* عندما يومض النور في مؤشر «افحص المحرك» في السيارة، ويصاحبه صوت يشابه الصرير صادر من تحت غطاء المحرك، يلتفت أغلب الناس الى هذا التحذير ويتوجهون بسياراتهم نحو أقرب ميكانيكي. وغالبا ما يشعر الاشخاص المصابون بحالات عجز القلب بتحذيرات من أجسامهم مماثلة لتلك السابقة. والكثير منهم يغفلون الاشارات التي تدل على ان حالتهم على وشك ان تزداد حدة، لبضعة أيام في بعض الاحيان، قبل ان يتوجهوا الى الطبيب او المستشفى (انظر اطار 2: الاشارات التحذيرية لتدهور حالة عجز القلب).
* الانتظار ليس فكرة جيدة. فالأعراض لا تزول في العادة بنفسها، كما ان بمقدورها التعاظم خارج نطاق السيطرة نحو ما يسميه الاطباء، عجز القلب الحاد acute heart failure وهذا ما يتطلب عادة التنويم في المستشفى غالبا في غرفة الإنعاش. ويمكن لعجز القلب المتزايد سوءا بسرعة، ان يجهد القلب، والرئتين، والكليتين، والأعضاء الاخرى من الجسم.
ولذلك فإن الانتباه الى الاشارات التحذيرية، واتخاذ الخطوات اللازمة، تدرأ الامور في مهدها.
* تأخيرات خطيرة
* الاطباء والممرضات، وخبراء الصحة العامة، بل وحتى «رسالة هارفارد الصحية»، يتحدثون دوما عن اهمية الذهاب الى المستشفى بالسرعة الممكنة عند الشكّ بحدوث نوبة قلبية. الا ان تدهور حالة عجز القلب، لا تصنف بنفس الأهمية الاستعجالية هذه، رغم ان الأمر يتطلب ذلك.
ولكي يتعرف الباحثون إلى استجابات الافراد للاشارات التحذيرية لعجز القلب، فقد قاموا بدراسة لتحليل سجلات كل الـ 2587 شخصا بسبب عجز القلب الحاد، الذين تم تنويمهم في 11 من مستشفيات منطقة ورستر الكبرى بولاية ماساشوستس، خلال سنة واحدة. وكان اول أمر فاجأهم، هو العدد القليل من السجلات التي احتوت على معلومات حول بدايات ظهور اعراض عجز القلب. وهذا الأمر هو تماما بعكس ما يحدث لدى تسجيل البيانات للمصابين بنوبات قلبية، اذ تسجل أوقات بداية الأعراض.
والأشخاص الذين يعانون من الاعراض الحادة ـ ضيق خطير في التنفس، تضخم الكاحل او القدم، زيادة الوزن بخمسة أرطال (الرطل نحو 453 غراما) في الاسبوع ـ انتظروا نحو 13 ساعة في المتوسط، قبل ان يطلبوا المساعدة الطبية، وفقا لما قاله الباحثون في عدد مارس 2008 من مجلة «اميركان جورنال اوف ميديسن». اما الآخرون الذين كانت اعراضهم اقل حدة او مبهمة، فقد انتظروا 10 ايام تقريبا قبل الاتصال بالطبيب او الذهاب الى المستشفى.
هناك الكثير من الاسباب التي تحدو بالأشخاص المصابين بعجز القلب، الى الامتناع عن الاتصال بالطبيب او الذهاب الى أقسام الطوارئ، كما يقول الدكتور جويل غور، البروفسور في طب القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة ماساشوستس، وواضع الدراسة. فقد تعلم الكثيرون منهم التعايش مع اعراضهم، وهم لا يتعرفون على تزايد الاعراض سوءا، عندما تتدهور حالتهم. اما البعض الآخر فهو خائف من معرفة ما يحدث لديه. والقسم الثالث يتخوف من طلب النجدة.
* إشارات تحذيرية
* ان عجز القلب هو مسألة مخادعة. اذ ان فترات طويلة من الاستقرار يتم اختراقها فجأة بحالات تعاظم في الأعراض، تبدو كأنها حدثت بشكل غير متوقع، وهي التي تدفع بالأمور خارج نطاق السيطرة. وعلى عكس السيارة فإن الجسم ليس له اشارات او أنوار تحذيرية تشير لك بأن القلب يعاني من مشاكل اكبر من المعتادة في ضخ الدم الكافي لسد احتياجات الجسم. لذلك، فعليك ان تراقب بنفسك كما يراقب الصقر، وتتنبه الى أخف الاشارات. ولا توجد أي قواعد صارمة وسريعة حول الوقت الذي يجب عليك فيه الاتصال بالطبيب. ويقول الدكتور غور «انك أفضل من يعرف جسمك. وإن كان لديك احساس بأن امرا ما خاطئ، فهو على الاكثر خاطئ. وان ساورتك الشكوك، فالأفضل ان تباشر باجراء الفحوص».
ان محاولة درء تعاظم الاعراض، مهمة بمثل أهمية اتخاذ الخطوات اللازمة لعلاجها. وان كنت مصابا بعجز القلب، فإليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنها المحافظة على الحالة تحت نطاق السيطرة، كي لا يتطلب الامر دخولك الى المستشفى.
- تناول أدويتك، حتى وإن كنت تشعر بأنك بصحة جيدة.
- حافظ على نظامك الغذائي.
- قلل من تناول الملح.
- تناول الكميات الصحيحة من السوائل.
- زن نفسك كل يوم.
- افحص مستوى البوتاسيوم لديك.
- مارس التمارين بشكل منتظم.
- استرخِ، وقلل من التوتر.
- احم نفسك من الانفلونزا وذات الرئة، بالتطعيم باللقاحات، واغسل يديك مرارا وتكرارا.
- انتبه لإشارات تعاظم الاعراض <
* خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق:
بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد.
* نقاط جوهرية حول حالة عجز القلب
* الاشخاص المصابون بعجز القلب غالبا ما ينتظرون لساعات، بل حتى لأيام، قبل ان يطلبوا العناية من تدهور حالاتهم.
* مراقبة الوزن، ورصد وضعك البدني العام، ومعرفة الاشارات التحذيرية لعجز القلب، بمقدورها كلها ان تحافظ على الحالة بحيث تمنع تعاظم الاعراض، وتقلل الحاجة للحصول على المساعدة، لانها لا تقود الى نطاق خارج السيطرة.
* الإشارات التحذيرية لتدهور حالة عجز القلب
* ان كنت مصابا بعجز القلب، اتصل بالطبيب إن لاحظت احدى العلامات التالية:
> ضيق في التنفس لا يرتبط بالتمارين.
> ازدياد مفاجئ في الوزن (2 ـ 3 أرطال في يوم واحد، او 5 أرطال في اسبوع واحد).
> تضخم اضافي في الاقدام او الكواحل.
> تورم او ألم في منطقة البطن.
> انعدام الراحة او صعوبة التنفس عند الاستلقاء.
> الاستيقاظ بضيق في النفس.
> السعال والصفير.
> اجهاد متزايد.
> التباس ذهني.
> فقدان الشهية.