النوم وأسراره

يحتاجه الإنسان بنسب متفاوتة لشحذ الهمة والطاقة

TT

النوم حالة ضرورية لراحة الجسد والعقل. وهي، على العكس من الحالات التي يكون فيها الإنسان غائباً عن الوعي لاإرادياً، غيبوبة مثلاً أو تحت تأثير مخدر، حالة تحوي نشاطاً ذهنياً خاصاً يُقسَّم إلى نوم حركة العين السريعة (ن ح ع س)، ونوم لاحركة العين السريعة (ن ل ع س).

الأطفال يحتاجون إلى ساعات نوم أكثر من الكبار، فالطفل حديث الولادة يحتاج إلى 18 ساعة تقل مع تقدم عمره فتصل إلى 9-11 ساعة ما بين الخامسة والثانية عشرة ثم تقل إلى 9-10 ساعات لدى المراهقين و7-8 لدى البالغين والمسنين، أما لدى الحوامل فتصل إلى ثماني ساعات وأكثر.

الحاجة إلى النوم * عندما لا يأخذ الإنسان كفايته ذهنياً وجسدياً من النوم، فإنه يعاني من حالة إعياء وتعب جسدي وذهني ونفسي وعلى الرغم من تقدم العلوم العصبية، إلاّ أنه لم تثبت بشكل واضح وقاطع العلاقة بين نقصان النوم والعصبية والتوتر.

فوائد النوم:

* التئام الجروح: ثبت بالدراسة العلمية أن التئام الجروح وشفاء الحروق يتأثران سلباً بالحرمان من النوم.

* التأثير إيجاباً في جهاز المناعة وعملية التمثيل الغذائي، حيث ثبت علمياً أن المحرومين من النوم يقل لديهم عدد كرات الدم البيضاء، مع تغيرات أخرى سلبية تطال جهاز المناعة.

* التأثير الإيجابى في النمو لدى الأطفال، لأن هورمون النمو يفرز أثناء النوم العميق، خاصة لدى الأطفال من سن ست إلى عشر سنوات.

تعد مرحلة حركة العين غير السريعة هي مرحلة بناء الجسم لدى البالغين، والحرمان منها يؤدي إلى مشكلات سلوكية، وانخفاض في حجم المخ وقدراته وموت غير طبيعي لبعض الخلايا العصبية.

أما مرحلة نوم حركة العين السريعة فهي مهمة للغاية لنمو المخ، لذلك فتلك المرحلة تحتل الوقت الأطول عند الأطفال الرضع، وإذا ولد الطفل مبتسراً، أي قبل موعد ولادته، فإنه ينعم بوقت أطول من نوم حركة العين السريعة.

* عمليات الذاكرة: درس العلماء في مختلف أنحاء المعمورة قوة ارتباط الذاكرة بالنوم، وكانت النتيجة ان الذاكرة المستخدمة يومياً هي الأكثر تأثرا، وهي مهمة للغاية لتنظيم عمليات الفهم والإدراك وصنع القرارات.

وتتأثر أكثر بنوم حركة العين السريعة. وفي دراسة مميزة لجامعة هارفارد، وجد باحثو النوم أن الجزء الخاص بالتعليم مرتبط بحركة أطراف الخلايا العصبية، التي ترسل معلومات إلى جسم خليتها، لذلك فإن العديد من الطلاب الذين يستذكرون ثم ينامون يستوعبون أكثر ويخزنون المعلومات أفضل من غيرهم. - الحماية: النوم يحمي الإنسان، بمعنى مده بالطاقة والحيوية والنضارة اللازمة لحياة أفضل.

الحلم يعني عملية إدراك الصور الحسية والأصوات خلال النوم. وتكثيف الصور يختلف من شخص لآخر حسب الرغبات والمخاوف والمشاهد الجميلة والذكريات، وما يراه في نهاره. ومن المثير أن المريض بالاكتئاب يحلم بالرسوب والفشل والسقوط، وعندما يشفى يحلم بالحدائق الغنّاء وبالطيران والتحليق عالياً. كما أن تفسير الأحلام يعد جزءاً من عملية التحليل النفسي التي أسسها فرويد، وللأحلام وظيفة إيجابية في استعادة روح التنافس ويحتاج الإنسان إليها أكثر في أوقات الشدة.

