إغفاءة القيلولة.. صحية

الاستغراق فيها قد يتسبب في سهر الليل

TT

س: منذ ان تقاعدت عن العمل السنة الماضية، اخذت أتمتع بالقيلولة وإغفاءة ما بعد الظهر، كلما كنت أجد الامور مناسبة. الا ان زوجتي تقول لي ان القيلولة ستحولني الى رجل عجوز. ان بمقدوري التخلي عن القيلولة إن ثبت ان زوجتي صائبة – ولكن هل ان رأيها صائب حقا؟

ج: النعاس اثناء اوقات النهار قد ينجم عن قلة النوم اثناء الليل. وتتعدد أسبابه في نطاق يمتد من سبب بسيط مثل قلة الوقت المخصص للنوم، الى متلازمة الرجل القلقة restless legs syndrome، او حالة توقف التنفس الانسدادي اثناء النوم obstructive sleep apnea، او الحالات المرضية التي تتسبب في التبول المتكرر اثناء الليل. وفي بعض الحالات فان النعاس اثناء النهار قد ينجم عن مشاكل طبية مثل الكآبة او خمول الغدة الدرقية.

ولحسن الحظ، فان وضعيتك تبدو مختلفة تماما. فالناس الذين يكونون محرومين من النوم، يشعرون وكأنهم يترنحون اثناء اليوم وقد يغالبهم النوم في اوقات لا يرغبون البتة ان يجدوا انفسهم نائمين فيها، أي اثناء جلوسهم في المكتب او خلف مقود السيارة مثلا. ومن جهة اخرى، فان الاغفاءة الاختيارية ليست اشارة على الحرمان من النوم، او المرض او التقدم في العمر، فقد تقدم "الاغفاءة القوية" المساعدة، اضافة الى توفيرها للمتعة.

* إغفاءة صحية

* وقد وجدت وكالة الطيران والفضاء الاميركية "ناسا" سوية مع هيئة الطيران الفيدرالية الاميركية، ان الاغفاءات الاستراتيجية تقدم المنفعة.

وقد درست هاتان المؤسستان 200 من طواقم الرحلات الجوية، حلق كل طاقم منها 8 تحليقات فوق المحيط الهادئ خلال فترة امتدت 12 يوما، وكانت فترة كل تحليق منها تسع ساعات. وقد ظل نصف الطاقم يقظا في العادة، بينما استغرق افراد النصف الآخر في اغفاءة، بالتناوب، لمدة 40 دقيقة. واظهرت التقييمات المكثفة ان الاغفاءات شحذت يقظة افراد الطاقم وحسنت أداءهم.

ولم تكن هذه النتائج المحلقة عاليا، الوحيدة في هذا الشأن. ففي الواقع اشار الكثير من الدراسات التي اجريت على العمال المناوبين في اوقات العمل، والمتطوعين، الى ان اغفاءة في حدود 20 دقيقة بمقدورها ان تشحذ يقظة الانسان وتحسن اداءه الحركي النفسي ومزاجه. الا ان الاغفاءات قد تتسبب في إحداث المشاكل. واحدى المشاكل القصور الذاتي للنوم، او الشعور بالترنح، والشعور بالتشوش الموضعي، التي تصاحب موعد الصحوة او اليقظة من النوم العميق. والمشكلة الثانية المحتملة، هي زيادة الاغفاءة لليقظة او السهر اثناء الليل.

وللحصول على فوائد الاغفاءة القصيرة من دون الاستغراق في النوم، يجب التخطيط لاغفاءتك في وقت جيد في دورة نومك اليومية المعهودة: ولاكثر الناس فان الوقت المناسب هو بين الساعة 12 و 4 ظهرا.

ولا تنم لفترة طويلة، فان اغفاءة لفترة 20 الى 40 دقيقة، قد تنعش يومك من دون ان تزيد من يقظتك الليلية. وامنح لنفسك ايضا 10 الى 15 دقيقة لفترة الصحو، قبل ان تنفذ أي من المهمات اليومية الاخرى.

وآمل ان لا تحرم زوجتك نفسها من النوم بسبب اجابتي هذه! ولعل افضل الوسائل لكسبها مجددا هو دفعها كي تستغرق في اغفاءة او اغفاءتين، فربما قد يعجبها الامر!

* طبيب، رئيس تحرير «هارفارد مينس هيلث ووتش»- "«خدمات تريبيون ميديا»