بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

اللحوم.. بين الحاجة والإفراط

* لقد ارتبط عيد الأضحى بالذبح والنحر كأحد واجبات الحج، وبالأضحية كأحد السنن المشروعة للمسلمين، أما تناول كميات كبيرة من اللحوم خلال أيام العيد فهذا خطأ شائع.

تعتبر اللحوم أهم مصدر للبروتين، حيث تحتوي على 54% مواد بروتينية كما تحتوي على نسبة من المواد الدهنية تتراوح بين 17-20% وعلى كمية كبيرة من الفيتامينات (أيه، بي، سي، دي)، وتحتوي أيضا على نسبة من المواد الأخرى الضرورية لبناء الجسم مثل الحديد. واللحوم ذات فوائد عظيمة كغذاء ولها دور مهم في بناء وصيانة أنسجة الجسم، وكمساعد على تكوين الدم.

وتوصي الأنظمة الغذائية بأن ما يحتاجه الجسم من اللحم يتراوح بين 100 غرام إلى 200 غرام في اليوم. لذا ينصح بعدم الإكثار من تناول اللحم لوجود عدد من الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب كثرة تناول اللحوم.

إن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يرفع من نسبة حمض البوليك الذي يتم ترسيبه في الأنسجة مما يسبب التهاب المفاصل الرخوة والكلى كما يسبب الإكثار من اللحوم مرض النقرس وكذلك يرفع نسبة الكولسترول.

وتعتبر نسبة الشحوم في اللحوم من العوامل المؤثرة في زيادة نسبة الإصابة بأمراض السرطان خاصة المدخنة منها، فيزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمعدة. ولقد أصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك أن زيادة كمية الدهون في الوجبات الغذائية المتناولة تعتبر عاملا مهما يؤثر في حدوث وتطور الأمراض المزمنة.

وتشير الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية المشبعة تلعب دورا مهما في رفع مستوى الكولسترول في الدم، مما يشكل خطرا يتمثل في الإصابة بأمراض القلب التاجية. ان زيادة كمية الكولسترول في الدم تؤدي إلى تراكمه على جدران الأوعية الدموية، ومع مرور الزمن يحدث تضيق للأوعية الدموية ينتج عنه تصلب الشرايين والذي يؤدي إلى نقص في كمية الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية.

وكعلاج لارتفاع مستوى الكولسترول في الدم ينصح الخبراء باللجوء إلى الحميات الغذائية المصممة لتقليل تناول الدهون المشبعة والكولسترول بالإضافة إلى تخفيض الوزن لمن يعانون من الوزن الزائد.

وينصح اختصاصيو التغذية أن لا تتجاوز كمية الدهون أكثر من 30% من الطاقة الكلية في بداية أي برنامج حمية غذائية، وأن لا تتجاوز الدهون المشبعة أكثر من 10% من الطاقة الكلية، والكولسترول إلى 200 ملغم أو اقل يومياً وإذا لم ينخفض مستوى الكولسترول بالحمية الغذائية يتم العلاج بالأدوية بالإضافة إلى الاستمرار بالحمية الغذائية < أهمية شرب السوائل

* من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون أثناء السفر أو الرحلات الطويلة، كما هو الحال مع الحجاج الآن، عدم الاهتمام بشرب السوائل بكمية كافية تزيد عما تعودوا شربه في أحوالهم العادية. ففي هذه الظروف يكثر التعرض للأجواء الحارة مع بذل مجهود بدني كبير يؤدي الى فقدان كمية كبيرة من العرق والأملاح المهمة في الجسم. فيبدأ الشعور بالتعب سريعا، مع انقباضات وتشنجات عضلية في الأطراف. وقد يتعرض للإعياء الحراري في حالة البقاء لفترة طويلة في جو حار مع عدم تعويض السوائل المفقودة، وتبدأ الشكوى من التعب والإنهاك والصداع، والتشنجات، والإحساس بالجفاف ثم الإغماء وفقدان الوعي في الحالات الشديدة.

