طب أسنان المسنين.. طرق العناية والعلاج

TT

لتفادي مشاكل الفم والأسنان والتقليل من حدتها في الكبر، يجب ان تبدأ العناية بها منذ الصغر، خصوصا أن حالة الفم الفسيولوجية تتغير من عمر إلى آخر، وتصبح أصعب علاجا مع التقدم في العمر. ففي حالة المسن، تتداخل عدة عوامل، تتعدى الفم لتشمل أمراضا أخرى تصيب الجسم، وتؤثر في نسبة العلاج لإعادة تأهيل الفم وتركيب اسنان، ومن الضروري هنا دراسة الحالة بصورة دقيقة ووضع خطة للعلاج بعد فحص نظافة الفم، والأنسجة الداعمة وحالة اللثة. ونظرا لصعوبتها وتعقيداتها، فإن العناية وعلاج الحالة الفمية للمسنين، تعتبر فرعا من فروع طب الأسنان، تعتمد على وجود أخصائيين مؤهلين لعلاج هذه الفئة من المرضى على وجه الخصوص.

التغيرات التي تحصل عند التقدم في العمر أثبتت الأبحاث أن أكثر العوامل المؤثرة في فترة الشيخوخة هي نقص الغذاء أو سوء التغذية، وهذا يعود إلى عدة عوامل نذكر منها:

* العوامل الفمية ـ التغيرات التي تؤدي إلى صعوبة في المضغ. ـ التغيرات التي تؤثر في حاسة الشم والتذوق.

ـ الأدوية التي تسبب جفاف الفم ونقصا في كمية اللعاب. ـ تآكل في عظام الفك ونقص في الأنسجة الداعمة للأسنان.

* العوامل الفسيولوجية ـ تغيرات في قدرة امتصاص وهضم الجسم للطعام.

ـ تغيرات في طاقة الجسم وكذلك النشاط الحركي.

ـ تأثير الأدوية على النشاط اليومي أو هضم الطعام وبعضها قد يؤثر في حاسة التذوق.

ولهذا يجب على الطبيب تقييم حالة المريض قبل البدء في العلاج، بشكل دقيق، كما أن معظم الحالات تحتاج إلى استعاضات سنية، من تركيبات متحركة أو ثابتة أو زراعة، ولتحديد الأنسب يجب وضع خطة علاجية دقيقة، نستعرض منها:

* الاستعاضة السنية ـ التقدم في العمر لا يعني عدم العلاج بالاستعاضة السنية، أيا كان نوعها بسيطا أم متقدما، لأنه من حق المسن أن يحصل على تعويض جمالي ووظيفي في آن واحد.

ـ قد يأتي المريض بأسنان مفقودة منذ زمن طويل، الأمر الذي يكون قد تسبب في تفاقم حالة عدم تطابق الأسنان مع بعضها البعض، وذلك نتيجة لميلان أو تحرك الأسنان المجاورة والمقابلة لناحية الفراغ بسبب الأسنان المفقودة. وهنا تكمن الصعوبة في اختيار وعمل التركيبة المناسبة، كونها تعتمد على وجود أسنان مائلة، إلى جانب عدم وجود مشاكل في اللثة بسبب تراكم بقايا الطعام، وهنا يأتي دور الأخصائي بالتعاون مع الفني في تخطيط التركيبة المناسبة.

ـ قد يحبذ الأكثرية من المرضى التعويض الثابت بالزراعة أكثر من المتحركة، سواء الكاملة أم التركيبات الجزئية، نظرا للمشاكل المترتبة عنها سواء من ناحية وظيفتها كالمضغ، أو دورها التجميلي وحتى النفسي، في أحيان أخرى. وجدير بالذكر أن العلاج بالزراعة لتعويض الأسنان، يعتمد في نجاحه على عوامل كثيرة، سبق أن ذكرناها في أعداد سابقة، لكن المهم هنا حالة العظم لدى المتقدم بالسن، التي قد تتأثر بأمراض عضوية كمرض السكري مثلا.

* العناية باللثة ـ تلعب عوامل كثيرة في التأثير على صحة اللثة والأنسجة الداعمة. وتعتبر أمراض اللثة في الكبر أكثر صعوبة لأنها مزمنة، وتحدث بسبب تراكم العوامل الضارة في اللثة.

