هل أشتري واحدة من آلات وقف رجفان القلب الخارجية في المنزل؟

للمساعدة في توفير علاج فوري من النوبات القلبية

TT

س: كل مرة أمر فيها عبر مركز تجاري او في المطار، فإني أرى آلات لإنعاش ضحايا النوبات القلبية. وقد تعرض زوجي لنوبتين قلبيتين. وهو الآن في صحة جيدة. الا اني أتساءل احيانا، هل يتوجب عليّ ان اشتري مثل هذه الآلة لوضعها في منزلي. وإن حدث وأن اقتنيت واحدة منها، هل سيكون بمقدوري التعلم على استخدامها؟

ج: هذا سؤال وجيه. فحوالي 160 الف نوبة قلبية مفاجئة تقع في الولايات المتحدة سنويا، ولا يتمكن سوى 6 في المائة من المتعرضين لها، من النجاة منها بفترة كافية تؤمن انقاذهم في المستشفيات. ومن الافضل ان تنطلق كل محاولة لتحسين هذا الأمر من المنزل، ما دامت حوالي 80 في المائة من كل النوبات القلبية المفاجئة تحدث فيه.

* وقف رجفان القلب

* آلات وقف رجفان القلب (أو اختلاج القلب) الخارجية الأوتوماتيكية Automatic external defibrillators (AEDs)، هي اجهزة متكاملة ذاتيا تعمل على البطاريات، بمقدورها رصد رجفان بطين القلب ventricular fibrillation ، ورصد خفقان القلب السريع rapid ventricular tachycardia، أي الإيقاع غير الطبيعي للقلب الذي يقود الى فقدان الوعي فورا والانهيار، ما يؤدي الى الموت، الا اذا تم البدء بالعلاج من دون تأخير.

وتوفر هذه الآلات علاجا اوتوماتيكيا، بإرسالها لصدمة من التيار الكهربائي بهدف اعادة عمل القلب الى طبيعته. وهي مزودة بتعليمات واضحة، كما انها آمنة، وسهلة الاستخدام، حتى من دون الحاجة الى تدريب مسبق. وقد اظهرت الدراسات التي اجريت في المطارات والمراكز التجارية، بل وحتى في الكازينوهات (وهذا القول حقيقة) ان المصابين الذين يتلقون المساعدة من هذه الآلات هم افضل حالا من الآخرين الذين يتلقون عمليات الانعاش القلبي الرئوي التقليديةcardiopulmonary resuscitation (CPR).

ويتراوح ثمن آلة وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية بين 1500 و2000 دولار. وقد أجازت وكالة الدواء والغذاء احدى طرزها للتسويق من دون وصفة طبية، فيما اجازت طرزا اخرى لشرائها من قبل اصحاب المنازل بعد أخذ موافقة الطبيب. ومع ذلك، ورغم ان بإمكانك ان تشتري آلة وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية، وتتعلمي كيفية استخدامها، فذلك لا يعني ان عليك اقتناءها.

وذلك لسبب واحد، هو ان مرضى القلب المعرضون لخطر كبير يهدد حياتهم بسبب حالات عدم انتظام ايقاع القلب يفضل ان توضع في اجسامهم، آلات وقف رجفان القلب المزروعة implanted cardiac (defibrillators (ICDs . التي يمكنها العمل داخل المنزل، واثناء العمل، وفي أي مكان آخر ما دامت مزروعة في جسم صاحبها.

ويعتبر ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي مثالا شهيرا على الشخص الناجي من نوبة قلبية والذي يتمتع بصحة جيدة بعد زرع هذه الآلات الصغيرة. كما ان بمقدور الادوية ايضا حماية المصابين المعرضين لمخاطر كبرى.

* مساعدة المصابين

* ان المصابين المعرضين لمخاطر كبرى بحاجة الى الحماية- ولكن هل يستفيد المصابون المعرضون لمخاطر صغرى، من آلات وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية؟ لقد ساعدت اختبارات عام 2008 المحلية لآلات وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية The 2008 Home Automated External Defibrillator Trial (HAT، على الاجابة عن هذا السؤال. فبين عامي 2006 و 2005، سجل 7001 شخص من الناجين من النوبات القلبية في الدراسة، وكان متوسط العمر لديهم 62 سنة، وكان 83 في المائة منهم من الرجال. ووضع نصف المشاركين عشوائيا، تحت الرعاية الطبية القياسية، فيما أتيح للنصف الآخر الحصول على نفس الرعاية الطبية مضافا اليها آلات وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية داخل منازلهم. وخلال فترة المتابعة التي بلغت في المتوسط 37 شهرا، توفي 450 شخصا، ولم يسجل فرق في الوفيات بين المجموعتين. ورصدت 123 نوبة قلبية في المجموع في المنازل، وقد استخدمت آلات وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية لـ 29 شخصا، الا ان 14 منهم فقط حصلوا على الصدمات منها، ولم ينج لفترة طويلة سوى اربعة اشخاص.

وقد افترضت دراسة HAT هذه، ان أحدا ما مثل زوجك، لن يستفيد على الأكثر من آلات وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية المنزلية. الا ان بمقدورك المساعدة بطرق أخرى. تحدثي مع طبيب زوجك للتعرف على ما اذا كان في خطر كبير من حالة الخفقان، ثم اعملي ما بوسعك لمساعدته على تقليل الخطر.

تعلمي أساسيات الانعاش القلبي الرئوي CPR. وطريقة رابطة القلب الاميركية الجديدة "بالأيدي فقط" بسيطة وفعالة. وراقبي نتائج الدراسات كي تتعرفي على مدى مساعدة آلات وقف رجفان القلب الخارجية الأوتوماتيكية المنزلية لبعض المصابين. وربما، وفوق كل هذا وذاك، تذكري ان العلاج الطبي الحديث قد حسن بشكل عظيم من مستقبل الناجين من النوبات القلبية مثل زوجك. وفي اختبارات HAT، على سبيل المثال، فان الوفيات السنوية بلغت 2 في المائة فقط. ومثل هذه النسبة كانت لتحدث صدمة لدى الأطباء قبل عدة اعوام فقط، نظرا لضآلتها < طبيب، رئيس تحرير «هارفارد مينس هيلث ووتش»، خدمة هارفارد الطبية – بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد