الأمراض المزمنة.. والحج

نصائح لمرضى السكري وضيق الشرايين التاجية

TT

إن هذه الرحلة الدينية العظيمة للحج تحتاج من الحاج أن يكون متمتعا بلياقة صحية جيدة حتى يتمكن من أداء هذه الفريضة الشاقة بشكل صحيح، دون التعرض للمضاعفات الصحية التي قد تعيق إكمالها وخاصة بالنسبة للحجاج الذين يعانون في السابق من أحد الأمراض المزمنة، ومن أهمها وأكثرها شيوعاً داء السكري، وداء ضيق الشرايين التاجية، ارتفاع ضغط الدم، والأمراض الصدرية وأهمها مرض الربو.

داء السكري

* تحدث إلى «صحتك» الدكتور سعود بن حامد الزهراني طبيب الأسرة ومشرف قطاع غرب مكة بإدارة الرعاية الصحية الأولية بالعاصمة المقدسة مشيرا الى أن نسبة الحجاج الذين يعانون من داء السكري كبيرة جدا بالنظر الى الاحصاءات العالمية التي تفيد بارتفاع هذه النسبة وأن داء السكري يعتبر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً، خاصة مع تقدم السن، وتصل نسبة الإصابة بالنوع الثاني منه حوالي 90 ـ 95 في المائة من إجمالي الحالات، وهو في الغالب يصيب الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 40 عاما. وأضاف أن هذا النوع، يقع عندما يعجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من الأنسولين، ويمكن أن يعالج عن طريق الحِمية أو التمارين الرياضية أو إذا لزم الأمر، بوصف أدوية تؤخذ من الفم وفي بعض الحالات باستخدام حقن الأنسولين.

وحذر الدكتور الزهراني أنه، مع مرور الوقت خاصة في حالة عدم التحكم بهذا المرض، يمكن لداء السكري أن يؤذي الأعضاء الداخلية للجسم ويؤدي إلى مضاعفات، منها ضيق الشرايين التاجية، الجلطة الدماغية، ارتفاع ضغط الدم، فقدان البصر، تعطل عمل الكلية، بتر للأطراف، تلف نظام الخلايا العصبية، تعطل النشاط الجنسي، أو الوفاة بسبب الإصابة الحادة بالأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي.

مريض السكري والحج

* هناك أمور يجب أن يلتزم بها الحاج مريض السكري خلال فترة الحج، وقبل التوجه لأداء مناسك الحج يفترض أنه تأكد من الآتي:

- استشارة الطبيب المعالج عن إمكانية القدرة لأداء هذه الفريضة.

- الحصول على تقرير طبي عن حالته المرضية، مبينا فيه الأدوية المستخدمة وأي مضاعفات يعاني منها، ويحمل معه هذا التقرير في كافة تنقلاته ليساعد الأطباء والمسعفين عند تعرضه لأي ظرف صحي طارئ.

- الحصول من الطبيب على معلومات توعوية كافية عن المرض وكيفية متابعة مستوى السكر في الدم وطريقة استخدام الدواء.

- الإلمام التام بأعراض هبوط السكر وكيفية التعامل معها في حالة ظهورها.

- أخذ اللقاحات المناسبة للمريض في بلده وقبل موعد سفره بوقت كاف، ومن أهمها لقاح الحمى الشوكية ولقاح الأنفلونزا الموسمية.

نصائح لمرضى السكري

* حمل سوار المعصم الذي يشتمل على معلومات أساسية عن هوية الحاج وعنوانه، والحالة المرضية التي يعاني منها، وكذلك الأدوية التي يستخدمها.

* الالتزام بالخطة العلاجية التي نصح بها الطبيب المعالج.

* الحرص على تناول الوجبات الصحية في أوقاتها مع أخذ وجبات خفيفة بين الوجبات الأساسية لتفادي هبوط السكر.

* تجنب الإجهاد الشديد والسير لمسافات طويلة من دون داع وتفادي أماكن الازدحام قدر المستطاع.

وأخيرا على الحاج المريض بالسكري أن يكون ملما بمعرفة أعراض انخفاض السكر في دمه، والتي تشمل: تسارع نبضات القلب، زيادة في التعرق، رعشة، صداعا، زغللة في النظر، دوخة، وقد تصل إلى غيبوبة، بل وربما الوفاة في حالة عدم التدخل في الوقت المناسب.

في حالة حصول مثل هذه الأعراض ينصح بأخذ سكاكر بسيطة (تمر على سبيل المثال)، وذلك لرفع نسبة الجلوكوز في الدم ريثما يتم إسعاف الشخص المصاب في أقرب مركز صحي أو مستشفى.

ضيق الشرايين التاجية

* يقول الدكتور سعود الزهراني ان كلا من داء السكري وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون، والتدخين تعتبر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضيق الشرايين التاجية، والتي تؤدي بدورها إلى ما يُعرف بالذبحة الصدرية وربما إلى احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية).

ويفترض أن يكون الحاج المريض بضيق الشرايين التاجية قد تأكد في وقت مبكر قبل توجهه الى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج من التالي:

- استشارة الطبيب المعالج عن إمكانية القدرة لأداء هذه الفريضة بما فيها من مشاق جسمية ونفسية.

- الحصول على تقرير طبي عن حالته المرضية مبينا فيه الأدوية المستخدمة وأي مضاعفات يعاني منها.

- التأكد من أخذ كمية كافية من الدواء.

نصائح لمريض ضيق الشرايين التاجية

* تجنب الإجهاد الشديد والسير لمسافات طويلة وتفادي أماكن الازدحام قدر المستطاع.

* الالتزام بالخطة العلاجية حسب تعليمات الطبيب المعالج. حمل سوار المعصم الذي يشمل معلومات أساسية، شخصية ومرضية.

* في حالة ظهور أي من الأعراض التالية يجب على المريض التوجه فورا لأقرب مركز صحي أو مستشفى لتلقي العلاج الاسعافي اللازم:

تعرق شديد - ضيق في التنفس - ميل للقيء (غثيان) - ألم ينتشر من الصدر للرقبة والفك وقد يمتد للذراعين – دوخة - نبض سريع وغير منتظم ـ آلام ذبحة صدرية لا تستجيب للعلاج المنزلي.

إسعافات أولية لحالات الذبحة الصدرية

* في حالة ظهور أعراض الذبحة الصدرية، وقبل وصول الطبيب المسعف أو حتى يتم نقل المريض إلى المستشفى، يمكن عمل الآتي للمريض:

* أخذ حبة اسبرين (300 ملغم)، في حالة عدم وجود موانع للاستخدام.

* استخدام دواء النايتروجلسرين (أقراص تحت اللسان)، التي غالبا ما تكون موجودة لدى مريض قصور الشرايين التاجية حسب تعليمات طبيبه المعالج <