تأثيرات الطعام والشراب

* مادة التريبتوفان الموجودة في الشيكولاته تساعد على النوم وهي المولد لمادة السيروتونين لدى مدمني الشيكولاته.

* مادة الميلاتونين وهي المنظمة للنوم، وتتحول من مادة السيروتونين وتفرزها الغدة الصنوبرية أثناء النوم. العديد من الناس في بلاد الشرق وحوض البحر الأبيض ينامون في فترة ما بعد الغداء ـ القيلولة ـ وذلك لتناولهم أطعمة دسمة غنية بالنشويات.

* مضادات الاكتئاب في معظمها تسبب النعاس نظرا لتوليدها وتنظيمها مادة السيروتونين.

* القهوة تنبه وتبطئ من مفعول الهورمونات المسؤولة عن النوم.

النوم الصحي o تقيد بوقت محدد تخلد فيه إلى النوم، كذلك بوقت للاستيقاظ.

o اغف فقط في القيلولة، لا تنم أكثر من ساعة ظهراً وعصراً.

o تجنب الكحول والمنومات.

o تجنب القهوة وكافة مشتقات الكافيين قبل موعد نومك بـ 4-6 ساعات.

o تجنب الطعام الحار والدسم والحلويات من 4-6 ساعات قبل النوم.

o مارس الرياضة البدنية بانتظام، لكن ليس مباشرة قبل النوم.

o ليكن فراشك نظيفاً مريحاً مرتباً.

o لتكن غرفة نومك معتدلة الحرارة خافتة الضوء مانعة للضوضاء، ولا تجعلها مكاناً للمشاجرات والخلافات.

o مارس تمارين الاسترخاء الذهني والجسدي البسيطة، كأن تستلقي على ظهرك، وتغمض عينيك. بعدها خذ نفساً عميقاً من الأنف وأخرجه من فمك، ثم أرخ عضلات جسمك من شعر رأسك إلى أخمص قدميك.

o إذا قمت من فراشك وسط ساعات نومك لأي سبب ولم تستطع معاودة النوم خلال 15-20 دقيقة، لا تستمر في الاستلقاء على الفراش متقلباً، انهض وقم بأي عمل بدني حتى تتعب ثم عد إلى فراشك.

o تجنب التلفزيون في غرفة النوم بأي شكل من الأشكال، ذلك ان النوم على صورته أمر غير صحي بالمرة من الناحيتين، النفسية والجسدية.

مراحل النوم

* المرحلة الأولى: نوم خفيف، تظهر فيه حركات بطيئة للعين. المرحلة الثانية: تكون فيه حركات العين نادرة.

حركة العين غير السريعة الأولى: التثاؤب وأول النوم. حركة العين غير السريعة الثانية وفيه يقل مستوى الوعي لما يدور خارج العقل وتمثل هذه الفترة النصف من إجمالي وقت النوم. حركة العين غير السريعة الثالثة: وتمثل 5% فقط من إجمالي وقت النوم تقريباً. حركة العين غير السريعة الرابعة: وتشكل حوالي 15% من مدة النوم، وهي فترة النوم العميق وتحدث فيها الكوابيس وبعض الأمور الأخرى كالمشي والكلام أثناء النوم. حركة العين السريعة: مرحلة الأحلام تقع في الثلث الأخير من دورة النوم. تستغرق هذه المراحل الخمس 90 دقيقة تقريباً، وتتكرر عدة مرات أثناء النوم ككل، بينما تستغرق فترة الأحلام عدة دقائق فقط من كل 90 دقيقة لتبدأ بعدها دورة جديدة من المراحل بدءا من حركة العين السريعة، وانتهاء بحركة العين السريعة <

* استشاري الطب النفسي، زميل الكلية الملكية للطب النفسي ـ لندن، زميل الأكاديمية الأميركية لطب السيكوسوماتيك (النفسي الباطني).