بدانة الأطفال تقود إلى تضيّق الشرايين

في دراستين منفصلتين حول اخطار البدانة وسبل انقاص الوزن اعلنت نتائجهما في شهر نوفمبر الجاري، قال علماء اميركيون انهم رصدوا تضيقات في شرايين الرقبة لدى الأطفال البدناء تماثل الى حد بعيد ما يوجد لدى الكبار الذين تبلغ اعمارهم 45 سنة فأكثر، فيما قال علماء فرنسيون انهم طوروا عقارا رائدا لانقاص الوزن، يحتال على الجسم ليتخلص من الدهون.

وفي الدراسة الاولى قال باحثون في جامعة ميزوري في كنساس سيتي، ان هذه التضيقات التي تنجم عن تراكم الترسبات الدهنية على جدار الشرايين، تقود الى تعريض هؤلاء الأطفال للإصابة بالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية. وفحص الباحثون تحت إشراف طبيبة الأطفال جيثا ريدجهوفر، شريان الرقبة لدى 80 طفلا مصابا بالسمنة المفرطة، كانت اعمارهم 13 عاما تقريبا، بالموجات فوق الصوتية، فوجدوا أن الجدار الداخلي للشرايين متصلب بسبب الترسبات الدهنية في الدم بالشكل المعهود لدى بعض البالغين في سن الخامسة والأربعين وليس بالشكل المعروف لدى أقرانهم من الأطفال الطبيعيين.

وقدم الباحثون عرضا لنتائج دراستهم في مؤتمر أطباء القلب الأميركيين في نيو أورلينز. وأوضحت الدكتورة ريدجهوفر ان الأطباء يرون أن ما يعرف بمفهوم «عمر الأوعية الدموية» يحدد مدى خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية. وأضافت أن هذا الخطر كان مرتفعا لدى الأطفال الذين شملتهم الدراسة.

وأوصت ريدجهوفر زملاءها بأن يعتبروا السمنة وارتفاع نسبة الدهون في الدم بمثابة تحذير لهم بأن هذا الطفل معرض لخطر الإصابة بأمراض القلب، مشيرة إلى أن نسبة الكوليسترول في دم الأطفال الذين تم فحصهم زادت 30% عن المعدلات الطبيعية، وفقا لما اوردته وكالة الصحافة الالمانية، وأن ارتفاع ضغط الدم والتدخين السلبي يعتبران عاملين إضافيين للإصابة بضيق الشرايين.

الا ان الباحثة أعربت عن تفاؤلها بأن هذه الترسبات في الأوعية الدموية لدى الأطفال لم تصبح صلبة، كما أن نسبة الكالسيوم في هذه الترسبات ليست كبيرة، أي أن علاجها سيكون أسهل لديهم.

وفي الدراسة الثانية افاد علماء في جامعة لوي باستور الفرنسية انهم طوروا عقارا يحتال على الجسم ليتخلص من الدهون، حتى عندما يكون الشخص يعيش على نظام غذائي دهني. ووجد الباحثون أن العقار يقي الفئران من زيادة الوزن، ومن حالة «مقاومة الجسم ضد الأنسولين»، بعد عشرة أيام من تناول جرعات منه بانتظام. وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «سيل ميتابوليزم» المعنية بعلوم التمثيل الغذائي الخليوي، قال الباحثون ان العقار المسمى SRT1720 يستهدف البروتين SIRT1 الذي يعرف بأنه يكافح الشيخوخة، اذ انه يغير نشاط البروتين بحيث يتحول إلى نظام لحرق الدهون <