القوة الذهنية.. يمكن أن تحد من الألم

العلاج بالمجال المغناطيسي قد يفيد في شفاء الأمراض

TT

* الدراويش ورياضيو العدو في المسافات الطويلة لهم باع طويل في مقارعة الألم وكبحه، الا ان علماء المان يرون ان بمقدور أي انسان التدرب على ذلك.. باستخدام قوته الذهنية! ويقول رويدينجر فابيان رئيس الجمعية الألمانية لعلاج الالم، ان الألم هو رد فعل شعوري على عملية تقييم جرت في الرأس.. وبمقدور أي إنسان أن يتحكم في هذه العملية. والاحساس بالألم، أمر انطباعي وتوضحه المسافة التي يقطعها منبه (اشارة) الألم، اذ تنقل المستقبلات الحسية الإشارة إلى الحبل الشوكي، ثم يقوم الجهاز العصبي المركزي بتمريرها إلى المخ الذي يعالجها. ولذلك فان الألم آلية وقائية في الجسم ومنبه الألم في طريقه إلى المخ يكون له دوما السبق على المنبهات الأخرى.

لكن من الممكن مهاجمة منبه الألم قبل أن يصل إلى هناك بدواء على سبيل المثال. والمخدر الذي يحقنه طبيب الأسنان يمنع منبهات الألم من الوصول إلى المخ.

ويشير البروفيسور فالتر تسايجلجينسبيرجر من معهد ماكس بلانك للصحة النفسية في ميونيخ إلى أنه من خلال التدريب يمكن للناس أن يؤثروا على كيفية تقييم المخ للألم.ونقلت عنه وكالة الصحافة الالمانية ان «الخوف من الألم أسوأ من الألم نفسه في مثل هذه الحالات».

وفي المواقف البالغة الخطر بحق تتهيأ للجسم أقوى عوامل تسكين الألم وعداءو الماراثون مثلا يمكنهم تعطيل ما يصيبهم من الألم. ويفرز المخ مادتي الإنورفين والأدرينالين، وهما ناقلان عصبيان يخلقان ما يسمى «مستوى العداء العالي» في العدائين المدربين وتجعلانهم لا يشعرون بالألم.

والجسم يتفاعل بصورة مماثلة في حالات الإصابات الخطرة. وكابحات الألم الخاصة في الجسم لا تطلق في اجسام العدائين وحدهم، بل يمكن لأي إنسان إن يحفزها بالقوة الذهنية.وبمقدور أي شخص يتمتع بروح المبادرة وبعقل يقظ أن يفعل ذلك.

على صعيد آخر ينادي بعض الاطباء الالمان باستخدام المجالات المغناطيسية لاغراض علاجية. ويقول هانز أولريتش يابس رئيس قسم الطب والرعاية الصحية في الرابطة الألمانية للرعاية الصحية في دوسلدورف ان «الدراسات أظهرت أن العلاج بالمجال المغناطيسي يسهل شفاء كسور العظام بتحفيزه الدورة الدموية ونمو العظام»، اذ انها تصحح حالة انخفاض الجهد الكهربائي في الخلايا المتضررة.

ويمكن للمجالات المغناطيسية أن تتخلل تكوينات الجسم وتحفز الخلايا كما نقلت الوكالة عن يابس. ويقال إن هذه العملية ترفع مستوى الأيض (التمثيل الغذائي) الخلوي وتسرع بعملية الشفاء وتقوي الدفاعات الطبيعية في الجسم ككل.

الا ان الجمعية الألمانية للطب العلاجي وإعادة التأهيل في ميونيخ تشكك في مثل هذه الأقوال مشيرة الى عدم وجود دليل كاف على كفاءة العلاج بالمجالات المغناطيسية. ويقول البروفيسور بيتر كرولينج النائب الثاني لرئيس الجمعية ان «العلاج بالمجال المغناطيسي لم يتمكن من فرض نفسه في المستشفيات الجامعية والمراجع الطبية خلال السنوات الثلاثين الماضية». ويعلق يابس بانه يمكن أن يفيد على الخصوص في جراحات تقويم العظام وعلاج داء المفاصل على سبيل المثال. كما أن المجالات المغناطيسية تستخدم في طب الأمراض العقلية، وعلاج حالات الاكتئاب <