ـ العوامل المحلية وهي طبقة «البلاك والجير» حيث أن الأكثرية تهمل نظافة الفم والأسنان وتؤدي بالتالي إلى انحسار شديد في اللثة، ومن ثم تآكل العظم المحيط بالأسنان والأنسجة الداعمة، مما يؤدي إلى حساسية الأسنان عند شرب السوائل الحارة أو الباردة، ومع تقدم المرض يؤدي إلى تخلخل الأسنان، وفقدانها مع الوقت، أو صعوبة علاجها، وعدم اعتبارها دعامة لاستعاضة سنية، فربما يضطر الأخصائي إلى خلعها.

ـ التدخين أيضا له دور في أمراض اللثة، كما يسبب تلونا في سطح الأسنان واللثة معا، علاوة على أن التركيبات المتحركة غير الجيدة، والتي تضغط على اللثة وأنسجة الفم، قد تسبب تقرحات وتراكم البكتيريا والفطريات. في بعض الأحيان، يكون سبب عدم ثبات الأطقم، هي تآكل في عظم الفك والذي لا يعطي دعامة كافية للتركيبة المتحركة.

ـ العوامل العضوية كالأمراض التي تصيب الجسم، ونذكر منها السكري مثلا، وهو الأكثر شيوعا ويؤثر في علاج الأسنان. ورغم انه لا يعتبر المؤثر الوحيد في صحة اللثة، إلا أنه يعتبر عاملا مساعدا إلى جانب الإهمال في تنظيف الأسنان وتراكم طبقات الجير والبلاك. لذا ينصح مريض السكري دائما بالعناية الشديدة بالفم والزيارة الدورية لطبيب الأسنان، لأن المرض يؤثر في الأنسجة الداعمة للأسنان، مما يؤدي إلى تخلخلها.

ـ علاج اللثة يبدأ بالعناية بها والزيارة الدورية لطبيب الأسنان وأخصائي تنظيف اللثة، وقد ينصح باستخدام المضمضة العلاجية ومعجون خاص للأسنان الحساسة. ـ وفي بعض الحالات قد يتطلب العلاج عمليات ترقيع اللثة المنحسرة عن الأسنان، خصوصا في الأسنان الأمامية لما لها من أهمية جمالية. وهذا بالطبع يتم بعد فحص الحالة بواسطة أخصائي جراحة اللثة لتحديد إمكانية عمل هذا النوع من العلاج.

ـ أيضا هناك عمليات لزيادة سمك عظم الفك في حالة وجود تآكل شديد في العظم، مما يحد من عمل التركيبة المتحركة أو الزراعة غالبا.

* التسوس ـ أكثر التسوسات لدى المسنين تحصل في الجذور root caries وفي عنق السن cervical caries وذلك بسبب انحسار اللثة الذي يكشف هاتين الطبقتين، وبالتالي تصبح معرضة لتراكم البكتيريا وبقايا الطعام، ومن تم إلى التسوس.

ـ من العوامل المؤثرة في حصول التسوس أيضا جفاف الفم وقلة إفراز اللعاب، إذ من المعروف أن اللعاب له أهمية في ترطيب الفم وتوفير حماية ضد البكتيريا، لكن مع التقدم في العمر والتعرض لعدة أمراض، فإن هذه المشكلة تزيد. وهناك العديد من الأدوية التي تسبب جفاف الفم نذكر منها أدوية الضغط، الاكتئاب والقلق، كما قد يعود السبب إلى العلاج بالأشعة بالنسبة لمرضى السرطان.

* طرق العناية بالفم والأسنان لدى المسنين ـ العناية اليومية بالفم يجب أن تكون بالتنظيف بالفرشاة واستخدام خيط الأسنان مرتين في اليوم صباحا ومساء.

ـ تنظيف التركيبات المتحركة، إن وجدت سواء كاملة أم جزئية، والتأكد من خلوها من بقايا الأطعمة، ونزعها قبل النوم. من المستحب أن توضع في الماء أثناء الليل ومن الممكن وضعها في محلول يحتوي على مضمضة الأسنان.

ـ الزيارة الدورية لطبيب الأسنان للفحص ومراقبة حالة الفم وحالة التركيبات لتفادي المشاكل مستقبلا>

* أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان [email protected]