أنصت الى بدنك وحدد فترة نومك

تساؤلات حول فترة النوم الصحية

TT

س: سمعت بنتائج دراسة وجدت ان الناس الذين ينامون بين ست ساعات ونصف وسبع ساعات كل ليلة، يعيشون حياة اطول من الذين ينامون ثماني الى تسع ساعات. ما هي الفترة الصحيحة للنوم؟

ج: انك تطرح سؤالا مهما، الا ان من الصعب الاجابة عنه. وذلك لما يلي:

تصور انك تشرع في تنفيذ دراسة مثلى، أي من افضل الدراسات، للاجابة على هذا السؤال. اولا: ينبغي عليك ادخال عدد كبير من الناس فيها - ربما نحو 100 الف شخص. ثم، عليك ان تطلب عشوائيا، أي كيفما اتفق، من عدد منهم ان يناموا خمس ساعات كل ليلة، وتطلب من آخرين النوم ست ساعات، ثم من آخرين ثماني ساعات، وهكذا دواليك. كما ينبغي عليك ايضا ان تفكر بوسيلة ما للتأكد من ان المشاركين قد نفذوا فعلا الطلبات بالنوم لفترتهم المحددة. وبعد ذلك عليك مراقبة صحة المشاركين - لعقود من السنين.

نتائج إحصائية

* وكما ترى فان مثل هذه الدراسة المثلى ليست عملية.. لذلك، فإن الذي يحصل بدلا عنها، هو اجراء دراسات الملاحظة، التي تضع بعد مراقبة حالات الناس لسنوات كثيرة، علاقة احصائية بين عاداتهم والنتائج الصحية التي ظهرت بممارسة تلك العادات.

وقد توجهت دراسات عديدة من هذا الصنف، الى المشاركين بالسؤال عن عادات النوم لديهم. ولم تظهر نتائجها تطابقا كاملا. الا ان غالبيتها تفترض ان ابتعاد الانسان عن «الفترة الجميلة» التي يرقد فيها لفترة تتراوح بين ست وثماني ساعات، يقود الى تعرضه اكثر لاخطار الوفاة.

الا ان دراسات الملاحظة لا يمكنها ان تبرهن على الاسباب (التي تؤدي الى تلك الاخطار)، ولهذا فإنها لا تستطيع ان تشير مثلا الى ان تغيير فترة النوم من فترة ست الى سبع ساعات خلال العشرين سنة المقبلة، سوف يساعد على اطالة العمر.

وقد وجدت دراسة ممتازة من جامعة بنسلفانيا، ان الناس الذين ينامون لفترة تقل عن ثماني ساعات في الليلة، رصدت لديهم مستويات أدنى من الأداء الادراكي مقارنة بالأشخاص الذين ينامون ثماني ساعات او اكثر. وإن كان ذلك صحيحا، فان عليك ان تنام لفترة ثماني ساعات ونصف الساعة كل ليلة، إن كان هدفك هو النهوض بفكر صاف، لكن عليك النوم بين ست وسبع ساعات ان كنت تريد العيش لعمر اطول! ما الذي ينبغي عليّ عمله؟ كقاعدة، فاني انام سبع ساعات كل ليلة في ايام العمل، وثماني ساعات في يومي عطلة نهاية الاسبوع، لأن هذه هي الفترات التي احتاجها لكي اشعر بوضع افضل. ان كل الدراسات التي تحدثت عنها تقدم لنا اجابات «في المتوسط». ومع ذلك فاننا اشخاص مختلفون، وبعض الناس يحتاجون الى فترة نوم اكثر من الآخرين. واعتقد ان بمقدورك ان تحدد فترة النوم لنفسك شخصيا وفقا لمتطلباتك، وذلك بالإنصات الى حكمة بدنك <

* طبيب، رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، «خدمات تريبيون ميديا».