الهاتف الجوال.. قد يقود إلى سرطان الدماغ

تحذيرات أميركية من مخاطر مماثلة لعلاقة التدخين وسرطان الرئة

TT

> حذر علماء اميركيون من ان العلاقة المحتملة بين الهواتف الجوالة وسرطان الدماغ قد تشهد مسار العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة، وهي العلاقة التي لم يقر خبراء الصناعة بوجودها الا بعد مرور خمسين عاما على بدايات الابحاث عليها، وذلك اثناء ادلائهم بشهاداتهم أمام الكونغرس في 25 سبتمبر الماضي.

وأبدى ديفيد كاربنتر اختصاصي الصحة العامة واستاذ الصحة البيئية في جامعة الباني في نيويورك، خلال جلسة استماع امام الكونغرس، قلقه امام لجنة الاصلاحات في مجلس النواب وقال: «علينا عدم تكرار ما حصل بشأن التدخين وسرطان الرئة، حيث جادلت بلادنا في كل تفصيل من المعلومات قبل ان تحذر الجمهور ولا يزال العلماء حتى الآن منقسمين حول التأثير البيولوجي للمجالات المغناطيسية التي تولدها الهواتف الجوالة. ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن كاربنتر انه «ينبغي لزوم الحذر في غياب الدليل القاطع على حجم المخاطر»، لا سيما بالنسبة للاطفال والاحداث الذين تعتبر أدمغتهم اكثر حساسية، داعيا بالحاح الى «ابحاث عاجلة» حول المسألة.

من جهته قال الطبيب رونالد هيربرمان مدير احد اهم عشرة مراكز ابحاث اميركية حول السرطان في جامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا انه «على ضوء السبعين عاما التي امضيناها قبل انتزاع مادة الرصاص من الدهانات والخمسين عاما التي استغرقها اقرار وجود علاقة بين التدخين وسرطان الرئة بشكل مقنع، اؤكد انه يجدر بنا استخلاص العبر من الماضي حتى نفسر بطريقة افضل مؤشرات المخاطر المحتملة».

وابدى الخبراء الذين تم استجوابهم، اسفهم لكون غالبية الدراسات المتوافرة والتي تؤكد عدم وجود مخاطر بالاصابة بالسرطان بسبب الهواتف الجوالة، اجريت على اشخاص لم يستخدموا الهاتف الجوال الا لفترة قصيرة. وقال هيربرمان ان «معظم هذه الدراسات (..) متقادمة وتشوبها مشكلات في المنهجية ولا تشمل عددا كافيا من الاشخاص الذين يستخدمون الهاتف الجوال منذ فترة طويلة».

ويستغرق نمو الورم السرطاني في الدماغ حوالى عشر سنوات. كما اشار العلماء الى ان هذه الدراسات تحدد الاستخدام «المنتظم» للهاتف الجوال على انه استخدام «لمرة في الاسبوع» فقط. واستشهدوا بعدد من الدراسات التي اجريت في اوروبا وعلى الاخص في الدول الاسكندنافية، حيث ابتكر الهاتف الجوال، وتكشف عن رابط بين الاستخدام المنتظم للهاتف الجوال والاورام الطفيفة والخبيثة.

وافادت دراسة سويدية اجراها الطبيب لينارت هاردويل اخيرا ان مستخدما منتظما للهاتف الجوال، معرض للاصابة بورم في العصب السمعي من جهة الاذن التي يستخدمها في اتصالاته الهاتفية اكثر بمرتين منه من جهة الاذن الاخرى. كما اشارت دراسة علمية اخرى الى ان استخدام الجوال يزيد مخاطر الاصابة بالسرطان في اللوزة اللعابية بنسبة 50%. واوضح البروفسور كاربنتر ان المخاطر «هي دائما من جانب الوجه الذي يستخدم عليه الهاتف الجوال الاكثر».

واخيرا اظهرت دراسة علمية اجريت في الجمعية الملكية في لندن في سبتمبر ان الاحداث الذي بدأوا باستخدام الهاتف الجوال بوتيرة كبيرة قبل بلوغ سن العشرين معرضون خمس مرات اكثر من سواهم لخطر الاصابة بسرطان الدماغ في سن التاسعة والعشرين.

وقال هيربرمان: «ثمة في العالم ثلاثة مليارات من مستخدمي الهواتف الجوالة بشكل منتظم. اننا بحاجة الى توجيه رسالة بلزوم الحذر» ، بيما تابع كاربنتر ان «هذه مشكلة خطيرة تتعلق بالصحة العامة. انه نداء الى الحكومة من اجل ان تخصص تمويل اكبر للابحاث والى اللجنة الفدرالية للاتصالات من اجل ان تراجع معاييرها الفنية».

وسبق لهيربرمان أن حذّر جميع الموظفين في مؤسسته من أنّ استخدام الهاتف المحمول ربما يكون سببا في الإصابة بالسرطان.

وتتولى اللجنة الفدرالية للاتصالات المصادقة على اجهزة الهاتف بعد التحقق من ان نطاق تردداتها لا يؤدي الى ارتفاع حرارة انسجة الجسم البشري. واقر الممثل عن اللجنة جوليوس كناب بان موظفيها «لا يتمتعون بمؤهلات كافية لتقدير تأثيرات تعرض الجسم لترددات موجات الاجهزة اللاسلكية على الصحة» <