العلماء يتعرفون على «دارة الكراهية» في المخ

تتشارك مع مناطق السلوك العدواني

TT

> افاد باحثون بريطانيون انهم عثروا على «دارة عصبية للكراهية» داخل مخ الانسان بعد ان درسوا عددا من المتطوعين عرضت امامهم صور لافراد يكرهونهم اشد الكراهية.

وقد نشطت لدى المتطوعين مناطق محددة من المخ لدى رؤيتهم لافراد مكروهين، حددها العلماء في اطار «دارة الكراهية» هذه. وقال باحثون في جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن» بقيادة البروفسورين سمير زكي وجون رومايا من مختبر بيولوجيا الاعصاب في الجامعة ان مناطق الكراهية تختلف بشكل واضح عن مناطق المخ الاخرى التي تنشط عادة تحت تأثير احاسيس متنوعة مثل الخوف، التهديد، الخطر.

واضافوا ان مناطق الكراهية هذه رغم تموضعها، فانها تتشارك مع مناطق السلوك العدواني. كما ان المنطقة وان كانت حدودها تختلف ايضا عن حدود المنطقة المرتبطة بالحب الرومانسي، فانها تتشارك معها في جانبين بنويين في تركيبهما.

وقال العلماء ان دراسة الكراهية تأتي مكملة لدراسات سابقة اجريت على آليات عمل المخ في حالات الحب الرومانسي، وحب الأمومة.

وقال الدكتور زكي في البحث الذي نشر في عدد اكتوبر الماضي من مجلة «المكتبات العامة للعلوم» PLoS ONE، ان «الكراهية غالبا ما تعتبر توجها او دافعا شريرا ينبغي ترويضه او السيطرة عليه او مجابهته. ولكن وبالنسبة لعلماء البيولوجيا فإن دراسة هذا الدافع ضرورية مثل دراسة دافع الحب. والكراهية مثلها مثل الحب غالبا ما تكون عمياء، وقد تدفع بالافراد الى اعمال بطولية او شريرة».

ودرس العلماء 17 من الرجال والنساء وصوروا مناطق المخ لديهم اثناء رؤيتهم لافراد يكرهونهم. وتضم «دارة الكراهية» مناطق في لحاء الدماغ وتحته، كما تضم عناصر تلعب دورا مهما في السلوك العدواني، يمكنها ان تقوم بتخطيط للحركة، كما لو ان المخ يتأهب لاتخاذ قرار حاسم.

كما تضم كذلك جزءا من لحاء الفص الجبهي، الذي يعتبر حاسما في وضع التوقعات حول نيات الآخرين، وهو الجزء الذي ربما يمثل احد الجوانب المهمة اثناء تلاقي الشخص مع الفرد الذي يكرهه <