القادر على وقف تقدم الصدفية، ولكنه يستخدم للحالات المتوسطة والحادة . ويجب عمل فحوص معينة للتأكد من خلو المريض من الدرن أو أي عدوي بكتيرية أو إصابة بفيروسات الكبد قبل بدء العلاج. ويلاحظ وجوب إيقاف العلاج ستة أشهر قبل بداية الحمل وأثناء الحمل والرضاعة. <