هذا إضافة الى أعراض أخرى تخص مرضى حصوات الكلى ومن لديهم الاستعداد الوراثي لترسيب الأملاح وتكوين الحصوات مثل: ألم شديد ومفاجئ في أحد الجانبين بمنطقة الكلى أو في أسفل البطن، قيء وغثيان، خروج دم في البول، مع ارتجاف وسخونة.

وفي هذه الحالة يكون تطبيق قاعدة الوقاية خير من العلاج هو الحل الأمثل، ويتلخص ذلك في الآتي:

- شرب كمية كبيرة من السوائل يومياً وخاصة المياه، حتى يخف لون البول ويصبح كالماء.

- تقليل كمية الطعام التي تحتوي على كالسيوم والأوكسالات بالنسبة لمن يعاني من وجود كمية كبيرة من الكالسيوم والأوكسالات في البول.

- تقليل كمية اللحوم والأسماك والطيور بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع شديد في الحامض البولي حيث ترفع هذه الأنواع من الأطعمة نسبة الحامض في البول.

وفي حالة الانهاك الحراري يتم نقل الشخص الى مكان جيد التهوية ومحاولة تخفيض درجة حرارة الجسم برش الماء عليه وتخفيف ملابسه ووضعه مستلقياً على ظهره مع رفع قدميه بحيث يكون رأسه دون مستوى جسمه.

أما في حالة الإغماء فيجب نقل المصاب فورا إلى أقرب مستشفى لإعطائه الاسعافات السريعة كحالة طارئة < الاستراحة أثناء العمل.. تجدد الحيوية

* من الأخطاء اليومية التي يقع فيها الكثيرون وخاصة بالنسبة لذوي الأعمال الحرة، العمل بطريقة متواصلة ودون أخذ استراحات متقطعة خلالها، وتنعكس سلبيات هذا السلوك الخاطئ ليس فقط على نوعية الانتاج ولكن أيضا على الصحة العامة، الجسمية والنفسية.

وأول الاعراض المرضية التي تبدو على هؤلاء بعد فترة من هذه الممارسة الخاطئة، وتكون بمثابة ناقوس الخطر الذي ينذرهم بما قد يتعرضون له من عواقب صحية: التعب السريع، الصداع في مقدمة الرأس ومؤخرته، زغللة العين، ألم الرقبة والظهر، التوتر والانفعال لأسباب بسيطة لم تكن تؤثر عليه في السابق، ضيق النفس والاحساس بانقطاعه..الخ إن الشعور بهذه الأعراض أمر في غاية الأهمية، ويدعو لضرورة تحسين الوضع والعمل على رفع مستوى الطاقة عند الشخص. علماء النفس والاجتماع ينصحون هذه الفئة من العاملين بالآتي:

• يجب التعود على العمل بهدوء وبطء، مع أخذ استراحات قصيرة ومتعددة خلال ساعات العمل.

• عدم السرعة والانفعال أثناء العمل، وعدم الاستسلام للارهاق والتوتر.

• محاولة إيجاد الطريق الأكثر كفاءة لأداء المهام اليومية والعمل على انهاء أعمال كل يوم على حدة، ولكن من دون أن تحمل نفسك أكثر من طاقتها ولا تبذل من الجهد أكبر مما تعودت أداءه في كل يوم.

• خطّط لاستعمال ساعات عملك ونشاطاتك بطريقة أمثل، وضع جداول زمنية لإنهاء كل عمل، ولا تنسَ الاسترخاء من وقت لآخر.

• قسم المهام والأعمال الكبيرة إلى مشاريع مجزأة وصغيرة، على أن تتخللها فترات راحة واستجمام.

• عود نفسك أن تتنفس ببطء وبعمق، وأن تتفادى التنفس الضحل والقصير <

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة